رمى حجاج بيت الله الحرام، أمس (الخميس)، ثاني أيام التشريق الجمرات الثلاث بيسر وسهولة، فيما أعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز نجاح موسم الحج لهذا العام.
وقال خلال مؤتمر صحافي أمس: «إن الوقوف عند النجاح لا يعد استمراراً في التقدم، فلابد أن نضيف إلى ما تحقق هذا العام، المزيد في الأعوام المقبلة».
ورداً على سؤال صحافي عمّا لوحظ من انسيابية في حركة الحجاج وسهولة تنقلاتهم بين المشاعر، قال أمير مكة المكرمة: «إن هذا مرده للتنظيم الجيد من ناحية، وقلة عدد الحجاج غير النظاميين والمخالفين للأنظمة ما جعل الافتراش يتضاءل كثيراً في شوارع مشعري منى وعرفات، ما سهل التنقل بين المشاعر المقدسة».
وبين أن تخفيض أعداد الحجاج يتم من خلال جهات عليا تستند إلى دراسات نتائج حج كل عام، وقال: «إن مساحة المشاعر المقدسة واحدة لا تتسع، وكل ما تمكنا من تقليل أعداد الحجاج كل ما كان الوضع أفضل»، مدللاً على ذلك بعدد حجاج هذا العام الذين لم يتجاوزوا المليوني حاج، ما أدى لتقديم خدمة أفضل للحجاج مما كانت عليه في العام الماضي عندما كان عدد الحجاج أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون حاج تقريباً.
ورأى أمير مكة أن «ما حدث في حج هذا العام هو نقلة نوعية»، متمنياً استمرار هذه النقلات النوعية للخدمات في الحج وفرض النظام لأنه كلما احترم النظام وطبق كانت النتائج أفضل ومردودها على الحجاج إيجابياً.
وبين الأمير خالد الفيصل أن هناك مشروعاً للنقل العام في مكة المكرمة والشاعر المقدسة تم طرحه للتنفيذ، وقال: «إذا انتهى هذا المشروع فسيساهم في خدمة الحجاج، كما أن مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام ستستوعب أكثر من مليون و200 ألف مصل».
وحول مشاركة شركات أجنبية في تنظيم الحج، قال سموه: «لسنا بحاجة لمكاتب أو شركات تساعدنا في التنظيم، فقد سبق أن قلت قبل سنوات إننا أقدم ناس في هذه المهنة ونحن خبرتنا في تنظيم الحج بدأت منذ عهد أبينا إبراهيم عليه السلام حتى هذا اليوم ولا أعتقد أن في العالم أكثر خبرة منا في هذا المجال».
وأوضح سموه أنه تم الإعلان قبل الحج عن العقوبات التي ستطبق بحق المخالفين، وسيعلن كذلك عن أعداد المخالفين الذين طبق بحقهم هذه العقوبات.
وعن ظاهرة دخول الحجاج غير النظامين والمقيمين داخل مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة وكيفية السيطرة عليهم، أجاب سموه بأن «هذه الظاهرة الآن تحت الدراسة وكلف بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، كما أن هناك خبراء آخرين يدرسون هذا الموضوع، وستناقش من خلال لجنة الحج المركزية في هذا العام».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس أن مستشفياتها في المشاعر المقدسة استقبلت أكثر من 997 ألف حاج.
وذكر البيان الإحصائي للوزارة أن المستشفيات والمراكز التخصصية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة أجرت خلال الفترة من خلال شهر واحد فقط (18) عملية قلب مفتوح لمرضى من الحجاج و (354) عملية قسطرة قلبية و (77) عملية مناظير هضمية.
من جهته، أعلن وزير الصحة السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، سلامة حج هذا العام، وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية.
وقال، خلال مؤتمر صحافي أمس (الخميس): «نتيجة للاحترازات والإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة، واستناداً إلى نتائج الاستقصاءات الميدانية، وبعد الاطلاع على تقارير لجان الوزارة الصحية، وما أوضحته الإحصاءات والتقارير والمؤشرات من سلامة حج هذا العام؛ وعدم تسجيل أي تفشٍ للأمراض الوبائية أو المحجرية بين الحجاج».
