شارك اكثر من مئة الف مسلم اليوم الثلثاء (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) في احتفالات عيد الاضحى في موسكو التي عكرت صفوها مسيرة للقوميين المتشددين بعد اضطرابات معادية للاجانب في العاصمة الروسية.
وقد سار حوالى 150 شابا من القوميين المتشددين الروس مساء الثلثاء باتجاه حي بيريوليفو الذي كان مسرحا الاحد لاعمال شغب استهدفت مهاجرين على اثر مقتل شاب روسي على يد قوقازي.
وقام المتظاهرون بتحطيم زجاج سيارات وهتفوا "روسيا للروس وموسكو لاهلها" كما افاد مصور لوكالة فرانس برس.
واعتقل خمسون شخصا بحسب الشرطة اثناء هذه التظاهرة التي قال منظموها انها "رد روسي على عيد الاضحى" بعد حادثة بيريوليفو.
واعلن القوميون المتشددون على موقعهم الالكتروني "انهم (المسلمون) سيحتفلون بعيدهم ونحن سنبقى في المنزل خائفين (...) لن نسكت".
وقد تعرض ايغور شتشيرباكوف (25 عاما) الخميس للطعن في بيريوليفو جنوب العاصمة امام خطيبته.
واعلنت السلطات الثلثاء توقيف المشتبه بتنفيذ عملية القتل هذه وهو مواطن من اذربيجان الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في جنوب القوقاز وغالبية سكانها من المسلمين.
ونقلت وكالة الانباء انترفاكس عن الشرطة ان "اركان زينلوف المشتبه بقتله ايغور شتشيرباكوف القي القبض عليه في كولومنا" المدينة الصغيرة الواقعة على بعد مئة كلم الى جنوب شرق موسكو، ونقل بمروحية الى العاصمة الروسية لاستجوابه.
واوضح المتحدث باسم لجنة التحقيق الروسية فلاديمير ماركين في بيان "ان الرجل الذي يبلغ 30 عاما يعيش في روسيا منذ 10 سنوات. وليس لديه اي عمل دائم ويعمل سرا كسائق تاكسي".
واضاف "نعلم انه عنيف وعدواني ويفرط في شرب الكحول".
وقد احتفل بعيد الاضحى الذي شارك فيه نحو 103 الاف شخص في موسكو على خلفية توترات في هذه المدينة حيث ترددت اثناء اضطرابات الاحد هتافات مثل "روسيا للروس".
وتولى اكثر من اربعة الاف شرطي في الاجمال مسؤولية الامن اثناء صلاة العيد.
وقال بيك وهو قرغيزي (22 عاما) لدى الخروج من المسجد الكبير في العاصمة الروسية "مع كل هؤلاء الشرطيين لم نعد نشعر بالامان".
ومنذ الاحد يخشى بيك الذي يعمل في احد مطاعم موسكو من التعرض لاعتداء.

وقال هذا الشاب "لم اعد اذهب الى العمل بالقطار بل افضل الذهاب بسيارة".
وبدا عبد الملا (41 عاما) وهو عامل ورشة في موسكو اكثر تصميما وقال "ان وقعت اضطرابات جديدة سنخرج الى الشارع لنشرح للناس انه يجب محاكمة المذنب وليس نحن جميعا".
ويرى تيمور (28 عاما) وهو من طاجيكستان يعمل كسائق ان اضطرابات الاحد "كانت منظمة من قبل السلطات التي تسعى الى تطهير المدينة باي ثمن".
ودعا رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الثلثاء الى عمليات جديدة للشرطة لدهم المتاجر حيث يمكن ان يعمل فيها مهاجرون غير شرعيين.

وطلب اثناء لقاء مع قائد شرطة موسكو بحسب انترفاكس "اجراء عمليات مداهمة واتخاذ اشد التدابير".
وقد اوقفت الشرطة 380 مشاغبا بعد صدامات الاحد.

وابقي اثنان قيد الاحتجاز وسبعون اخرون سيحالون الى القضاء.
وفي الوقت نفسه قامت الشرطة بحملات واسعة تستهدف المهاجرين واعتقل 1200 شخص منذ الاثنين في سوق بيريوليفو حيث يعمل معظم المهاجرين من جنوب روسيا او من بلدان القوقاز ومن اسيا الوسطى، وهي مناطق غالبية سكانها من المسلمين.
وفي مدينة سان بطرسبورغ احتفل نحو 42 الف مسلم بعيد الاضحى وسط تدابير امنية مشددة ايضا.
وتستضيف روسيا التي تعاني من نقص اليد العاملة ملايين المهاجرين المتحدرين خصوصا من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.
ويعمل هؤلاء المهاجرون عموما بشكل غير قانوني في معامل حياكة او في ورش واسواق موسكو ومدن روسية كبرى اخرى ويعيشون في ظروف بالغة الصعوبة.