أكملت قوات الأمن السعودية استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام أثناء تفويجهم لأداء طواف الوداع في يومي الثاني عشر والثالث عشر، عبر العديد من الخطط المرورية والأمنية التي تهدف لراحتهم وسلامتهم.
وأوضح قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام اللواء يحيى بن مساعد الزهراني، أن الخطط المعدة لاستقبال الحجيج تتضمن تنسيقاً عالياً مع الجهات المعنية لمتابعة الحشود المتوجهة للمسجد الحرام، والعمل على إعطاء المعلومات الخاصة بتلك الأفواج، سواءً الطرقات أو الأبواب، مفيداً أنه تم تخصيص عدد من أبواب الحرم للدخول فقط وأخرى للخروج، وتم وضع عدد من الإشارات الضوئية المحددة لذلك.
وبيَّن اللواء الزهراني أنه سيتم متابعة حركة الحجيج في المسجد الحرام بواسطة (1167) كاميرا معنية بأمور المراقبة التلفزيونية، مرتبطة مباشرة بغرفة العمليات وبشاشات المراقبة، من أجل متابعة الأوضاع والوقوف على أداء المهام والعمل الرامية لتوفير أقصى درجات الراحة والأمن، مؤكداً أن العمليات بالمسجد الحرام مرتبطة بغرفة العلميات والسيطرة بالأمن العام ومع بقية الجهات ذات العلاقة، لافتاً إلى وجود خط ساخن بين قيادة القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام مع قيادة طيران الأمن العام.
وأشار قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام إلى أنه يوجد متابعة للقضايا الأمنية، وخاصة قضايا النشل والسرقة، سواءً بين فئة الرجال أو النساء بالمسجد الحرام، مشيراً إلى أن هناك عمليات متابعة للقضاء على هذه الظواهر الأمنية الجنائية من خلال الدوريات الأمنية بالمسجد الحرام الرسمية والسرية.
وطالب اللواء الزهراني مرتادي المسجد الحرام بالتعاون مع منفذي الخدمات، وخاصة رجال الأمن، والتقيد بالضوابط والتعليمات بجميع المواقع بالمسجد الحرام، والبعد عن المواقع التي تشهد كثافة كبيرة، مشدداً على ترك الأمتعة الخاصة خارج المسجد الحرام.
من جانبه، بيّن مساعد شئون العمليات بالأمن العام اللواء سعد بن حسن الجباري، أنه سيتم بدءاً من اليوم (الخميس)، تحويل حركة السير في جميع الطرق المحيطة بالمسجد الحرام في اتجاه واحد كطريق أم القرى وشارع إبراهيم الخليل وطريق جبل الكعبة وأنفاق السد ونفق السوق الصغير، لإعطاء الفرصة لحجاج بيت الله الحرام في سهولة الدخول والخروج من المشاعر المقدسة والمسجد الحرام.
وفي ذات السياق، أوضح مدير إدارة دوريات الأمن بالعاصمة المقدسة العقيد سعيد بن سالم القرني، أنه تم توزيع دوريات الأمن بالعاصمة المقدسة على عدد من التشكيلات والخطوط الميدانية المتقدمة، حيث تم نشر 984 فرقة أمنية رسمية وسرية بقيادة 32 ضابطاً ميدانياً يعملون على مدار الساعة، لافتاً إلى أن انتشار الفرق الأمنية يخضع إلى توزيع مدروس، حيث تم تجزئة العاصمة المقدسة إلى 8 مناطق وجزئت المناطق إلى مربعات تدار من خلال غرفة عمليات عالية التجهيز.
وبيّن أن المهام المنوطة بدوريات العاصمة المقدسة خلال اليومين المقبلين تتضمن تقديم العون لحجاج بيت الله الحرام ومساندة الجهات الحكومية الأخرى، ومنع الظواهر السلبية، مع إحكام السيطرة الأمنية على مختلف المحاور والأحياء وحفظ الأمن والنظام.
إلى ذلك، كثفت قوات الدفاع المدني السعودي المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ بالحج استعداداتها للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء أدائهم لطواف الوداع، ابتداءً من صباح اليوم (الخميس).
وأوضح مدير إدارة الإعلام الناطق الإعلامي لقوات الدفاع المدني بالحج العقيد عبدالله العرابي الحارثي، جاهزية أكثر من 26 نقطة للدفاع المدني داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة به، قابلة للزيادة في أوقات الذروة لتصل إلى أكثر من 35 نقطة، للتدخل السريع في التعامل مع أية حالات إصابة أو تعرض الحجاج من المرضى وكبار السن لأية مشكلات صحية نتيجة الزحام والإجهاد.
وأشار إلى أن جميع وحدات الدفاع المدني بقوة الحرم مجهزة بكل ما يلزم لتقديم الخدمات الإسعافية العاجلة للمرضى وكبار السن والمصابين داخل الحرم، وتنفيذ خطط الإخلاء الطبي للحالات، التي تتطلب رعاية صحية متخصصة إلى أقرب المستشفيات والمراكز الصحية، بالتنسيق مع وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي.
ولفت العقيد الحارثي إلى تكثيف خطة انتشار وحدات الدفاع المدني والفرق الإسعافية بالحرم حتى يوم غدٍ (الجمعة)، وإلى وجود خطة تفصيلية لإسناد قوة الدفاع المدني بالحرم بأعداد إضافية من مراكز الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة والمشاعر في حالات الطوارئ.
