حين خرجت من مشاهدة مسرحية «الجلادين»، التي قدّمها مسرح الريف على الصالة الثقافية الأربعاء قبل الماضي، أخذت أبحث عن معلومات لمعرفة مؤلفها فرناندو أرابال.
عرفت أولاً أنه كاتب اسباني كان من جملة المثقفين الذين اختاروا باريس منفى لهم في الأربعينيات والخمسينيات، مثل بريخت ويونيسكو وبيكيت، فضلاً عن الفنانَين التشكيليَين العالميَين بيكاسو وسلفادور دالي. وتعرّض أبوه للاعتقال في فترة حكم الجنرال الدكتاتور فرانكو، لميوله الماركسية وتأييده للجمهوريين في الحرب ألاهلية الاسبانية في الثلاثينيات. ويجمع أرابال بين السينما والشعر والمسرح، تأليفاً وتمثيلاً.
مسرح الريف اختار أن يقدّم المسرحية تحت عنوان «المطهر»، حيث تبدأ بدخول جلادَيْن يلاحقان شاباً، وسط إيقاع موسيقى صاخبة، وفيما يبدآن يتجاذبانه بالعلم الأبيض الملتف حوله كالثعبان، انتهيا بلفّه حوله حتى تحوّل إلى كفن، ثم نقلاه في نعشٍ إلى مؤخرة المسرح.
في المشهد الثاني تقوم الزوجة بالوشاية بزوجها، وسرعان ما يقوم الجلاوزة بالبحث عنه بين صفوف الجمهور، حيث كان يجلس بينهم في القاعة الغارقة في الظلام. ومن هناك يقتادانه إلى خشبة المسرح، ويعرضانه إلى التعذيب، ثم يعلقانه على الخشبة المشابهة للصليب النازي المعقوف... حيث تبدأ وصلة جديدة من التعذيب والجلد بالسياط. وتأتي الزوجة الخائنة لتسخر من الزوج المعذّب على الصليب، في مشهدٍ يصوّر نفسيةً ساديةً مريضةً، تتلذذ بإيقاع العذاب على الآخر، فيصيح بها تارةً: «أيتها القنفذ»، وتارة «أيتها الحيّة الرقطاء».
إنه صراعٌ بين المواطن العربي والسلطات الحاكمة، وما يرافقه من انحيازات الفئات المتمصلحة من أوضاع الفساد. إلا أن الصراع الأكبر يجري بين الشقيقين، وهما يريان أباهما (الوطن) مصلوباً يُعذّب، ويُمزَّق لحمه تحت السياط. أحدهما ينحاز إلى الأم الخائنة وتبريراتها المتهافتة، والآخر يتشبث بأبيه الصامد على الصليب. إنّها لحظة تمزيق الوطن، حيث ينحاز أحدهما إلى الأرض، وينحاز الآخر إلى مصلحته الآنية بطريقةٍ عمياء.
إنها رؤيةٌ فنيةٌ تختزل الواقع الاجتماعي الذي تفجّر في عددٍ من البلدان العربية، بعد ثورات الربيع العربي وما تلاها من ثورات مضادة، حيث شهدنا انحياز بعض الفئات إلى قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، فيما تمسّكت فئاتٌ أخرى، بأغلال التبعية والقبول بالكرامة المنتقصة والاستعباد. والفاجعة أن من بين هؤلاء مثقفون وكتّاب، تحوّل بعضهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
الربيع العربي، الذي حمل -ومايزال- الكثير من الآمال بالتغيير وإن ارتفعت كلفته، تمثل في هذه الأسرة (الوطن)، التي تمزقت بفعل تضارب المصالح والأهواء. فإذا كان الوالدان (الجيل الحالي) انفصمت علاقتهما بفعل الوشاية والتحريض، فإن الأخطر هو ما سيجنيه الجيل التالي، من تيه وضياع.
