العدد 4058 - الأربعاء 16 أكتوبر 2013م الموافق 11 ذي الحجة 1434هـ

أرملة تلجأ لتاجر كويتي لبناء منزلها... وأسرة تعيش بعلاوة الغلاء والمساعدات

منازل «آيلة» قيد الانتظار منذ 2004 وأرباب عوائل يعتاشون على علاوة الغلاء

سلوى إبراهيم مشتكية ضيق المعيشة وترهل الحالة الإنشائية لمنزلها
سلوى إبراهيم مشتكية ضيق المعيشة وترهل الحالة الإنشائية لمنزلها

في قصتين منفصلتين لأسرتين بحرينيتين من مدينة المحرق بوسط الأحياء القديمة، انفردت كل واحدة منها بانعطافة لافتة في حياة معيشية لا تُحسد عليها، الأولى لأرملة وابنتها انتهى بها الحال إلى القبول بالموت في أي لحظة تحت أسقف منزلها الآيل للسقوط، والثانية لأسرة تعيش يومها بعلاوة الغلاء وبما تجود به الأيدي البيضاء من الجيران والأقرباء.

«الوسط» زارت الأسرتين في منزلهما برفقة العضو البلدي عن الدائرة الخامس غازي المرباطي، والتقت بالأرملة سبيكة راشد في منزلها الذي لا تتجاوز مساحته 6 أمتار طولاً و4 عرضاً بمجمع 216 في المحرق القديمة (حالة بوماهر)، واستأنفت الأرملة الحديث فور دخولنا المنزل: «أعذروني على هذا الحال، فالمنزل لا يشرف لاستقبال ضيوف، ولا يوجد فيه المكان المناسب للجلوس فكل المنزل غرفة واحدة بالكاد تكفيني وابنة أخي».

واستدركت سبيكة راشد: «أعمل في وظيفة متدنية الأجر في دار الأيتام، حيث أقوم بمتابعة الأطفال هناك فقط، وما أتسلمه من راتب شهرياً بالكاد يستر حالي بالنسبة للاحتياجات اليومية، وضيق الحال لا يسمح لي بالخروج للسكن في شقة للإيجار، في حين أنني عاجزة عن القيام بأي أعمال صيانة أو إعادة بناء لمنزلي المتهالك، وهذا الحال دفع بي منذ بداية مشروع هدم وإعادة بناء المنازل الآيلة للسقوط لتقديم طلب كان مستوفياً لكل الشروط والمعايير، واليوم ألغي المشروع وتم تحويله إلى وزارة الإسكان التي ستتكفل بصرف قروض بناء لأصحاب الطلبات التي لم يتم إنجازها ضمن المنح المالية التي كانت تقدمها الدولة، ومازال الطلب عالقا».

وأشارت الأرملة راشد إلى التصدعات والأعمدة المتهالكة بالمنزل، وعاودت استئناف الحديث مجدداً: «توجد في المنزل أجزاء لا أستطيع استخدامها بتاتاً لأنها إما تساقطت واما لم تعد صالحة للبقاء فيها نهائياً لأنها تهدد حياتي، ولطالما تساقطت أجزاء من المنزل، وحضر المعنيون في وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني والمجلس البلدي والتقطوا صوراً ودونوا تقارير، لكنها لم تأتِ بأي نتيجة، وحالي مازال على ما هو».

وفي ردها على سؤال لـ «الوسط» عما إذا تواصلت مع مسئولين أو وزراء أو أصحاب مناصب قيادية لإيجاد حد لمعاناتها، قاطعت راشد السؤال معلقةً: «لا أستطيع أن أتحدث للناس، فالنفس عزيزة يا أبنائي، كما أنني لا أستطيع الوصول إلى سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي تتكرر زياراته للمحرق طوال العام، حيث انه يمتلك القرار النهائي في مثل هذه المواضيع وقد أنهى معاناة الكثير».

وختمت راشد قائلة: «قررت المكوث في هذا المنزل والعيش فيه، وأنا أعرف أن الموت محيط بي في أي لحظة لأن المنزل معرضة أسقفه وأعمدته للتهاوي في أي لحظة، ولاسيما مع دخول فصل الأمطار التي تزيد من حجم الترهل للمنزل. وكان آخر أمل لي في أحد التجار الكويتيين الذي زار المنزل واطلع عليه ووعدني بإعادة بنائه، غيره أنه اختفى ولم يعد»، مستدركةً «أدعوا من يستطيعون مساعدتي من المسئولين لإيجاد حل لموضوعي، فأنا عاجزة عن تسديد مبالغ قرض البناء الذي ستفرضه وزارة الإسكان في حال طلبته لإعادة بناء المنزل، بمقابل عدم وجود آخر».

