عندما زارَ الرئيس الإيراني حسن روحاني نيويورك، كان مُفوَّضاً من المرشد الأعلى آية الله خامنئي لأن يثقب في جِدَارِ المحرَّم السياسي مع الأميركيين مِخرزاً، وقد فَعَل. كان التفويض المعطى له نابعاً من مبدأ «المرونة البطولية» وأن «الدبلوماسية هي المباحثات» كما جاء في توصية خامنئي نفسه. ثلثا نواب البرلمان الإيراني من المحافظين والإصلاحيين، منحوا روحاني تفويضاً، وأيدوا حراكه الدبلوماسي في نيويورك، ومعهم رئيس البرلمان علي لاريجاني. وكذلك فَعَلَت قيادات عسكرية كبيرة، وشخصيات دينية في صلوات الجمعة كآية الله إمامي كاشاني.
ظَهَرَ قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، ليتحدث بشكل مختلف عن كل ذلك التأييد والدفع. فقد صرَّح لوكالة تسنيم الإيرانية قائلاً: «كان من الأفضل أن يتم الاتصال الهاتفي بين أوباما وروحاني بعد إثبات واشنطن عملياً حسن نواياها إزاء طهران وإرجائه إلى ما بعد ذلك». بدا أن ذلك شبه «فرملة» أطلقها الحرس لما يجري.
تنبَّه حسن روحاني لتلك الرسالة، فصرَّح بعد جلسة لمجلس الوزراء قائلاً: «إن الحكومة بحاجة إلى دعم قائد الثورة الإسلامية (المرشد الأعلى آية الله خامنئي) ومجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) والشعب من أجل القيام بالمسئوليات الملقاة على عاتقها».
تلاه تصريح لوزير الخارجية محمد جواد ظريف قال فيه: «إن إطلاق الشعارات وعدم التفاوض أمر سهل، ولكن الذي يريد التفاوض، والحفاظ على مصالح البلاد، ويَحُول دون تحريض الأجواء ضد البلاد وممارسة الضغوط على معيشة ورفاهية الشعب، هي مهمة صعبة، لذلك فإن القيام بهذه المهام جميعاً حين التفاوض، أمر يحظى بالأهمية».
المرشد الأعلى كان قبل أقل من شهر، طَلَبَ من قيادات الحرس بأن لا تتدخل في السياسة قائلاً: «ليس من الضروري أن يمارس الحرس الثوري أنشطة سياسية». لكنه وفي كلمة لاحقة له بجامعة ستاري الجوية خلال حفل تخريج ضباط الجامعات التابعة للجيش الإيراني، أعقبت تصريحات الجنرال جعفري قال: «إننا ندعم ما احتوته الزيارة الأخيرة ما عدا بعض الأمور التي لم تأت في محلها، ولكنني متفائلٌ بوفدنا الدبلوماسي العزيز فيما إني متشائم إزاء الأميركان».
بعد ذلك، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن مسألة تخصيب اليوارنيوم هي «خط أحمر». ثم صرَّح وزير خارجيته محمد جواد ظريف، بأن «دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ينطلق من جوهر سياستنا الخارجية التي ستستمر، وأن حل مشكلة الشرق الأوسط تتحقق فقط بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وعودتهم إلى منازلهم».
هنا، وأمام حالة الاندفاع الإيرانية، ثم الفرملة الإيرانية، ثم التناقض الإيراني، نحتاج إلى عِدَّة قراءات سياسية، لتحليل المشهد الداخلي لإيران:
القراءة الأولى: أن الإيرانيين، قَصَدوا بذلك، إرسال رسالة مُحدَّدة للأميركيين، من أن طهران ليست مُضطرةً لأن تمنح الأميركيين شيكاً مفتوحاً مع إرهاصات التفاوض الثنائي المفتَرَض. بمعنى، أن هذا الرئيس المعتدل الذي تُعوِّلون عليه، لن يحظى بدعم التيار المتشدد في إيران، ولا القوى المفصلية في الدولة الإيرانية، دون أن يحصل على مُحفزات منكم، تقنعها بأن مبدأ التفاوض مع الغرب أمرٌ مجدٍ فعلاً لإيران.
