منازل متهالكة في أزقة مختلفة في مدينة عيسى بالمحافظة الوسطى، قاطنوها أرامل يعشن مع أبنائهن وبناتهن وسط خوف من تساقط هذه المنازل، يعشن برواتب لا تتعدى الـ 200 دينار، لا يعلم بحالهن أحد، فبعض هذه المنازل قد تراها في لحظة أنها جميلة من الخارج، إلا أن هذه النظرة سرعان ما تتغير، فجميع هذه المنازل آيلة للسقوط يعيش فيها أفراد لا يملكون وظائف تسد رمق الحياة الصعبة.
قد يعتقد البعض أن منازل العديد وإن كانت ذات بناء جميل في الخارج أن أصحابها يعيشون في قصور داخلها، وأن رواتبهم تسد احتياجاتهم وتكفيهم لشراء الكماليات، إلا أن العديد من هذه المنازل آيلة للسقوط، وبعضها تقطن فيها أرامل مع أبنائهن وبناتهن من دون وجود معيل لهذه الأسرة سوى رحمة الله تعالى عليهم.
«الوسط» زارت مجموعة من منازل آيلة للسقوط، أهلها أرامل مع بنائهن لا يوجد معيل للأسرة سوى راتب تقاعدي، فالأبناء لم يكن لهم نصيب في الحصول على عمل.
منزل المتوفى محمد علي عبدالمهدي، تقطن فيه زوجته الأرملة وبناتها وأبناؤها، بالإضافة إلى زوجة ابنها، فصول قضية هذه العائلة لم تختلف عن باقي العوائل البحرينية، إذ لا يوجد معيل لهذه الأسرة، فالمعيل الوحيد فارق الحياة قبل ثلاث سنوات، من دون أن يترك راتباً تقاعدياً، فقد كان يعمل خضاراً، كما كان يعمل في إحدى المؤسسات إلا أن راتبه كان بشكل يومي، وقالت زوجته: «نعيش براتب الشئون الاجتماعية وبعض الأعمال التي نقوم بها، إلا أن ذلك لا يكفي لسد الاحتياجات، ونحاول قدر المستطاع توفير الحاجات الأساسية».
وأضافت أن «هناك تسعة أفراد في هذا المنزل ولا يوجد من يعمل فيهم، وحتى المتزوج منهم لا يعمل حالياً، ونسعى جاهدين إلى توفير لقمة العيش من أجل توفير متطلبات الحياة المعيشية».
أما منزل المتوفى، فقد يعتقد البعض للوهلة الأولى أنه قد تم تعديله، إلا أن واقع الأمر أن العائلة هي من قامت بتعديله على حسابها الخاص، لكنها لم تستطع تحمل التكاليف؛ ما أدى إلى توقفها، ليبقى القسم الأكبر من المنزل آيلاً للسقوط، وقد يسقط في أية لحظة على أهله.
أما عائلة المتوفى خميس عيسى، فواقع حالها يحكيه باب منزلها المتهالك، وجدرانه التي تحمل ذكريات طفولة أصحاب هذا المنزل، فخربشات الطفولة مازالت على الجدران المتهالكة، وسلم هذا المنزل قد يقع على سكان البيت في حال حاولوا الركوب للدور الثاني.
أرملة المتوفى خميس فتحت باب منزلها المتهالك لتعبر عن حالها، فهي تعيش مع ولديها اللذين يعملان براتب زهيد جداً، لا يكفي لسد احتياجاتهما، مع ابنتها المطلقة وطفليها.
حاولت أن تسترجع أرملة خميس تاريخ بناء منزلها، إلا أنها لم تكن قادرة على ذلك، فهي لا تتذكر متى تم بناؤه، وبحسب ما أكدت أن منزلها قديم جداً، إلى أن أصبح الآن متهالكاً، وأوضحت أنه تم تقديم طلب ليكون ضمن البيوت الآيلة للسقوط، ولكن لم تتم إعادة بنائه، ولا ترميمه، قائلة: «لا أعتقد أن هذا المنزل قد يتمكن أحد من ترميمه، وفي حال محاولة ترميمه فقد يقع على العمال في أية لحظة».
وأبدت أرملة خميس تخوفها مع قرب موسم الأمطار، ففي أحد الأعوام تحول منزلها إلى بركة سباحة، ليكون المطبخ مقراً لها، لكونه الوحيد الذي لم يتأثر بالأمطار الغزيرة في ذلك الوقت، قائلة: «نحن أسرة فقيرة تعيش في منزل متهالك، أبنائي يعملون في وظائف بسيطة في أحدى الشركات، في الوقت الذي لا تكفي هذه الرواتب لتوفير الاحتياجات، وما أتسلمه من الشئون الاجتماعية لا يكفي أيضاّ فهو عبارة عن 50 ديناراً، لا يمكن أن تسد رمق الحياة، في ظل صعوبة الحياة حالياً والغلاء الذي نواجه».
وتتواصل فصول أرمال مدينة عيسى اللاتي يعشن في منازل متهالكة من دون وجود معيل لها، وإن وجد المعيل لا يكفي راتبه لسد الاحتياجات الأساسية، وقالت الأرملة مهدية ناصر: «منزلنا يحتاج إلى ترميم، فالوضع في بيتي أفضل بكثير من باقي البيوت، إلا أنه في كثير من الأحيان أتفاجأ بتساقط الحجارة من سقف المنزل وقد قدمت طلباً في العام 2007 لترميم المنزل، إلا أنه لم يتم ترميمه ولا إعادة بنائه، في الوقت الذي مازالت بعض الحجارة تتساقط على رؤوسنا بين الحين والآخر، ولقد حاولت تعديل المنزل من حسابي الخاص وقد قمت ببعض التعديلات، إلا أن ذلك كان مكلفاً، ولم أستطع إكمال باقي الترميمات».
وأضافت أن «هذا المنزل موجود قبل زواجي بزوجي المتوفى، وقد كانت تعيش معنا ابنته التي تزوجت، وحالياً أعيش مع أبنائي الذين أكبرهم يبلغ من العمر 21 عاماً وأصغرهم يبلغ من العمر 16 عاماً، من دون أن يكون وجود معيل لأسرتي سوى المؤسسة الملكية، من دون أن يكون هناك مصدر دخل آخر».
وأكد عضو مجلس بلدي الوسطى مجدي النشيط، خلال الزيارة، أن هناك العديد من العوائل التي تعيش تحت خط الفقر في مدينة عيسى، والعديد من العوائل تعيش من دون أن يكون هناك معيل لها، في الوقت الذي تكثر فيه أعداد العوائل التي تعيش في منازل آيلة للسقوط ولم تتم إعادة بناء هذه المنازل أو ترميمها وذلك بسبب وقف المشروع.
وأوضح النشيط أن هناك حاجة إلى أن يكون هناك تكاتف بين رؤساء المجالس البلدية لتكون هناك خطة لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط ولو جزء بسيط منها وذلك لحل المشكلة التي تواجه العديد من الأسر الفقيرة التي أصبحت غير قادرة على العيش في هذه المنازل، وغير قادرة على الحصول على سكن آخر وذلك بسبب الضيق المادي الذي تعيش فيه العديد من هذه الأسر.
العدد 4058 - الأربعاء 16 أكتوبر 2013م الموافق 11 ذي الحجة 1434هـ
لنا الله
الله المعين !!
بشر الصابرين
أرفعوا أياديكم الى السماء فهو أرحم ممن في الارض
وبشر الصابرين...