العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ

الجنيد: أكثر الأماكن أماناً على الطفل هي الأخطر التي يمكن أن تقع فيها الاعتداءات الجنسية

شيخة الجنيد
شيخة الجنيد

قالت أستاذة علم النفس في جامعة البحرين، المتخصصة بمجال الاعتداءات الجنسية على الأطفال شيخة الجنيد: «إن أكثر الأماكن أماناً على الطفل هي أخطر الأماكن التي يمكن أن تحدث فيها اعتداءات جنسية على الأطفال»، وأشارت إلى أن المعتدين يتواجدون في أي مكان.

وأوضحت أن «هناك طرقاً عديدة يستخدمها المعتدي في الإيقاع بضحيته وغالبها تعتمد على الخداع والحيلة والسيطرة على الطفل. وبالتالي يجب تنبيه الطفل ليكون يقظاً وحذراً. ومن هذه الحيل: محاولة التقرب والمصادقة، محاولة الإغراء باللعب أو بأي شيء آخر يحبه الطفل، محاولة التطمين المستمر، الملامسة لجس النبض وتحويلها إلى لعبة متبادلة، أسلوب القسوة المباشرة، السرية لضمان الاستمرار ولمنع العقوبة، وإظهار العجز والحاجة للمساعدة».

وفيما يلي نص اللقاء مع أستاذة علم النفس في جامعة البحرين، المتخصصة بمجال الاعتداءات الجنسية على الأطفال، شيخة الجنيد، للإجابة عن بعض التساؤلات التي تدور في أذهان كثير من الآباء والأمهات، والتي تجسد مخاوفهم على أطفالهم قبل وبعد وقوع جرائم الاعتداء الجنسي الذي يتعرض له أطفالهم:

ما هو الاعتداء الجنسي على الأطفال؟

- هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لدى المعتدي. وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي، ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المتحرش جنسياً. ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخلاعية والمواقع الإباحية.

ما هي الأعمار التي يكثر فيها الاعتداء الجنسي على الأطفال؟

- غالبية الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الطفل تتراوح ما سن 3 و6 سنوات، لأن هذه المرحلة العمرية من حياة الطفل دائماً ما تشهد إهمالاً للطفل.

أكثر الضحايا في الاعتداء الجنسي على الأطفال الذكور أم الإناث؟

- الإناث، ولكن في الفترة الأخيرة بات الاعتداء الجنسي منتشراً بين كلا الجنسين.

من هم الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي؟

- هم الأطفال المفتقدون للحنان، والأطفال الذين يتعرضون للضرب والتوبيخ أمام الآخرين. وذلك لأن المعتدي يتحسس نقاط الضعف في الطفل المعتدى عليه، كأن يهدده بأنه لو رفض هذا الاعتداء سيتعرض للضرب وبالتالي يخاف من البوح ويواصل في الخطأ. وبالتالي من الضرورة إعطاء الطفل الثقة ليعبر عمّا يريده.

ممن يمكن أن يتعرض الأطفال للاعتداء؟

- أي فرد يتعامل مع الطفل. فقد يكون الأب، الأم، الخال، المربي، صديق العائلة أو الخادم، أو أي شخص. وربما يتعرض الطفل أيضاً للاعتداء من والديه أو من أحد أفراد العائلة، ومن أصدقاء العائلة أو الغرباء.

ما هي صفات المعتدي؟

- يبدو ظاهرياً مثل أي شخص عادي، فهو يلبس ويتصرف في الأماكن العامة كشخص عادي جداً. وقد يبدو في غاية التهذيب والأخلاق العالية، ويكون ذا مكانة اجتماعية عالية مثل رمز من الرموز الدينية، قائد منظمات شبابية، يعمل في مكان أو حتى عاطل عن العمل. ومن الممكن أن يكون ثرياً، فقيراً أو متوسط الحال من الناحية المادية.

أين يتواجد المعتدي؟

- يتواجد المعتدون في أي مكان. فمن الممكن أن يكون موجوداً في البيت، المدرسة، منزل الأقرباء، المحافل الدينية، الشارع أو أي مكان آخر.

ما هي حيل المعتدي للإيقاع بضحيته؟

- هناك طرق عديدة يستخدمها المعتدي في الإيقاع بضحيته وغالبها تعتمد على الخداع والحيلة والسيطرة على الطفل. وبالتالي يجب تنبيه الطفل ليكون يقظاً وحذراً. ومن هذه الحيل: محاولة التقرب والمصادقة، محاولة الإغراء باللعب أو بأي شيء آخر يحبه الطفل، محاولة التطمين المستمر، الملامسة لجس النبض وتحويلها إلى لعبة متبادلة، أسلوب القسوة المباشرة، السرية لضمان الاستمرار ولمنع العقوبة، وإظهار العجز والحاجة للمساعدة.

أين يحدث الاعتداء الجنسي؟

- أكثر الأماكن أماناً على الطفل هي أخطر الأماكن، مثل بيت الجد، وبيت الخالة، وبيت العم وغيرها من الأقارب.