إذاً، الموضوع متصل بآلية التفاوض بين العاصمتيْن وبمكاسبه الأولية، وبطريقة تبادل الأدوار العسكرية والمدنية حوله. وربما تذكرنا تلك المواقف، بتصريحات مشابهة لجنرالات أميركيين أبدوا مواقف وكأنها مشككة ومغايرة للموقف الرسمي الأميركي أحياناً، كجيمس ماتيس، ووليام شيلتون، ورالف بيكر ورئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي مارتن ديمبسي الذي حذَّر إيران من مغبة «سوء تقدير عزيمة» الولايات المتحدة.
القراءة الثانية: أن هذه التصريحات، جاءت عَقِبَ تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض بُعيد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من أن «الخيار العسكري لا يزال مطروحاً لإرغام إيران على احترام التزاماتها الدولية»، وأنه «يريد أفعالاً من الإيرانيين».
أيضاً، جاءت «الفرملة الإيرانية» بُعيد إعلان «إسرائيل» (عبر جهاز شين بيت) عن اعتقال «مواطن بلجيكي من أصل إيراني في مطار بن غوريون للاشتباه في تجسسه لحساب إيران، متهمة إياه بالتقاط صور للسفارة الأميركية»، في تل أبيب، و مُحمِّلة طهران تجنيده.
وربما أرادت إيران أن تقول للأميركيين، أن دخولها في أي تفاوض معهم مرتبط بالخطوات المتبادلة والمتكافئة، حتى في التصريحات والمواقف، كونها تحدِّد طبيعة السقف الفاصل لذلك التفاوض. وربما وَجَدَ الإيرانيون، أنهم قدموا تصريحات مواكِبة لزيارة روحاني تتناسب والتقارب الإيراني الأميركي، وصَدَرَت عن قيادات سياسية وعسكرية عليا في النظام، إلاَّ أن عودة الخطاب التصعيدي لأوباما بعد لقائه نتنياهو، يُقابله خطابٌ تصعيدي «إيراني» آخر. وهو ما حدث بالضبط.
القراءة الثالثة: أن تصريحات المرشد الأعلى جاءت مباشرة (وليس العكس) بعد أن أعطى الحرس الثوري رأيه في الخطاب السياسي لروحاني في نيويورك، وهو ما يعني أن مؤسسة الحرس الثوري، لازالت هي الأقدر على التأثير في السياسة الإيرانية في الداخل والخارج.
نعم، قد لا يكون الحرس هو المؤسسة التي تعلو المرشد الأعلى، لكنها قد تكون المؤسسة الأقدر على التأثير عليه، عبر أجهزتها الاستخباراتية العسكرية النافذة. والحقيقة، أن مسيرة الحرس الثوري منذ تشكُّله ولغاية الساعة، تمنحنا النظر إلى كيفية إدارته لنفسه، ولموقعه في النظام السياسي، وكيفية تأثيره على مراكز القرار السياسي.
فالحرس أبعد من أن يكون مؤسسة عسكرية صرفة، بل وحسب عنوان تأسيسه، الذي يقضي بالدفاع عن الثورة، قد مَنَحَه مرونة التفسير السياسي في المكان والزمان الذي يراه هو، من دون النظر إلى فروض السياسة. وربما كان تأثيره على القرار السياسي خلال الحرب مع العراق جلياً، وصراعه آنذاك مع هاشمي رفسنجاني حول قرار إيقاف الحرب.
