العدد 4054 - السبت 12 أكتوبر 2013م الموافق 07 ذي الحجة 1434هـ

قبل أن يتفتت الوطن الليبي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وصف ما حدث قبل أيام في بلاده بأنه «محاولة انقلاب عسكري»، ولكن هذا الوصف ليس دقيقاً... فما حدث له في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي عندما اختطفه مسلحون وأخرجوه من الفندق الذي كان ينام فيه، وأخذوه إلى مبنى تابع للحكومة الليبية إنما هو تعبير عن حقيقة عدم وجود دولة من الأساس، وبالتالي لا حاجة إلى الانقلاب عليها.

زيدان كان أكثر دقة عندما اتهم خصومه في المؤتمر الوطني العام (البرلمان الليبي) بعرقلة عمل الحكومة من خلال تعطيل الميزانية ومنع بناء جيش وطني بهدف دفع البلاد إلى الفوضى... وقال إن «هناك من يريد أن يُحوِّل ليبيا إلى صومال أو أفغانستان جديدة، يريد أن لا تكون هناك دولة قائمة».

قبل أيام من هذه الحادثة الخطيرة، كانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت عن اعتقال «نزيه عبدالحميد الرقيعي» المعروف بأبو أنس الليبي، أحد قادة تنظيم «القاعدة»، في عملية عسكرية في العاصمة الليبية، طرابلس. والعملية بحد ذاتها تثبت أن الأراضي الليبية أصبحت ساحة معركة مفتوحة منذ سقوط نظام القذافي الذي كان قد أفرغ ليبيا من محتواها وأرجعها إلى عصور التخلف حيث تنعدم الدولة وتتوزع الولاءات بين القبائل والمناطق. وحالياً، فإن ليبيا تعتبر إحدى أهم الساحات التي تتواجد فيها الحركات القتالية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ورأينا كيف امتد نفوذ هؤلاء المقاتلين إلى مالي، والدول المحيطة بليبيا تتوقع زيادة التهديد والمخاطر المنطلقة من الأراضي الليبية.

خلال الأيام الأخيرة بدأت الشركات تهرب من ليبيا، والمستثمرون الذين بدأوا باستثمار أموالهم يفرون حالياً إلى مالطا، وكما تساءل أحدهم «إذا كان من الممكن خطف رئيس الوزراء فكيف أشعر بالأمان في هذا البلد». ليبيا حالياً في يد مليشيات لها ولاءات متعددة، ولا توجد سلطة مركزية تستطيع السيطرة عليهم، وهي أشبه بالصومال؛ ما يعني أن لدينا «دولة فاشلة» أخرى. وهنا يقع على عاتق الجامعة العربية أن تلتفت قليلاً وأن توجه الدول المتمكنة طاقاتها لمساعدة الدولة الليبية على تأسيس أركانها وإحكام سيطرتها وبسط سيادتها المستمدة من عملية دستورية تجمع الليبيين في وطن غير مفتت.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4054 - السبت 12 أكتوبر 2013م الموافق 07 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:26 م

      يقال أتاك الربيع الطلق ... لكنه يختال ضاحكا من الحسن! حتى كاد أن يتكلمَّ

      بينما مجازر أي قتل جماعي من قبل جماعات أعدت لكي تقتل وجماعات إعدت لكي تمول القتل!. هنا قتل النفس بمعنى تحويل بعض الجماعات من ناس أشكالهم كما البشر الا أنهم ليسوا كذلك. تورط الموساد كما تورط الـسي أي أيه وإدارة البيت الأسود ليست قليله لكن من أجل مال وأعمال ورشاوي وهدايا... والإستيلاء مرة أخرى على جزر البحرين – أرخبيل الذر أو ذرة الخليج. هنا قال جحا سؤال لما مصره أمريكا على أن تكون موجوده على هذه الجزر مع أنها لا تربطها حدود معها؟

    • زائر 5 | 4:25 ص

      مواطن يغرد خارج السرب

      هذا هو ما يسمى بالربيع العربي اصطفافات وتخندقات قبلية عشائرية ومذهبية طائفية وفوضى تفرَغ الدولة من معناها وترجعنا الى أيام حرب البسوس وداحس والغبراء والغزوات وتقاسم الغنائم ، هناك طرفة واقعية في ليبيا توجز الواقع الليبي في ان بائع سمك على ايام القدافي تحوَل من عمله في بيع الأسماك الى تاجر يبيع رصاص الموت والبندقية وعندما سؤل عن السبب قال الناس هذه الأيام لا تهتم بأكل السمك انما بتوفير البندقية والرصاص وهي التجارة الرابحة في زمن الربيع العربي

    • زائر 7 زائر 5 | 7:54 ص

      اها

      ليش قلت الربيع وماقلت الانحطاط العربي \nانحطاط الضمير العربي الذي وضع يده بيد اليهوود \nلكي يمنع شعوبه من الوعي وحريه اتخاذ قراره بنفسه\nكيف تبنا ليبيا وسوريا والعراق وغيرها مادام على ارضها

    • زائر 4 | 3:40 ص

      حتى لا ينفرط عقد الوطن العربي

      هكذا يريد الأسياد وهكذا ينفذ العبيد خطوة خطوة وبأشكال ومسميات مختلفة وكل ينفذ الدور الموكل به فأمامك تونس ومصر وسوريا والعراق واليمن والبقية تأتي ولا ندري ما يصلحهم فهو يسيرون الى الهاوية وقبلها قال القرآن أن لو استقاموا على الطريق وأنا لهم ذلك وقلوبهم يغمرها الحقد الدفين والعبودية المفرطة تعشش في عقولهم ولا حياة لمن تنادي وسيبقونكما يقال عنهم ( آنس للقفار وحشو للنار ) وهي أمة سخرت نن جهلها الأمم.

    • زائر 2 | 12:19 ص

      قلنا لكمو مافى انة عربية وماافى

      امة اسلامية فى عرب ومسلمون القوميين حاولوا قبل ومافى فايدة والاسلاميون يحاولون وهم مافى فايدة والا تشكيل عسكرى من ست دول يتكون افراده من قوات ومدربين وكليات ندريب عسكرية تحت ادارة الكيان المسكين جامعة الدول يعيد بناء ليبيا امنيا واداريا فى ظرف سنة واحدة فقط دون ان يتدخل فى الشأن الساسى او الدينى او الاجتماعى الداخلى ...... بس قلنا لكم مافى مؤسسات فاعلة لكيان مزعزم اسمع الامة العربية

    • زائر 1 | 11:55 م

      جامعه عربيه؟؟

      هل لا يزال فى الوجود مثل هذا الاسم الان ؟ لا اعتقد انما يوجد نفر ممن عتى عليهم الزمن ولا يريدون ان ينقطع الراتب عندهم فيوجد الان المسير لهم بأجنداته وكيفما يريد هو . وهم له ريموت فقط.

اقرأ ايضاً