مثل دور البطولة الفنان يحيى عبدالرسول، وأجادت الفنانة ريم ونوس تقمص دور الأم تماماً، فيما تقمص الشابان فيصل العريض وفاضل عباس دور الجلادَين. وحين صعد الجمهور إلى خشبة المسرح في نهاية العرض لتحية الممثلين، قلت للممثلة مداعباً: «أيتها الحيّة الرقطاء»، فردّت بابتسامةٍ قائلةً: «في كلّ عرض كان (الأب) يناديني باسم حيوان آخر خارج النص»! أما الجلادّان فخاطبتهما قائلاً: «لقد قتلتماه... حتى السوط تمزّق»، فردّ أحدهما ضاحكاً: «لا عليك... كان السوط من الورق وهو لا يؤذي»! لقد خُيّل إليّ لوهلةٍ أنهما يضربانه بوحشيةٍ بربريةٍ كما يفعل الجلادون الحقيقيون في أقبية السجون.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4052 - الخميس 10 أكتوبر 2013م الموافق 05 ذي الحجة 1434هـ
ما اكثر الجلادين
ما اكثر الجلادين
والله من ورائهم محيط
تقدر
تقدر اتقولى الداخليه ويش استفادة من التعذيب هى اتخدته لاسكات الاصوات هل سكتت الاصوات لا والف لا لن نتنازل عن حقوقنه الشرعيه الى اخر نفس نملكه وهيهات منه الذله والله ياخد الحق
مخلص المسرحية الواقعية والمسرحية التمثيلية هو نزع الرحمة
أخطر ما يمرّ على بني البشر هو انتزاع الرحمة من القلب وتعويذ النفس على ارتكاب ابشع الاعمال من دون ان يكون هناك رادع من نفس او ضمير
موقف الجلادون امام ربّ العالمين
كمسلمين نعتقد وندين الله بأن الله يغفر كل الذنوب ولك هل يغفر الذنوب المتعلقة بدماء الآخرين وتعذيب خلق الله. نحن نعرف ان من الحقوق لا تغتفر الا بصفح صاحب الحق حيث يترك الله مصير الجلاد بيد ضحيته. وكما هو متعارف لدينا ان حتى الشهيد تسقط كل ذنوبه الا حقوق الناس عليه لذلك الامام الحسين ع لم يقبل ممن التحق به الا بتصفية ذممهم والتحلل ممن لهم حقوق عليهم ثم يمكنهم الاستشهاد بين يديه
يقال ياريال كما يقال يارجل وصل الى القتل والتعذيب ولكن
يقال قال جحا أن الله قال لا تعتدوا كما قال لا تجسسوا و(...) هنا في البحرين يقال في دستور المملكه أن الناس فيها مسلمون كما مساواه والناس أمام القانون متساوون. يعني الجلاد ما إعتدى على المتهم وضربه؟ أو من عذب الناس حتى الموت أليس قاتل؟ (ومن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعا). قال هنا قرعويه أكيد في المحاكم مفتين فتنتهم الدنيا وصاروا يخيطون نصوص ليس فيها قانون لكن يقولون قانون. يعني بالمصري أنون بدون عيون. أعمى أو أعور على العميان باشا من مصر؟
نعيش فصول مسرحية مرعبة ولكن رعبها سينعكس
نحن نعيش فصول مسرحية مرعبة جدا ولكننا لسنا متشائمين بل نحن متفائلين جدا بأن نهاية المسرحية ستكون درسا للجلاّدين. في عمرنا القصير رأينا مسرحيات مرعبة ورأينا ابطال الرعب في اشدّ حالات الرعب والخوف عندما بلغ بهم الحال ... هذا كلام قد يعدّه البعض خيالا ولكن من يقرأ القرأن بتدبّر ويقرأ التاريخ بتدبّر يرى ان ابطال الرعب هم آخر من ينكوي به وان لله سنة في خلقه تطال اشد العتاة
التاريخ يعيد نفسه شكرا سيد
كنا نقول في ايام الطفولة كيف عاش ابائنا في هذا الهوان و الذل و الان اليوم كلأمس
في الصميم
لا أقصد برنامج في الصميم ولا كن أقصد مقال السيد
مسرحية المطهر
حضرت المسرحية وحقا كانت رائعة في أدائها كبيرة في معانيها
الواقع المر
ما نعيشه ليس مسرحية بل من افضع افلام الرعب التي انتجتها العقول المتحجرة والمنزوعة الرحمة فتبا لها وبعدا ولعمرك هم بأفعالهم المشينة يختارون الأسلوب التى سينتقم به منهم عاجلا أم آجل في الدنيا قبل الآخرة ومقولة الصحبي ابن جبير مع الحجاج ليست عنهم ببعيدة وكما قالها الن جبير لذاغية زنانه الحجاج نقولها لهم وذلك يوم يعض الظالم على بديه ولات ساعة مندم.