خرجنا من منزل الأرملة سبيكة راشد، وعلى بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام، التقينا بأسرة أخرى تعيش الأمرين، منزل حاله متردية تصاحبه ظروف مادية صعبة. قابلنا هناك ربة المنزل سلوى إبراهيم التي سارعت بسرد تفاصيل معاناتها وتتعذر بالعجلة لكثرة ما لديها من تفاصيل.

وبدأت إبراهيم في الحديث بعد سؤال «الوسط» عن وضعية الأسرة، وقالت: «لدي من الأبناء 4 وابنتان، أحد الأولاد متزوج ويعيش معنا في المنزل نفسه ضمن ظروف معيشية صعبة، والبقية كذلك معنا في المنزل احدهم يدرس في جامعة البحرين حالياً. وزوجي لا يعمل ونعتمد على مبلغ الـ120 دينار الذي نتسلمه من الشئون الاجتماعية شهرياً، بالإضافة إلى مبلغ علاوة الغلاء، فالمدخول الشهري للأسرة لا يتجاوز 220 دينارا».

وأضافت إبراهيم: «زوجي يعاني من مشكلة في إحدى عينيه ولا يمكنه الرؤية منها، وهو بحاجة إلى علاج عاجل لكنه ممنوع من السفر لأنه مطلوب لأحد البنوك بسبب مديونية عليه لا يستطيع تسديدها لضيق الحال، وما لدينا من أبناء بالكاد يسترون على أنفسهم وبعضهم لم يحصل على وظيفة بعد. وإلى جانب كل هذا فحال المنزل متردٍ وبحاجة على الأقل إلى ترميم عاجل إن لم يكن إعادة بناء».

وذكرت ربة المنزل «فشلت كل مساعينا للحصول على دعم لترميم أو إعادة بناء المنزل، كما أن حالنا لم يعد مستوراً وبالكاد نستطيع أن نوفر متطلبات المعيشة اليومية بسبب ضيق الدخل، والأمر استدعى أن نطلب بعض المعونة والمساعدة من الجيران وأصحاب الأيدي البيضاء».

ووسط الحديث، سرعان ما ذهبت سلوى إبراهيم إلى إحدى الغرفة وجاءت بحزمة من التقارير والصورة المقطعية لها ولزوجها، وشرعت الكلام مجدداً: «أحتاج إلى إجراء عملية لأنني مصابة بالديسك، وكذلك عملية أخرى في الرجل، بالإضافة إلى أن زوجي بحاجة إلى علاج بخارج البحرين لكنه ممنوع من السفر بسبب المديونية».

وختمت إبراهيم الحديث: «هذه باختصار حالتنا المعيشية، محرومون من الهنا كما باقي الناس، المنزل لا يليق، ولا كذلك الحالة المادية تستر علينا الحال، فمن منا يرغب في أن يمد يد الحاجة للغريب؟».

العدد 4058 - الأربعاء 16 أكتوبر 2013م الموافق 11 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 9:44 ص

      زائر

      عائلات واجد عايشين ع الغلاء لا وقطعوها ف النهايه عليهم الله المعين

    • زائر 21 | 8:50 ص

      اختصارا للكلام

      من ذكر اسمه في التقرير هو المسؤول الأول عن ذلك والسلام

    • زائر 20 | 8:26 ص

      الله ارحم

      عجل شنقول احنا خمس عوائل في بيت واحد

    • زائر 23 زائر 20 | 10:00 ص

      الوسط

      في عايله حرقتو بيتها ثواركم المزعومين حرقوا بيتها
      هديله بعد روحو صورو بيتهم ونخليهم مقصصه ومفلوتة حواجو بالشارع
      المكان العكر الشرقي
      صوب النادي
      ....
      عسى اللي غربلهم الحراااق

    • زائر 18 | 5:48 ص

      تجنيس

      ولد البلد محروم من ابسط حقوقه والمجنسين مايكملون 4 شهور وبيت اسكان عندهم..ننتظر فتوه من علمائنا عشان نعرف نسترد حقوقنا وحقوق الفقاره عنوه

    • زائر 16 | 4:37 ص

      لكم الله

      حق مستحق يجب أن يعطى دون منه تتحول إلى ذل وبهذلة للحصول على حق من حقوق المواطنة أما الغريب الآتي من أصقاع الأرض جواز ووظيفة وسكن ...

