يشهد سوق المنامة المركزي تزاحماً بين الباعة المواطنين وبين العمالة الآسيوية، في حين مازال السوق يشكو من عدم التطوير، وذلك في ظل ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها على الباعة والمشترين والبضائع في الوقت ذاته. وفي زيارة «الوسط» إلى سوق المنامة المركزي، كثرت شكاوى الباعة المواطنين بشأن مزاحمة العمالة الآسيوية، وخصوصاً العمالة السائبة لهم.

وفيما اقتصر الباعة على أنواع قليلة من الخضراوات كانت مزروعة في البحرين، جذبت إحدى البسطات المتسوقين لكون صاحبها يعرض المنتجات البحرينية، وقال صاحب هذه البسطة الحاج عبدالله علي الصفار: «منذ نحو 60 عاماً وأنا أمارس هذه المهنة، وأقوم ببيع المنتجات البحرينية بعد الاتفاق مع المزارعين الذين يقومون بتوصيلها، وبعد بيعها أقوم بتوزيع الأرباح».

شكوا من قلة الزبائن بسبب عدم تكييف المكانبائعو السوق المركزي: نطالب بتشديد الإجراءات ضد العمالة السائبة

المنامة - فاطمة عبدالله

يشهد سوق المنامة المركزي تزاحماً بين البائعين المواطنين وبين العمالة الآسيوية، في حين مازالت تشكو السوق من عدم التطوير، وذلك في ظل ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها على البائعين والمشترين والبضائع في الوقت ذاته.

وتعتبر هذه السوق مقصداً للخليجيين، فزائرها يستطيع أن يحصل على جميع أنواع الخضراوات والفواكه بأسعار تناسب الجميع، فمنظر الخضراوات الخضراء والفواكه ذات الألوان الزاهية تجذب الجميع من المواطنين والسائحين، وعلى رغم جمال ألوان هذه البضائع يقف البائعون المواطنون حائرين أمام مزاحمة العمالة الآسيوية لهم، وقلة عدد المستهلكين في السوق، وذلك بسبب عدم وجود تكييف عام؛ مما يؤدي إلى نفور المستهلكين عن السوق من جهة وتلف البضائع من جهة أخرى.

وفي زيارة «الوسط» إلى سوق المنامة المركزي، كثرت شكاوى المواطنين البائعين بشأن مزاحمة العمالة الآسيوية، وخصوصاً العمالة السائبة لهم.

هذا، وقال المواطن ميرزا الحسن: «مضى على وجودي في السوق أكثر من 35 سنة وأكثر، وفي كل عام تزداد المشاكل التي يتعرض لها البائعون، مما أدى إلى ضعف الإقبال على الشراء في السوق».

وأضاف «إن ضعف السوق حالياً يعود إلى كثرة البائعين الجوالين الذين بدأوا يزاحمون البائعين المواطنين في مصدر رزقهم، إضافة إلى كثرة عمليات نقل البضائع من السوق عبر السيارات الخاصة إلى أماكن أخرى لبيعها فيها، مما أدى إلى ضعف إقبال المواطنين على الشراء من سوق المنامة المركزي واللجوء إلى الأسواق الأخرى».

من جهته، قال مالك إحدى المحلات في السوق، عباس محمد: «إن السوق لا تصلح لعرض البضائع، ولا إلى تواجد البائعين، فهي غير معدة بأن تكون سوقاً مركزية للخضراوات والفواكه، إذ إنه مضى على عملي في هذه السوق ما يقارب 40 عاماً، وبين الفترة والأخرى تطلق وعود بأنه سيتم تطوير السوق، وقد تم وضع سقف من العازل الحراري، إلا أن مشكلة التكييف مازالت قائمة، فمثل هذه المشكلة لابد من حلها، خصوصاً في ظل ارتفاع درجة الحرارة».

وأضاف محمد «كبائعين شكونا عدة مرات من العمالة السائبة حتى بدأت السوق تزدحم بالعمالة الآسيوية، التي زاحمت المواطنين في عملهم وأثّرت عليهم بشكل كبير، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم، رغم أن العديد منهم هم من العمالة السائبة».

وتابع محمد «إن سوق المنامة المركزي تحتاج إلى اهتمام مكثف يبدأ بإزالة المخلفات الموجودة داخل السوق وتكييف المكان، إضافة إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد العمالة السائبة في السوق، والتي زاحمت المواطنين».

أما صاحب محل الحلوى في السوق إبراهيم الحلواجي، فاشتكى أيضاً من كثرة العمالة السائبة التي بدأت في خلق المشاكل، كما أوضح، مشيراً إلى أنها بدأت في بيع البضائع ذاتها المعروضة لدى البائعين البحرينيين بأسعار قليلة، مما أثّر في حركة البيع.

وأضاف «العديد من البائعين هنا يشكون من كثرة المضايقات، إذ يفاجأون يومياً بتواجد عمالة سائبة، إضافة إلى أن المستهلكين يتعرضون لعدة مضايقات من قبِل هؤلاء، وبشكل شبه يومي تكثر شكوى الزبائن من سرقة أحد هؤلاء العمالة أغراضها أثناء تحميلها».

وذكر الحلواجي أنه على رغم من تطوير السوق ووضع عازل حراري وإنارة المكان وصباغته، إلا أنه مازالت هناك شكاوى بشأن تكييف المحل، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة، الذي يؤثر سلباً على المكان وعلى عملية الشراء، إذ إن العديد من المستهلكين يعزفون عن الذهاب لسوق المنامة المركزي بسبب عدم وجود التكييف.

وطالب الحلواجي بتشديد إجراءات دخول البائعين إلى السوق، على أن يتم تعريف جميع العاملين في السوق من بائعين وحاملي بضائع، حتى يسهل على المستهلكين التعرف على حاملي بضائعه في حال تم سرقتها، كما أنه سيسهل على الجميع معرفة العمالة السائبة التي تسيطر على السوق.

واتفق بائع التمور أحمد جاسم، مع بائع تمور آخر في أن السوق تأثرت في الآونة الأخيرة، رغم تواجدهم في السوق منذ ما يقارب 60 عاماً، مشيران إلى أن عدم تطوير المكان وعدم وجود تكييف أدى في كثير من الأحيان إلى تلف البضائع.

وأوضحا أن العمالة السائبة أصبحت تزاحم المواطنين البائعين في عمليات البيع، مما أدى إلى تأثر عمليات البيع والشراء.

وعلى رغم شكاوى العاملين في هذه السوق، إلا أن الأخيرة تسر الناظرين بالبضائع المعروضة لخضرتها وجمال لونها، فالعديد من البائعين وضعوا أمام فرشاتهم البسيطة جميع أنواع الخضراوات والفواكه المستوردة من خارج البحرين، وبالتحديد من الأردن والإمارات، في حين قل المعروض من المملكة العربية السعودية، وذلك بعد قرار منع تصدير ستة أنواع من الخضراوات إلى البحرين، وذلك بسبب قلة المحاصيل من هذه الأنواع في السعودية.

في حين اقتصر البائعون على أنواع قليلة من الخضراوات المزروعة في البحرين، في حين جذبت إحدى البسطات المتسوقين، وذلك لكون صاحبها يعرض المنتجات البحرينية، إذ قال صاحب هذه البسطة الحاج عبدالله الصفار: «منذ ما يقارب 60 عاماً وأنا أمارس هذه المهنة، إذ أقوم ببيع المنتجات البحرينية. أقوم بعرض هذه المنتجات الزراعية بعد الاتفاق مع الزرَّاعين الذين يقومون بتوصيلها، وبعد بيعها أقوم بتوزيع الأرباح».

وأضاف «في هذا الوقت من العام تقل المنتجات البحرينية، إذ عادة ما يتم بيع المنتجات الزراعية البحرينية مع بداية فصل الشتاء، حيث تكثر المنتجات الزراعية بكافة أنواعها».

وأكد العديد من البائعين أن بيع المنتجات الزراعية البحرينية يكثر خلال فصل الشتاء، وعادة ما يتم اللجوء خلال هذه الفترة من العام إلى الاستيراد من خارج البحرين، وخصوصاً من الأردن والإمارات وسورية.