متى يحدث الاعتداء الجنسي؟

- في أوقات غياب الوالدين وتركهما للطفل لمدة طويلة في أماكن معينة، كما أن الاعتداءات الجنسية تكثر في الإجازة الصيفية لكثرة الاجتماعات العائلية وانشغال الأهل عن الأطفال.

برأيك، ما هي الأسباب التي تجعل من الطفل ضحية للاعتداء الجنسي؟ وما سبب انتشار هذه الظاهرة؟

- الطفل ضحية لعوامل كثيرة، هي: الثقة الزائدة بالمعتدي، أساليب التنشئة الأسرية، المناهج الدراسية، وسائل الإعلام، نظرة المجتمع القاسية، ضعف الوازع الديني، بالإضافة إلى العوامل الأخرى.

أما بالنسبة إلى سبب انتشار ظاهرة الاعتداء فهي أسباب مجهولة وغير محددة ولكن قد يكون سببها أن المعتدي نفسه هو شخص تعرض للاعتداء في السابق، فالغريزة الجنسية تحركت فيه ويريد أن يحركها في الآخرين.

ما هو دور التربية الجنسية في حماية أطفالنا من الاعتداء؟

- تعزيز الثقافة الجنسية في الطفل تقيه من الاعتداءات الجنسية، وتساهم في حمايته من مثل هذه الاستغلالات. كما يساهم الخط الساخن الذي وضعته الحكومة في الحد من الاعتداء على الأطفال، بالإضافة إلى برنامج التكوندو الذي ساهم في تعليم الأطفال كيفية الدفاع عن أنفسهم.

كيف نحمي أطفالنا من الاعتداء الجنسي؟

- تتمثل الحماية في غرس وازع رفض كل ما لا يحبه الله، عدم السماح بأن ينام الأطفال في فراش واحد، حرص وحذر الوالدين أثناء ممارسة العلاقة الجنسية فيما بينهما، عدم السماح للخدم والسائقين بالانفراد به مطلقاً، منحه الثقة بنفسه وبوالديه، إشعاره بالأمان في أن يسأل ويعرف ويتطرق لكل الموضوعات مع والديه، حماية الطفل من مشاهدة القنوات الفضائية أو المجلات أو أية مواد إعلامية غير مناسبة، توعيه الطفل / الطفلة بضرورة أن يروي للوالدين كل غريب يتعرض له، محاولة إيجاد فرص متنوعة لأنشطة وهوايات ورياضات يمارسها الطفل من سن صغيرة ويتطور فيها، وأخيراً يجب ألا يسمح للأطفال الصغار باللعب مع الكبار والمراهقين.

ما هي العقوبة المترتبة على المعتدي؟

- لا يوجد عقوبة تذكر، فالمعتدي لا يحصل على العقاب الذي يجب أن يحصل عليه. القانون يعاقب المعتدي بالسجن 3 أشهر وبغرامة مالية بسيطة، بينما يلعب الأهل أيضاً دوراً في ذلك، فعندما ترفع قضايا الاعتداء للمحاكم يقوم الأهل بالتنازل عنها لتجنب الفضائح، ما يتسبب ببقاء المعتدي حراً يفعل ما يشاء طوال حياته. ويكون المقابل تأثر نفسية الطفل وملازمة الخوف له طوال حياته.

ما هو دور المجتمع في الحد من انتشار هذه الظاهرة؟

- المجتمع بمختلف أطرافه له دور كبير ومؤثر جداً، يتمثل في عمل ونشر البوسترات، البروشورات التوعوية، تنظيم الدورات إلى الجامعات لزيادة ثقافة الجيل القادم إلى مثل هذه الاعتداءات للحد منها مستقبلاً.

ماذا بعد الاعتداء؟

- المعالجة في حال وقوع الاعتداء، وذلك عن طريق زرع الثقة، الدعم العاطفي، وزيارة مرشد نفسي إذا استدعى الأمر.

العدد 4053 - الجمعة 11 أكتوبر 2013م الموافق 06 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:21 م

      فاطمة ر

      وحشتيني يا شيخة وايد

    • زائر 1 | 7:53 ص

      وردة البحرين

      اشكر الوسط كثيرا علي مقابلة الدكتورة شيخة الجنيد التي هي اكثر من رائعة في التوعية والاسلوب الشيق امسي عليها بالخير ويعطيها العافية لقد حضرت لها محاضرة بنفس الموضوع بنادي ام الحصم الثقافي والرياضي وكان تفاعل جدا جميل معها واتمني تكرار محاضراتها القيمة فحبي وخوفي علي الاطفال فانا ناشطة في الامور اللي تمس براءة الطفولة وحرام لا تستغل أيها المعتدي ضعف قدرته وبراءته في ان تحطمه ودمره لا والف لا وافتخر أني مرة من المرات انقذت طفل من الاعتداء وانا امارس رياضة المشي الحمدلله

اقرأ ايضاً