في عطلة عيد الفطر المبارك، أتيحت لي فرصةٌ جميلةٌ لمرافقة مجموعة من الصم، في رحلة سياحية إلى مدينة أبها غرب السعودية، حيث عشت بقربهم أسبوعاً كاملاً، وتلمست كيف يعيشون.
الرحلة نظمتها جمعية الصم البحرينية، التي فتحت بأنشطتها وفعالياتها أبواباً كثيرة للتفاعل والاندماج في المجتمع.
خلال هذا الأسبوع، عشت في عالم الصم من الداخل، وتعرفت عليهم أكثر وأكثر، وازداد شعوري قوة تجاههم، فهم فئةٌ تحتاج إلى رعايةٍ أكبر، خصوصاً من ناحية إتاحة المجال لإكمال تعليمهم حتى الجامعة، بينما يتوقف بهم قطار التعليم الحكومي الآن عند الاعدادية فقط، ويُحرمون حتى من التعليم الثانوي. إنها فئة تحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام.
أنت يمكنك أن تنادي ابنتك من الصالة فتجيبك، أو تحدث ابنك وهو يشاهد التلفاز فيرد عليك حتى دون أن يراك، أما الأصم فلابد أن تكون أمام وجهه حتى تخاطبه، ولن يجديك أن تناديه بصوت عالٍ لو كنت خلفه أو إلى جانبه.
كتبت مراراً عن حاجة الصم إلى أجهزة وأدوات للتواصل اليومي، بل وحتى لتأمين السلامة الشخصية والمنزلية. فأنت بإمكانك تأمين سلامة المنزل من السرقة بتركيب أجهزة الإنذار مثلاً، لكنها لن تفيد الأصم لأنها تعتمد غالباً على إصدار الأصوات التحذيرية. وبالمثل، يمكنك الاعتماد على المنبّه لتستيقظ باكراً للصلاة أو للذهاب إلى العمل، بينما المنبّه الصوتي لن يجدي الأصم، فعليه أن يلتمس أجهزة أخرى تعتمد على الهزّات أو الضوء القوي، وهي قد لا تناسب أو توقظ الجميع.
أنا وأنت نتواصل مع الآخرين عن طريق الأذن غالباً، في حالة الاتصال الهاتفي أو استلام رسالة نصية أو «واتس اب» أو «فايبر» أو «الايميل». الأصم لا تصله هذه المسجات إلا عبر الهز، فإن كان غافلاً أو بعيداً عن الجهاز فسيتأخر في التلقي والرد.
على أن أصعب ما يمكن أن يواجه الأصم هو في أوقات النوم، فحين ننام وتتعطل حاسة البصر لدينا، تبقى الأذن كجهاز لاقط أخير للتنبيه، أما الأصم فينقطع عن العالم تماماً ساعات نومه. طرْقُ جرس المنزل لا يوقظه، ولا الطرق الشديد على باب الغرفة، وحين يكون عددٌ من الصم نائمين في غرفة واحدة مقفلة عليهم، لا يمكنك الدخول عليهم لأنهم سيكونون في عزلةٍٍ تامةٍٍ عن العالم حتى يستيقظ أحدهم. وفي مثل هذه الرحلة الجماعية، لابد من مراعاة أن يكون في كل غرفة شخص ناطق/ سامع لتدارك مثل هذه الأوضاع.
أكتب هذه التفاصيل لنتذكر جميعاً هذه النعمة (السمع) التي لا نفكر بآثارها؛ ولنجدّد الدعوة لوزارة التربية والتعليم بضرورة فتح المجال لمواصلة الدراسة الثانوية -والجامعية أيضاً- أمام الصمّ أسوةً ببقية المواطنين، فهم لا يعانون من نقصٍ في الذكاء ولا الهمة وإنما غياب حاسة السمع فقط؛ وثالثاً كرسالةٍ للمجتمع لكسر الدائرة المغلقة التي يعيد فيها الصم أنفسهم، من خلال الزواج الداخلي بينهم، لأسباب عدة من بينها رفض بعض أفراد المجتمع للزواج المختلط، ما يسهم في تعميق الجانب الوراثي لتناقل العاهة لأجيال لاحقة. ألا قد بلغت.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4059 - الخميس 17 أكتوبر 2013م الموافق 12 ذي الحجة 1434هـ
وزارة التربية مشغوووووولة
الوزارة مشغولة بتعليم الاطفال كتابة الارقام من اليسار الى اليمين ،مشروع الثقافة العددية، حتى يواكبوا دول العالم المتحضر و لا وقت لديها لدارسة مشروع اكمال الصم المرحلة الثانوية
نعمة كبيرة
فعلا نعمة ما ندركها الا اذا قارنا انفسنا بمن بفقدها. كيف حتى جرس البيت ولا صوت الهاتف ما يسمعونه. الله يعينهم وييسر امورهم.
معقول محرومين الصم من اكمال الدراسة
معقول الصم محرومون من الدراسة فقط للاعدادي؟ لماذا؟ هل هذا معقول؟المكفوفون يدرسون للجامعة والمفروض الصم اسهل عليهم الدراسة ز العملية نفسها غير منطقية. متى يا ترى تستجيب وزارة التربية والتعليم؟
جزاك الله خير
جزاك الله خير على ما تقوم به من مساندة للصم.. وجعله في ميزان حسناتك
هي نعمة عظيمة
الحمدلله على عظيم نعمه و الله يوفق هذه الفئة للحصول على حقوقها
بريد الشوق
والله احسن من مشاريع الجودة و التحسين ولجان التحقيات الفاضية
مشاريع اخرت التعليم واضاعت هيبت المعلم والحصة
أصبح الطلاب يضحكون على المعلم بمجرد دخول لجنة من لجان التحسين والجودة و بل يهددونه احين بيدخولن هههه
ولا اذا دخلت لجنة انتقم منك الطالب الفاشل بالأسئلة الفاشلة
أو النوم المتعمد