العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ

الوكيل البريطاني في البحرين آغا محمد رحيم صفر الحلي

المنامة - محمد حميد السلمان 

11 أكتوبر 2013

نقف هذا الأسبوع مع آخر الأسر الخليجية - البحرينية التي تولت منصب الوكيل البريطاني المعتمد في البحرين في أواخر القرن التاسع عشر والسنة الأولى من القرن العشرين، وبالتحديد ما بين 1898 و1900م، وهي عائلة آل صفر.

وسيكون تعليقنا هذه المرة متقدماً على الوثيقة، على غير العادة، لأسباب ستكتشفونها بعد الانتهاء من قراءة التعليق والوثيقة.

وللعلم فقد كان آخر وكيل بريطاني عربي من البحرين تولي المنصب محلياً هو الحاج عباس بن محمد بن فاضل العام 1900، حيث قررت إدارة المستعمرات البريطانية في الهند (أو حكومة الهند البريطانية)، بعد هذا التاريخ أن يتولى المنصب الحيوي شخص بريطاني رفيع المستوى ذو صفة عسكرية.

وكي نعي أهمية هؤلاء الوكلاء التابعين أساساً لسلطة المقيم البريطاني في الخليج (Political Residence)، ومقره في «بوشهر» على الساحل الإيراني؛ لابد أن نعلم بأن هؤلاء كانوا يجمعون بين أيديهم السلطات الإدارية والتنفيذية، والنفوذ، وعلى رغم اختلاف مسمياتهم كما سنرى في عائلة آل صفر. وكانوا بشكل ما يمثلون المصالح البريطانية، بمختلف جوانبها، وأهدافها. وبقي هؤلاء الوكلاء حتى العام 1900، يُنتخبون من التجار ويُعتمدون من قبل حكومة الهند البريطانية. ومع أن الوكلاء المحليين يتبعون المقيم السياسي البريطاني في «بوشهر»؛ إلا أنه هو أيضاً يتلقى سياسته وتعليماته من حكومة الهند البريطانية ومقرها في مومبي. وبتسلسل إدارة المستعمرات البريطانية حول العالم، فتلك الحكومة تديرها كذلك بشكل غير مباشر الحكومة البريطانية في لندن. ويعتبر بدء تعيين وكلاء بريطانيين في البحرين، العام 1816، للمراقبة ونقل التقارير السرية والعلنية وإدارة شئون الحماية البريطانية؛ بداية النفوذ السياسي البريطاني - الهندي في شئون البحرين الداخلية والخارجية. كما أصبح المقيم السياسي للحكومة الهندية في الخليج، الذي حل محل شركة الهند الشرقية الإنجليزية (East India Company) التي انتهت عملياً العام 1858، صانع ومراقب الأحداث في البحرين من مقر إقامته في «بوشهر».

وقد اتبعت المقيمية البريطانية في الخليج، منذ اعتمدت نظام الوكلاء في العام 1816 من القرن التاسع عشر الميلادي؛ سياسة غير مستقرة في تعيين هؤلاء. فقد كان الوكيل ما بين الأعوام 1816 و1834 أحد أفراد الجالية الهندية التي تعيش في البحرين، وكانوا كلهم من الهندوس فقط! وما بين العام 1834 والعام 1900، أخذت السلطات البريطانية في الخليج بمبدأ تعيين إما أشخاص خليجيين أو بحرينيين في هذا المنصب ممن يحسنون التعامل معها، ولهم مكانة بارزة ووجاهة عند أهل الخليج، أضف إلى ذلك، أن تكون له علاقات جيدة داخل البحرين تحديداً، ومنهم: ميرزا محمد علي آل صفر، الحاج أبوالقاسم (جاسم) بن عباس، الحاج إبراهيم بن محسن بن رجب، الحاج عبدالنبي آل صفر، حاج محمد أمين بوشهري، آغا محمد رحيم آل صفر، والأخير وأسرته هو صاحب وثيقتنا.

والوثيقة باللغة الإنجليزية من مجموعة سجلات البحرين التاريخية، وهي عبارة شجرة عائلة آغا محمد رحيم آل صفر وأصولها، والمناصب التي تولتها في المنطقة، وهي كالتالي:

شجرة عائلة آغا محمد رحيم صفر، وكيل المقيمية البريطانية، البحرين.

حجي صفر (مواطن عربي أصله من الحلة ببلاد الرافدين، جاء إلى بوشهر في سنيه المتأخرة وتوفي هناك).

ومن ذريته ابنه، حجي محمد علي، ولد وتزوج في بوشهر وهو في الرابعة والعشرين من العمر، أخذ عائلته إلى الحلة بالعراق، ومن هناك انتقل إلى مكة، حيث عاش طوال عشرين عاماً بها؛ وعمل في منصب وكيل للحكومة البريطانية متمتعاً بالحماية البريطانية أيضاً. ومن هناك توجه إلي مومبي، وتوفي في بوشهر.

والابن الثاني لآغا محمد، هو حجي حسن الذي توفي بمسقط.

ومن ذرية الابن الأول تسلسل أربعة أبناء هم:

- حجي عبدالنبي، ولد في بوشهر، وكيل التقارير الإخبارية السرية للمقيمية البريطانية، وابنه آغا محمد رحيم وكيل البحرين (آنذاك).

- حجي عبدالرسول، عمل في خدمة الحكومة البريطانية بمكة وعدن، وابنه حجي أحمد كان وكيل البحرين مؤخراً.

- حجي محمد حسن، ولد في مومبي، وتاجر فيها.

- حجي محمد جعفر، ولد في مومبي، وتاجر في بوشهر بيان، بلسان، محمد رحيم، ابن عبدالنبي، وكيل التقارير الإخبارية، للمقيمة البريطانية، في البحرين: «أنا من أصول عربية، لكن عائلتي مكثت لسنوات في فارس. منذ حوالي ست سنوات حصلت على الجنسية التركية. لدي أملاك في منطقة نخيل البصرة. والدي كان الوكيل البريطاني في البحرين في عهد الكولونيل (بيلي)؛ وبعدها كان ابن أخي، آغا حجي أحمد، كان وكيلاً أيضاً، وبعد وفاته تسلمتُ مسئولية البريد (المراسلات السرية)، قبل حوالي ست سنوات. ومهمة البريد دائماً كانت بيد عائلتي؛ ولا أحد ممن لم يرتبط بعائلتنا حمل هذه المهمة. ونحن في الأساس وافقنا على هذا العمل للحصول على الحماية البريطانية.

بالنسبة لوضعي وموقعي في البحرين، فأنا اعُتبر تابعاً لتركيا (مواطن تركي)، لكنني أتمتع بالحماية البريطانية باعتباري وكيلاً بريطانياً.

العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً