انطلقت المفاوضات حول الملف النووي الايراني الثلثاء(15 أكتوبر/تشرين الأول2013) في جنيف سعيا لاحياء المفاوضات المتعثرة منذ ستة اشهر من خلال "خارطة طريق" اقترحتها ايران وسط اجواء جديدة من الامل.
وزاد حجم التوقعات باحراز تقدم في هذه المفاوضات مع تعدد اشارات الانفتاح من الرئيس الايراني حسن روحاني تجاه الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة.
وفي مؤشر على هذه "الاجواء الجديدة" ستعقد هذه الجولة من المفاوضات للمرة الاولى باللغة الانكليزية، بحسب ما كشف مسؤول اميركي.
والمفاوضات التي من المقرر ان تستمر يومين بين ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) ستجري على مستوى المدراء السياسيين او نواب وزراء الخارجية وستترأسها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.
وقدم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قبل الخوض في المفاوضات "خارطة الطريق" التي تقترحها ايران.
وبحسب المؤشرات القليلة جدا التي صدرت عن الايرانيين، فان الهدف هو التوصل الى اتفاق في اقل من سنة، مع مرحلة اولى في غضون شهر او شهرين. وتحدث ظريف عن ضرورة عقد اجتماع وزاري جديد بشكل سريع.
ويتولى بعد ذلك نائب وزير الخارجية عباس عراقجي رئاسة فريق المفاوضين الايرانيين.
من جهته اعلن ميشال مان المتحدث باسم كاثرين اشتون "قدم الايرانيون اقتراحا لدى بدء الاجتماع واستلزم العرض حوالى الساعة". ردا على سؤال حول مضمون الاقتراح لم يعط المتحدث معلومات اضافية.
لكنه قال انه بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي "باتت الكرة في الملعب الايراني". واضاف ان الايرانيين قدموا الاقتراح بالانكليزية و"كانت الاجواء مختلفة جدا مع الفريق الايراني الجديد".
وتابع ان الاتحاد الاوروبي "قدم ايضا اقتراحا عرض على الطاولة وان الايرانيين يعلمون جيدا انه الاقتراح الوحيد".
ولاول مرة يرافق الوفد الاميركي بقيادة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان مسؤولون عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران التي ترهق الاقتصاد الايراني. ورأى خبراء اميركيون مطلعون على مجرى المفاوضات في حضور المسؤول عن العقوبات، مؤشر انفتاح من جانب واشنطن.
وتشتبه اسرائيل ودول غربية في ان ايران تخفي نشاطا عسكريا تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران. وتخشى من تتمكن ايران من تخصيب اليورانيوم الى مستوى يتيح صنع قنبلة ذرية.
واستمرت اسرائيل المعزولة دوليا، في حث القوى الكبرى على عدم تخفيف الضغط على طهران.
وتخشى اسرائيل من ان تقبل مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) ردا على اللهجة المعتدلة للرئيس الايراني حسن روحاني، بتخفيف الحصار الاقتصادي والمالي الذي يخنق اقتصاد ايران.
وقالت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة في بيان عقب اجتماع مساء الاثنين "ان ايران تعتقد انه يامكانها ان تنجو بتقديم تنازلات تجميلية لا تعرقل بشكل جوهري سيرها باتجاه تطوير اسلحة نووية، تنازلات يمكنها التراجع عنها بعد اسابيع قليلة".
وتابع البيان "في المقابل تطالب ايران بتخفيف عقوبات تطلب فرضها سنوات" داعيا الدول الست الى "رفض محاولات ايران التوصل الى اتفاق يبقي على قدرتها على تطوير اسلحة نووية".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المعزول على الساحة الدولية، وجه الاثنين نداء ملحا الى الدول الكبرى لثنيها عن تخفيف العقوبات المفروضة على ايران.
وقال "ان تخفيف العقوبات على ايران في الوقت الذي بدات فيه تحقق اهدافها سيشكل خطأ تاريخيا".
والاثنين عشية بدء المفاوضات عبر كل طرف عن "تفاؤل حذر" داعيا الطرف الاخر الى تقديم ادلة ملموسة على نواياه.
ورسم عراقجي قبل بدء المحادثات "الخط الاحمر بالنسبة لايران" وهو عمليات تخصيب اليورانيوم التي تقع في صلب المخاوف الغربية.
واكد كبير المفاوضين الايرانيين "لن نسمح باي حال بتعليق تخصيب اليورانيوم او الحد منه او وقفه، لكننا في المقابل نستطيع ان نناقش مستوى التخصيب وشكله وكميته" مضيفا "لن نسمح ايضا بان يغادر غرام واحد من اليورانيوم المخصب البلاد".
وحذر مسؤول اميركي كبير "نحن مستعدون لتحقيق تقدم الا ان الامر يبقى مرتبطا بما سيضعونه على الطاولة"، مضيفا ان الولايات المتحدة تنتظر "اعمالا ملموسة يمكن التحقق منها". ولفت الى انه لا يمكن السماح لطهران بالاستفادة من المفاوضات واطالتها الى ما لا نهاية لمواصلة برنامجها النووي.
وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية نشر اواخر اب/اغسطس، فان ايران تملك 6774 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% و186 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% كما حولت طهران كمية اخرى قدرها 187 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الى قضبان وقود، وهي تملك اكثر من 19 الف جهاز طرد مركزي منها الف من الجيل الجديد الاقوى من الجيل السابق.
وكان علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني اكد الاسبوع الماضي انه "لا يمكن اصدار مرسوم بالثقة، انها مسالة تبنى او لا تبنى مع تقدم المفاوضات". واعتبر لاريجاني وهو من الجناح المحافظ ومفاوض سابق، ان الامر لا يتعلق بابرام "اتفاق تجاري" يتنازل فيه كل طرف عن شيء ما بل يتعلق ب "ارساء الثقة".
وكانت ايران استأنفت في آب/اغسطس 2005 انشطة تخصيب اليورانيوم بعد تعليقها لاشهر، وقامت منذ ذلك التاريخ بتطوير عدد اجهزة الطرد المركزي وكمية اليورانيوم المعالج مؤكدة ان من حقها ان تنفذ برنامجا نوويا مدنيا في اطار اتفاق عدم الانتشار النووي الذي وقعته.