وأوضح الربيعة أنه «انطلاقاً من حرص وزارة الصحة على سلامة حجاج بيت الله الحرام، فقد استنفرت الوزارة جميع إمكاناتها البشرية والمادية والتقنية لتقديم خدماتها الصحية بكل مستوياتها الوقائية والعلاجية والإسعافية والتوعوية، وتأسيساً على ذلك فقد اتخذت وزارة الصحة مجموعة من الاحترازات والاستعدادات والإجراءات في موسم الحج لهذا العام التي تمثلت في قيام اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية والتي تضم نخبة من الأطباء الاستشاريين في الأمراض المعدية والصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع من مختلف القطاعات الصحية بالمملكة بوضع سياسات العمل الوقائي للأمراض المعدية ذات الأهمية والاشتراطات الصحية الواجب توافرها في القادمين للحج، وتحديثها دورياً لمواكبة المتغيرات والمستجدات العالمية، رفع درجة التأهب والاستعداد تجاه الطوارئ والمستجدات المتعلقة بجميع الأمراض وخاصة فيروس كورونا، وتعزيز إجراءات المراقبة الوبائية والوقائية من هذا الفيروس وغيره من الأمراض، تطبيق الاشتراطات الصحية لموسم حج هذا العام على جميع الحجاج القادمين، بما فيها الإجراءات الخاصة بفيروس الكورونا وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة براً وبحراً وجواً وذلك عبر مراكز المراقبة الصحية، توفير جميع التجهيزات المخبرية والمواد التشغيلية لعمل جميع التحاليل والفحوصات المخبرية اللازمة لجميع الفيروسات والنواقل والمسببة للأمراض، حيث تم تطبيق برنامج العينات القياسية واستخدام أجهزة مخبرية ذات تقنية عالية، وتوفير الدم ومشتقاته، وتجهيز مختبرات الوزارة بالأجهزة والمحاليل والمواد اللازمة لكشف فيروس الكورونا، وتكثيف فرق الاستقصاء الوبائي وفرق صحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه، الاستمرار في تطوير المراكز الصحية، وتطوير الخدمات العلاجية مثل أقسام وجراحة القلب المفتوح وغسيل الكلى والمناظير والعناية الحرجة والمختبرات وبنوك الدم وذلك في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، تطوير الخدمات الإسعافية، وتزويدها بالأجهزة التشخيصية والعلاجية الحديثة لتقديم العلاج الميداني؛ فضلاً عن تطبيق نظام متابعة سيارات الإسعاف وتوجيهها لخدمة المرضى المحتاجين في أماكن تواجدهم».
وقال الربيعة: «إن وزارة الصحة تعمل استقصاءً وبائياً، وتتابع أي تطورات قد تحدث في فيروس الكورونا، بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل السعودية أو خارجها»، مبيناً أن المؤشرات حتى الآن ولله الحمد إيجابية ومشجعة.
وعبر وزير الصحة عن فخره واعتزازه ومنسوبي وزارة الصحة بخدمة ضيوف الرحمن، قائلاً: «إن نجاحنا في موسم حج هذا العام يُجيّر لـ 22500 شخص من الكوادر الطبية ممّن عملوا ليلاً ونهاراً لخدمة الحجاج».
من جانب آخر، كشفت الجولات الميدانية لفرق البلديات الفرعية بأمانة العاصمة المقدسة عن (1279) محلاً تجارياً و(1181) محلاً غذائياً مخالفاً تم تطبيق الأنظمة والتعليمات بحقها، كما تم إغلاق (310) محلات تجارية وغذائية مخالفة، والقبض على أكثر من (1320) بائعاً متجولاً، منهم (168) سعودياً والبقية من جنسيات مختلفة، تم تسليم عدد كبير منهم للجهات المختصة مع مصادرة وإتلاف عدد كبير من البضائع والمواد الغذائية غير الصالحة والتي شملت (15320) كيلوغراماً و(6888) لتراً و (5668) حبة وذلك من المواد الغذائية غير الصالحة للاستخدام، بالإضافة إلى أكثر من (30.000) قطعه من الأواني والخردوات والأمتار والقطع التجارية المتفرقة.
وأوضح المشرف العام على البلديات الفرعية بأمانة العاصمة المقدسة سعود بن عبدالله الهزاني أنه تم خلال الجولات الميدانية التي تم تكثيفها للكشف على المحلات التجارية والغذائية الكشف على (4431) محلاً تجارياً، و(4349) محلاً غذائياً وذلك خلال العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة.
وأفاد الهزاني بأن مستوى النظافة في مكة المكرمة مطمئن وخاصة في المنطقة المركزية، مبيناً أن الاستعداد للموسم بدأت مبكراً بتهيئة مراكز الخدمات الميدانية وتجهيزها ودعمها بالقوى البشرية والآلية لأداء العمل وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، مشيراً إلى أنه تم في هذا الصدد الاستعانة بنحو (2000) من المراقبين الصحيين والمؤقتين خلال الموسم لدعم البلديات الفرعية في مجال مكافحة الباعة الجائلين ومراقبة الأسواق وأعمال النظافة.
العدد 4059 - الخميس 17 أكتوبر 2013م الموافق 12 ذي الحجة 1434هـ
اتمنى ذلك ولكن ..
نجاح موسم الحج !!!!!!!!
ان سلمنا بذلك فهذا شيء عادي جداً ... كربلاء تستقبل في يوم واحد اكثر من 18 مليوناً بكل يسر وسهولة .
مدينة لندن تفوج يومياً اكثر من مليون انسان يدخلونها صباحاً ويغادرونها مساءاً .. طوال السنة .
مع ذلك لازالت هنالك الكثير الكثير من المشاكل ابرزها هذا العام منع الكثير من الحجاج بسبب التوسعة التي كان ينبغي تلافي ايام الحج لانجازها وعندكم طوال السنة .