    • زائر 15 | 4:23 ص

      اين المليار الاول في المارشال الخليجي

      اي ذهبىالمليار الاول من الدعم الخليجي للبحرين ولو صرفنا 100 مليون من المليار لما ظل بيت متهالك في البحرين ولكن عندنا برلمان عاجز ان يستخدم الاستجواب لهذه الحالات فلن يصل صوتكما اما بالنسبة للتاجر الكويتي فأقول له ما دام ليس لديك النية في المساعدات فلماذا التعب وزيارة المنزل والأخت تقول عن الكويتي اختفى

    • زائر 14 | 4:10 ص

      هناك إسم ذكر في ك"حل" لكنه "كحل"!

      الله يفرج ويزيل الهم

    • زائر 12 | 3:36 ص

      لهذه المسكينة لا يوجد مأوى ولا امكانية ولكن يوجد للبعض

      العجب في مسألة جلب البعض وتجنيسهم وهذه حالة واحدة من حالات كثيرة تنتشر في البحرين ولو اتيح الامر لظهرت على الساحة الكثير من البلاوي

    • زائر 11 | 3:36 ص

      زائر

      وين اللي يقولون صرف كسوه لللارامل والفقراء والمحتاجين ...عند البحرينى خير والناس تروح حق الكوتيين تحل لهم ازمه الفقر....والله فشلتونا يا ....

    • زائر 10 | 3:20 ص

      الحل بسيط

      الحل بسيط كل فلوس الي يطرشونها برع من فئتين السنة وشيعة حق مساعدات خارجية ووووووو لو يستغلون فلوس داخلي امثال بعض عوائل معروفين باعمال خيرية من بناء مراكز صحية ومساكن

    • زائر 9 | 3:01 ص

      الي الزائر رقم 1

      احسنت ؛ رايك الصحيح لكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 8 | 2:52 ص

      هالديرة هلااااااااك

    • زائر 6 | 1:57 ص

      لاتغركم المباني و الفلل

      ترى كل بيت و فيلا اشبه بالقصر قصة بل قصص مؤلمة من البلاءات ، هناك المرض العضوي المزمن و هناك التعب النفسي الشديد و هناك الحزن ،، كل شخص علئ هذه المعمورة مبتلئ و غير مرتاح ، و لكن الفيصل في كيفية تعاملنا نحن مع هذه اللبتلاءات ،، السعي مطلوب من الشخص و تجاوب المعنيين ايضاً مطلوب و تفريج الكرب من اعظم الاجور عند الله ،، في النهاية هي حياة زائلها ،، و دار البقاء عند الله

    • زائر 5 | 1:45 ص

      ااااااااه من كل قلبي

      لك الله ياشعبي ، لن يستمر هذا مع حكومة منتخبة

    • زائر 4 | 1:26 ص

      فرج عنهم يا رب

      الله يفرج عنكم وعن جميع الفقراء و المحتاجين في بلد النفط والمليون نخله والشواطئ العريضة،

    • زائر 3 | 1:14 ص

      .زائر

      فيه مثلها واجد لكن الحكومه ما تستطيع

    • زائر 1 | 11:44 م

      اللهم اغن كل فقير

      والله نحن مسؤولون امام الله إذا كان هذا حال بعض العوائل في البحرين ..اين الصناديق الخيرية ؟؟اين اغنياء البلد؟؟ اين نحن ؟؟؟ فلو ذهبت الأعمال الخيرية والصدقات في محلها لم ولن يحتاج اي احد في هذا البلد الكريم ؟؟ والآن سيقبل علينا شهر محرم الحرام وسنرى السرف والترف من مطبوعات وتوزيعات وغيرها لماذا لا يعمل مشروع بهذه الاموال وتكون صدقات باسم الحسين فالكثير منا لديه نذورات او يحب ان يعمل شيء للحسين في شهر محرم بدل ان تصرف كل هذه الاموال للأكل والمطبوعات وغيرها فتزيد عن الحاجة بينما هناك محتاجين

اقرأ ايضاً