العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ

«الزومبي»: الإنسان مسخ والمسرح يبيع الأوهام

المنامة - مهرجان الصواري المسرحي 

11 أكتوبر 2013

تواصلت عروض مهرجان الصواري المسرحي التاسع للشباب لليلة الخامسة بعرض مسرحية «الزومبي» وهي ثاني مؤلفات الفنان عبدالله السعداوي في المهرجان.

المسرحية التي يخرجها الفنان عيسى الصنديد في أولى مشواره الإخراجي تتحدث عن علاقة بين المخرج والمؤلف والجمهور.

وتصور المسرحية العزوف الذي طال الخشبة المسرحية، وتشخص حال المسرح الذي هجره مريدوه ومحبوه، فبات مستوحشاً الوحدة، يترقب من يبث فيه الحياة ويبعث فيه الأمل، ويدفع الدماء في شرايينه.

وعلى رغم بساطة قراءتها لكنها في أعماقها تصور حياة الإنسان التي تبددت فيها كل القيم الجميلة لصالح كل ما هو شكلي واستهلاكي، بفضل ماكينة ضخ توجيهي ثقافي ذات أذرع أخطبوطية تهيمن على مختلف أرجاء العالم، وتحول الجنس البشري إلى نسخ متطابقة منزوعة الإحساس والمشاعر والقيم الجميلة «زومبي».

لعبة... تتوسم إحياء المسرح من جديد

عن تجربته الإخراجية الأولى وأسباب اختياره هذا النص للمشاركة به في المهرجان، قال المخرج عيسى الصنديد: «واجهتني صعوبة في اختيار النص المسرحي المناسب، ونص مسرحية الزومبي كان معي في الكويت خلال دراستي، وبين فترة وأخرى كنت اطلع عليه وأتخيل ذاتي وأنا أمثل فيه».

وواصل «مع بداية مهرجان الصواري بعد توقف دام نحو 12 عاماً، قررت إخراج هذا العمل الذي يتحدث عن ركود المسرح وابتعاد الفنانين عن مواقعهم على الخشبة، بسبب عدد من الظروف الاقتصادية والسياسية وغيرها».

وأضاف أن «النص عبارة عن لعبة بين المؤلف والمخرج، والهدف منه محاولة المؤلف إحياء المسرح من جديد من خلال المخرج، ولكن بعد عدة محاولات تكسرت أحلام الأخير، بسبب وجود شخصيات كان حديثها أكثر واقعية».

وأشار الصنديد إلى أن «السعداوي لم يجبرني على إخراج هذا العمل، بل حفزني للخوض فيه، فمنه تعلمت تحدي الصعوبات والخوض في غمارها للتغلب عليها، وأعتزم في المرات القادمة إخراج نصوص مسرحية تجريبية مشابهة، لأني أشعر أن هذا النوع من النصوص يستهويني».

ويؤدي دور المؤلف في المسرحية الممثل محمد الصنديد، الذي أوضح أن النص يمس المسرح البحريني، وتحمس لأدائه حينما اطلع عليه، وهو يتحدث عن حال المؤلف عندما يواجه مخرجاً عاجزاً لا يوجد لديه ما يقدمه للمسرح، فيأتي له الأول ويحفزه لتقديم عمل مسرحي.

مخرج عاجز ومؤلف حالم

يتقمص دور المخرج في المسرحية عمر السعيدي، الذي يعتبر هذا الدور من أصعب الأدوار التي مرت عليه، فهو شخص كبير وفي الوقت ذاته محطم داخلياً بسبب ما عاناه في حياته، وهو غير متقبل لوضعه، وما يجري في البيئة المحيطة به يؤثر عليه وعلى ما يدور فوق الخشبة، ويدخل عليه المؤلف ويقترح عليه تقديم بعض الأفكار والمسرحيات، ولا يتقبل الموضوع لأنه عاجز بسبب الشيخوخة والتعب الذي أعيا جسده.

تناقض بين شخصيتين

عن دوره في المسرحية، قال الفنان نضال بدر: «أؤدي دورين، الأول شخصية الملك أوديب التاريخية، والثاني المستثمر الذي يتآمر مع رئيس المسرح لتحويل المسرح إلى مشروع تجاري».

واعتبر بدر أن العمل في مسرحية «الزومبي» يعني له الكثير، فهي بمثابة عودة إلى المسرح بعد توقف أكثر من ثلاث سنوات، والشخصيتان اللتان يؤديهما متناقضتان، فالأولى منكسرة وضائعة، والثانية متجبرة وطاغية ولديها سلطة ونفوذ، ويعتقد أن ذلك سيضيف إلى رصيده الفني الكثير.

وأكد أنه عندما قرر المشاركة في هذه المسرحية، لم يطلع على النص، بل أبدى الموافقة فور طلب المخرج عيسى الصنديد منه المشاركة، من أجل تشجيع الشباب على العطاء في هذا المجال، وعندما علم أن العمل من تأليف عبدالله السعداوي، تحمس أكثر لقراءة النص والاطلاع على فكرته ورسالته التي يسعى لإيصالها إلى الجمهور.

العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً