لست مع إقامة خليجي 22 في البصرة إذا لم تكن جاهزة تماماً ولست مع نقلها إلى جدة أو أي مكان آخر، فهذا الأمر لا يهمني كثيراً بقدر ما يهمني هو استمرار هذه البطولة التي وُلدت لتبقى ولكي تستفيد منها منتخبات المنطقة، وصحيح أن البطولة غير معترف بها دولياً إلى الآن على الرغم من اعتبار مبارياتها كمباريات دولية رسمية وهذا ما سمعته بأذني في احد المؤتمرات الصحافية التي أقيمت على هامش خليجي 19 بمسقط، ومباريات كأس الخليج تُسجل في رصيد أي لاعب وبالتالي تزيد من نسبة مشاركاته في المباريات الدولية، إلا أنها تحمل لأبناء ومنتخبات المنطقة نكهة خاصة وتنافساً رائعاً فيما بينهم لإحراز اللقب، وبالنسبة لي ليس مهماً الاعتراف بالبطولة بقدر ما هو مهماً لي وربما للكثيرين الاستمتاع بمستوى التنافس والإثارة الفنية والإعلامية والتي تزداد نسبتها في كل بطولة، على الرغم من أن أحياناً مستويات المباريات لا ترقى لأن تكون بمستوى المباريات الدولية، لكن هذا الوضع يحصل حتى في كأس العالم أحياناً وفي مباريات المنتخبات الكبيرة.

اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية الذي أقيم الثلثاء الماضي كان القرار فيه متوقعاً بسحب تنظيم البطولة من البصرة في العراق وإسنادها إلى المملكة العربية السعودية، لكن على رغم ذلك فإن اللغط كان كثيراً على هذا القرار من قِبل العديد من المسئولين وبالذات العراقيين بالإضافة لبعض وسائل الإعلام وحتى الجماهير باعتبارها عنصراً هاماً في هذه البطولة، وربما يكون ما اتخذه رؤساء الاتحادات صحيحاً كونهم بنوا ذلك القرار على عدة أمور ومنها الزيارات التي قام بها أمناء السر للبصرة في أكثر من مناسبة، لكن تمنيت لو أن يتم عرض فيلم ولو قصير يتحدث عن كل ما ينقص مدينة البصرة إلى الآن وكل الأسباب التي جعلتها غير قادرة على الاستضافة لأن القرار حينها سيكون مُدعماً بمستندات ستكون مُقنعة للجميع بدلاً من التأويلات التي بدأت تخرج بعدها، وذهب البعض فيها إلى اعتبار أن القرار كان سياسياً وليس رياضياً، فلو كان الإقناع موجوداً وبالمستندات والصور والمواد الفلمية وتوضيح كل ذلك في مؤتمر صحافي متكامل لم تنوير الجميع بكيفية اتخاذ ذلك القرار وليتم منع كل التأويلات، وطبعاً كل هذه الأمور ستكون من صالح تطوير الدورة بدلاً من وقوعها في أمور وأخطاء بدائية في كل نسخة منها على الرغم من أنها واحدة من أقدم وأعرق البطولات بين المنتخبات على مستوى العالم.

عموماً، القرار تم اتخاذه الآن وتم نقل البطولة للسعودية وعلى الأرجح في جدة وهي الأخرى للعلم منشآتها غير جاهزة إلى الآن، لكنني لا أشك ولو للحظة واحدة في عدم مقدرة السعوديين على تجهيز ملعب الملك عبدالله الجديد واستاد عبدالله الفيصل المُطور، ولكن لو تمت إقامة البطولة في المنطقة الشرقية سيكون ذلك بمثابة الحلم الذي سيتحقق للجماهير الخليجية التي ستحتشد في الدمام لمشاهدة مباريات منتخباتها مثلما حصل في البحرين بخليجي 21 الأخيرة، لكن إقامة البطولة بجدة من شأنه أن يُقلل من نسبة الحضور الجماهيري ماعدا في مباريات الأخضر السعودي.