العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ

آل مكباس يستعرض مخطوطات البحرين في «جدحفص الثقافي»

استضاف مركز جدحفص الثقافي الباحث في التاريخ والمحقق في مجال المخطوطات البحرينية الشيخ محمد عيسى آل مكباس ليقدم محاضرة عن الإسهامات العلمية لعلماء البحرين بشكل عام، وتراث علماء منطقة جدحفص، من خلال رصده لبيبلوغرافيا المخطوطات العلمية البحرينية، وذلك مساء يوم الأحد (15 سبتمبر/ أيلول 2013) بحضور مجموعة من المهتمين والمثقفين وأصدقاء المركز.

في البداية، أكد المكباس أن البحرين أسهمت وعلى مدى قرون كثيرة بمساهمات علمية في مختلف العلوم الدينية، سواء على مستوى علوم الحديث، أو أصول الفقه وشروحه، أو العرفان والفلسفة، وتفسير القرآن الكريم وعلومه أو على مستوى الأدب والشعر، والمنظومات أو الأراجيز العلمية، والغريب في الأمر أن المنطقة على رغم انزوائها بحكم الموقع الجغرافي، وصغر حجمها إلا أنها أخرجت الكثير من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان، ويعتد بهم في البحرين وخارجها على مستوى الإقليم.

المدارس العلمية في البحرين

وأكد المكباس أن إسهامات علماء البحرين في المجال العلمي في الفقه والفلسفة وحتى التصوف إنما جاءت بفضل المدارس العلمية التي توزعت على أكثر من منطقة في جزيرة البحرين، وأضاف أن مصطلح الحوزة ظهر حديثاً وقد كانت الحوزات تسمى في البحرين سابقاً مدارس علمية؛ ولدي كتاب يوثق تفصيلياً ظاهرة المدارس العلمية في البحرين.

وأوضح المكباس أن مدارس البحرين العلمية كانت لها إسهامات في شتى العلوم وبهذه الإسهامات برز رواد هذه المدارس وعلى سبيل المثال هناك على بن سليمان القدمي 11064 هجرية والذي يلقب بأم الحديث لسعة اطلاعه وتضلعه في هذا العلم، وكذلك الشيخ سليمان بن علي ابن أبي ظبية 1101 هجرية، وهو أستاذ الفقهاء والمجتهدين في البحرين وهو أستاذ الشيخ سليمان الماحوزي1121 هجرية، وهذا الأخير كان نتاجه العلمي يربو على المئتي كتاب بين صغير وكبير، وهناك أيضاً صاحب «الحدائق» الشيخ يوسف البحراني والشيخ حسين العلامة، وعلى مستوى جدحفص تجد الأديب والشاعر عبدالرؤوف بن الحسين الجدحفصي في القرن الحادي عشر وديوانه معروف، وكذلك السيدماجد بن هاشم الجدحفصي 1121 هجرية والذي تتلمذ على يده الفيض الكاشاني.

التنوع وحيوية الجدل العلمي

وأكد المكباس وجود سمة أخرى في المدارس العلمية في البحرين وهي التنوع الثقافي وحيوية الجدل العلمي حيث تجد في البحرين مدارس متناقضة متضادة، فهناك مدرسة الإخباريين في مقابل مدرسة الأصوليين، وإلى جانب ذلك مدرسة الفلسفة في مقابل مدرسة العرفان والتصوف، ولدي كتاب سيطبع عمّا قريب وهو «في من عُرف بالتصوف والعرفان من علماء البحرين» ومدرسة التصوف والعرفان لاقت معاناة وحرباً شعواء من العلماء أنفسهم.

وحول علماء منطقة جدحفص أكد المكباس أن هذه البلدة احتوت على أصوليين وإخباريين وفلاسفة وعرفاء وتصوف وشعراء وأدباء، وكانت بعض أبحاثهم العلمية تتضارب مع بعضها البعض وفجرت حينها خلافات وحزازات وصلت إلى وصم التصوف بحالة التكفير، وهناك علماء من جدحفص كفّروا مجموعة أخرى لأنها تشتغل بالتصوف مثل الشيخ حسن بن أحمد آل عبدالسلام الذي ثارت عليه ضجة إلا أن الشيخ سليمان الماحوزي وقف معه وسانده.

وأضاف آل مكباس أن ما حفظ هذه الإسهامات هو انتشار هذه المدارس العلمية على مستوى البحرين، والتي حاولت إحصاءها من خلال المخطوطات والرسائل، ومن المدارس العلمية مدرسة أبوصيبع التي كان يدرس فيها الشيخ عبدالله السماهيجي 1135 للهجرة، الذي كان له الدور الكبير فيها، ومدرسة البلاد القديم في القرن التاسع والعاشر الهجري، ومن روادها الشيخ ياسين البلادي، ومدرسة بوري التي درَس فيها الشيخ عبدالله السماهيجي، ومدرسة جدحفص التي درَس فيها المنشئ في علم الأدب زين الدين الأمين ابن محمد بن سليمان المقابي، ومدرسة الحجر التي تتلمذ فيها الشيخ سليمان الماحوزي، ومدرسة سترة والقدم والماحوز التي يذكرها صاحب «الحدائق» حيث يقول: ولدت في الماحوز حيث إن الوالد ترك بلدته الدراز إلى الماحوز طلباً للدرس حيث كان يدرس فيها أستاذه الشيخ سليمان فولدت هناك، ومدرسة مقابا التي كان علماؤها أجلاء فضلاء، ومدرسة المقشع وهي من المدارس العلمية التي كان كبار العلماء يعقدون دروسهم فيها.

وأكد آل مكباس أن مخطوطات علماء البحرين تثري المكتبات التي تحل فيها وتعد بالآلاف، وقد تنوعت في مختلف العلوم، وقد قال الشيخ نصير الدين الطوسي: «ما ظننت أن هذه الجزيرة فيها علماء بهذا الثقل»، وذلك في شرحه لـ «رسالة العلم» للشيخ أحمد بن سعيد بن سعادة، والتي بعثها له تلميذه الشيخ علي بن سليمان الستري والموجود قبره الآن بالخارجية في سترة.

مخطوطات علماء جدحفص

وبجولة سريعة استعرض آل مكباس المخطوطات التي ساهمت بها منطقة جدحفص من خلال سرد مؤلفات ثلاثة عشر شخصية علمية أو أدبية، وهو ما خلص إليه في كتابه «بيبلوغرافيا مخطوطات البحرين، علماء جدحفص نموذجاً» ومنهم أحمد بن عبدالسلام الذي له خمس مخطوطات، وسيدماجد بن سيدهاشم الذي له ثماني عشرة مخطوطة، وقد تراوحت المخطوطات بين كتب في الفقه والفلسفة، والمنطق والتصوف ودواوين الشعر، وأجوبة المسائل والرسائل التي تعكس اهتمامات الناس وحاجاتهم في تلك الفترة، والتي توزعت أماكن وجودها بين البحرين في مركز الوثائق التاريخية، ومكتبات العلماء، وفي إيران والعراق والسعودية، وقد حصل المكباس على بعض النسخ وأكد أنه يعمل على تحقيقها وإصدارها.

العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً