أجبرت تظاهرة لقوات الأمن، أمس الجمعة (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، على مغادرة موكب رسمي تكريماً لعنصرين من قوات الحرس الوطني قتلا أمس الأول (الخميس) برصاص مجموعة مسلحة شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد مصور وكالة «فرانس برس».
وهتف المتظاهرون من ممثلي النقابات وبعضهم كان بالزي النظامي والآخر باللباس المدني، «ارحل» و «جبان» في وجوه المسئولين ما أجبرهم على مغادرة الموكب الذي نظم بثكنة الحرس الوطني بالعوينة بالعاصمة التونسية. وغادر الرؤساء الثلاثة المكان بعد تعرضهم لنحو 20 دقيقة لصيحات الاستهجان، من دون أن ينبسوا ببنت شفة. وقال أحد المحتجين: «لم نعد نقبل حضور السياسيين».
وحمل المتظاهرون يافطات تطالب بقوانين «لحماية الشرطيين». ولم يتمكن سوى وزير الداخلية لطفي بن جدو من حضور الموكب الذي أقيم لتأبين رئيس مركز الحرس الوطني بقبلاط وأحد مساعديه اللذين قتلا برصاص مسلحين «إرهابيين» يوم الخميس في قبلاط بولاية باجة التي يبعد مركزها مئة كلم غربي العاصمة التونسية. وقال الوزير في كلمة قصيرة: «نحن جميعاً ضد الإرهاب، إنها حرب ولن نتوقف» عن الكفاح.
ونظمت نقابات قوات الأمن في الأشهر الماضية العديد من التظاهرات وعمليات الاحتجاج للتنديد بنقص الوسائل المتوافرة للتصدي للمجموعات المسلحة الدينية المتشددة التي تشهد تنامياً في تونس منذ ثورة العام 2011.
لكنها المرة الأولى التي يحتج فيها ممثلون عن الشرطة والحرس الوطني على أعلى ممثلي الدولة الذين يحضرون باستمرار مواكب تشييع أو تأبين الأمنيين والعسكريين الذين يسقطون في ساحة القتال.
ميدانياً، قتلت وحدات من الأمن والجيش التونسيين عنصرين إرهابيين وأصابت ثالثاً بجروح خلال ملاحقتها لجماعات مسلحة التي تقف وراء هجوم الخميس.
وذكرت وكالة الأنباء التونسية أمس أن عنصرين إرهابيين لقيا حتفهما، فيما أصيب ثالث على إثر تدخل قوات الأمن والجيش الليلة قبل الماضية بمناطق غابية بجبل التلة في مدينة قبلاط التابعة لمحافظة باجة. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إنه تم إلقاء القبض على العنصر الثالث المصاب بعد محاصرة الوحدات الأمنية والعسكرية لمنزل كان تحصن به.
وقالت مصادر أمنية وعسكرية إنه تمت محاصرة المنطقة بالكامل حيث يتحصن ما بين 20 و25 إرهابياً لضمان نجاح العملية.
سياسياً، أكد رئيس حزب حركة «النهضة» في تونس راشد الغنوشي أن الحركة تؤمن بالدولة التونسية وأنها حافظت على الحريات الشخصية ونمط العيش الحديث للتونسيين. وقال الغنوشي، في حديث لصحيفة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر أمس: «حافظنا على الحريات وحرية الصحافة والتعبير والتظاهر والإضراب، بل قمنا بمؤسسة الحرية عبر الدستور والحفاظ على المرفق العام والإدارة والمواصلات والمرتبات واستقلالية السلطات وهذا مهم في زمن التحولات الثورية والتقلبات الأمن وهذا يدل على أن النهضة تؤمن بالدولة التونسية». وأضاف أن «الأخطاء التي قمنا بها هي عدم حزم الدولة في المحاسبة ومكافحة الفساد، ما سمح لعودة شبكات الفساد. فالثورة لم تنصب المشانق وهو ما سمح للفاسدين بالعودة بعد حال الذعر التي عاشوها. موضوع المحاسبة لم يأخذ حظه على رغم أننا أنشأنا وزارة لحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وهذا يعتبر تأخراً في موضوع المحاسبة».
العدد 4060 - الجمعة 18 أكتوبر 2013م الموافق 13 ذي الحجة 1434هـ