هذه القراءات الثلاث يمكن التأمل فيها جيداً، وربطها بالأحداث والمواقف الإيرانية تبعاً لزمانها، والجميع لديه القدرة الكافية للانتصار لأحدها إن شاء.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4055 - الأحد 13 أكتوبر 2013م الموافق 08 ذي الحجة 1434هـ
إيران ليست مضطرة لأنتشال أمريكا من غبائها
من وجهة نظري أن أمريكا واقعةٌ في الوحل ، و السبيل لأنتشالها من هذا الوحل هي إيران و روسيا ، وتركها في ما صنعته يداها أمرٌ مستحسن . كما أن أمريكا وإيران حسب رأي لن يتفقان فهما مالزيت والماء لا بمتزجان ، فأمريكا لن تتخلى عن حماية اسرائيل ، و إيران لن تتخلى عن مساعدة المقاومة ، ولن ترضى بكيان صهيوني في المنطقة ...
كلام فاضى
امريكا \\ايران و اسرائيل لهم مطامع ومصالح مشتركة فى الخليج العربى اما عن العدوة لبعضهم مجرد بروبجندا لو اسرائيل ارادة فعلا ضرب ايران لضربتها من زمان من دون التهديد مثل ما فعلت فى العراق و سوريا ا الذى يريد ان يضرب و يهاجم لا يهدد بل يفعل وهذه التهديدات كلها كلام فاضى ايران تدافع عن بشار دفاعا مستميتا لكى يبقى فى الحكم لان بشار يحمى اسرائيل من المقاومين فعلين ليس الذين يدعون المقامة و هم اصلا عملاء اسرائيل
تخلف أو تقدم أو تراجع أخلاق أمريكيه مع خلفائها!
هذه حقيقه وليست من الأسرار يعني الحرس الثوري كما جهاز صيانة النظام في إيران ليسوا من الجواسيس أو المخبرين أو العسكر وإنما باحثون عن الحقيقه وعن الصواب والخطاء وتوجيه المجتمع. وهذه كما عند الروس في روسيا الإتحاديه- أي تفوق بالعلم والمعرفه لا بالتجسس والتخابر وبالتجاره ونشر الفساد والكذب وشحن الشعوب على بعضها ليتحاربوا وبيع وشرا أسلحة من أجل فنادق وعارضات أزياء و.. و. يعني هذه مجموعة ومجموعة الإخوان وطلاب المال والأعمال أيهما أحسن؟
غاز البحرين أو إخراج المغلوب!
جنرلات قاعدة الجفير العسكريه بعد موت هندرسون ضاعوا وهذا ليس من أسراهم الحربيه لكن اليوم المطالبه بإخراج المغلوب – يعني أمريكا وحلفائها بينما البعض قد يقول أتحالف مع الشيطان ولا أهد غاز البحرين يضيع من إيده!. لكن الأمر لله يفعل ما يشاء. يقد يكون بعض التجار يزعجهم أو يقلقهم هذا القول لكن على أمريكا وحلفائها الخروج من الخليج فهي مغلوبه وليست غالبه. وأين حلفاء حلف الأطلسي أمناصرين لتواجد أسطول من الأساطيل الحربيه؟ وكيف تنتصر أو تهزم بدون سلاح؟
امريكا وايران عملة واحدة
مصالح مشتركة بين الامريكان والايرانين انا بعطيك بعض الشي ايران بها اكراد وسوريا وتركيا لكن اكراد العراق حاولت امريكا فصل جزء من العراق من اجل تكوين دولة كردية هل هدا يحصل في تلك الدول هدامن جهة ايران بها عربستان وهي لاتمسي لايران بي صفة لاجغرافيا ولاتريخيا ولاسكانيا رغم دلك امريكا لم تعمل علي فصل هدا الجزء من الوطن العربي الدي احتلة الشاة وتابعتة الحكومة الحالية وهدا الاقليم جزء من العراق والمفروض يرجع الي العراق شوف لهجتهم عراقية مائة بالمائة ادا احد ينصف التاريخ
مقال جميل
مقال جميل وتحليل موفق ولو خيرتي فساختار التحليل الاول والثاني