وبيّن أنه حرصاً على سلامة الحجاج في طواف الوداع وتجنب المخاطر الناجمة عن مشروعات التوسعة الضخمة الجاري تنفيذها بالمسجد الحرام، تم التنسيق مع وزارة الحج ومؤسسات الطوافة بحيث لا يزيد عدد الحجاج المتعجلين عن 50 في المئة من إجمالي عدد الحجيج، إضافة إلى تخصيص الطابق الثاني من المطاف المعلق لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى لوقايتهم من مخاطر الزحام في صحن الطواف.
الحجاج يواصلون رمي الجمرات
يأتي ذلك، فيما توجهت جموع حجاج بيت الله الحرام أمس (الأربعاء)، ولليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً واتباعاً للرسول الكريم (ص).
واستوعبت منشأة الجمرات ضيوف الرحمن الذين توافدوا تباعاً لرمي الجمرات الثلاث دون تزاحم يذكر، حيثُ كانت الوفود ترمي الجمرات في يسر وطمأنينة.
20 ألف حافلة تنقل 1.3 مليون حاج
وفي موضوع آخر، أسهمت طرق النقل الترددي المنفذة على أربع مؤسسات طوافة هي (جنوب شرق آسيا، إفريقيا، إيران، تركيا ومسلمو أوروبا) في إتمام حجاج بيت الله الحرام للوقوف بمشعر عرفة ونفرتهم إلى مزدلفة ومنى في وقت قياسي.
وبلغ عدد الحجاج الذين تم نقلهم 1.3 مليون حاج، وأوضح رئيس عام النقابة العامة للسيارات أحمد بن عبدالله سمباوه، أنه شارك في نقل ضيوف الرحمن هذا العام أكثر من 20 ألف حافلة، حيث كان فائض الحافلات يصل إلى أكثر من 3 آلاف حافلة، مما ساعد على سرعة إسناد الحافلات المتعطلة، وساعد كثيراً في سهولة وانسيابية تنقل ضيوف الرحمن.
وأكد أن التنظيم الجديد للحج ومساندة رجال الأمن العام أدى إلى نتائج إيجابية، حيث تمت نفرة ضيوف الرحمن من مشعر عرفة الساعة (11) مساءً قبل منتصف يوم 9 ذو الحجة، ولم تسجل أية حوادث تذكر في حافلات شركات نقل الحجاج في التصعيد والنفرة إلى المشاعر المقدسة (أو بين مدن الحج ) لموسم حج 1434.
أكثر من 44 ألف ذبيحة في مكة
من جانب آخر، بلغ عدد المذبوحات في جميع المسالخ الموجودة بمكة المكرمة أول أيام عيد الأضحى المبارك 44576 رأساً من الأنعام، شملت 42496 رأساً من الضأن و1718 من الجمال، إضافة إلى 362 من الأبقار، فيما تم إعدام 214 رأساً بعد الكشف البيطري عليها وظهور عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وأوضح مدير إدارة المسالخ سعود بن محمد الحتيرشي، أن أمانة العاصمة المقدسة ممثلة بإدارة المسالخ تابعت أعمال المسالخ الموجودة بنطاق العاصمة المقدسة وتطبيق النواحي الفنية حسب لائحة الكشف والفحص البيطري للحوم، والتأكد من سلامة المذبوحات ومدى تطبيق كافة الضوابط الفنية والاشتراطات الصحية.
وأفاد أنه تم رفع الطاقة الاستيعابية للمسالخ بأكثر من 7500 رأس يومياً، لافتاً إلى تشكيل العديد من الفرق المتخصصة والأطباء البيطريين للكشف على الذبائح ومتابعة ومراقبة أسواق المواشي، والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض لضمان المحافظة على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين وحجاج بيت الله الحرام.
من جانب آخر، تمكنت الفرق الرقابية ببلدية العزيزية الفرعية بالعاصمة المقدسة من مداهمة عدد من مواقع حظائر المواشي العشوائية غير الخاضعة للشروط الصحية وإغلاقها، ومصادرة المواشي البالغة 284 رأساً من الأغنام.
وأوضح رئيس بلدية العزيزية الفرعية عبدالعزيز بن محمد الصقعبي، أن البلدية شكلت العديد من اللجان والفرق الميدانية بالتنسيق مع وحدة الذبح للقيام بعمليات المراقبة والمتابعة طوال فترة الموسم التي يتزايد خلالها عرض وبيع المواشي والأغنام بهدف تنظيم الخدمات وضمان تقديمها بأساليب صحية سليمة.
لا أعطال رئيسية في الكهرباء خلال الحج
إلى ذلك، أكدت الشركة السعودية للكهرباء إنه لا أعطال رئيسية في الخدمة الكهربائية في الحج، وأن الشبكة الكهربائية شهدت أداءً طبيعياً ومستقراً حتى ثاني أيام التشريق، حيث أسهمت في توفير الخدمة الكهربائية لضيوف الرحمن في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وبيّن رئيس القطاع الغربي بالشركة عبدالمعين الشيخ، أن أداء دوائر نقل الطاقة كان على درجة عالية من الاستقرار، ولم تسجل حتى ثاني أيام التشريق أعطال رئيسية، مشيراً إلى أن معظم كوابل دوائر النقل عكست أداءً طبيعياً.
وأكد استقرارية الشبكة الكهربائية التي أظهرت حسن التصميم والتشغيل وسلامة الإعداد وحجم الاستعدادات، مشيداً في الوقت نفسه بالجهود المتميزة التي بذلها العاملون بالشركة، وبصفة خاصة الفنيون والإداريون الذين أشرفوا على تنفيذ الخطة التشغيلية للشركة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة.
العدد 4058 - الأربعاء 16 أكتوبر 2013م الموافق 11 ذي الحجة 1434هـ