الربيع العربي لم ينتهِ بعد، والخريف العربي الذي يأتي ضد طبيعة البشر لن يمكث في الأرض، قطار التغيير في المنطقة العربية انطلق ولا سبيل إلى إيقافه على الإطلاق.
لن تمر ثلاثون عاماً إلا وقد تبدّلت الأرض العربية غير الأرض. كل ما ترونه راسخاَ ثابتاً كالجبال الآن سيتغير. الدول والجمهوريات والوجوه كلها ستتغير. سيكون هناك مشهد جديد، ربما لن يبصره جيلنا، لكن أبناءنا سيعيشونه خيراً وحريةً وكرامةً في عموم بلدان العرب.
المعاناة اليوم، وسيل الدماء، وأعداد الضحايا والمعذّبين، والمنافي والسجون والمعتقلات التي تعلي أسوارها، كلها ستكون تاريخاً بعد ثلاثين عاماً أو أقل، سيقرأها من يأتون بعدنا كصفحات سوداء، كما نقرأ اليوم عن سجن المهاتما غاندي في سجون الاستعمار البريطاني؛ وكما قرأنا عن سجن مارتن لوثركنغ بسبب معارضته للقوانين العنصرية في قلب الديمقراطية الأميركية؛ وكما قرأنا عن سجن مانديلا الذي ثار ضد نظام «الأبارتهايد» في جنوب أفريقيا.
قطار التغيير في المنطقة العربية انطلق ولا سبيل لإيقافه، والربيع العربي أسقط حواجز الخوف، ولم يعد الجيل الجديد يقبل بما قبل به الآباء من سقف واطئ للكرامة والحريات. فهذه المطالب الإنسانية التي سبقتنا إليها شعوب الأقاليم الأخرى، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، هبّت رياحها على هذه المنطقة التي دانت واستكانت للطغاة طوال أحقاب.
المنطقة الآن تمر بمخاض عسير، حتى في الدول التي شهدت انتفاضات الكرامة العربية، وما تشهده من ثورات «مضادة»، وفشل حركات الاسلام السياسي في مصر وليبيا وتونس، وانهيار التيارات المنافسة لها أخلاقياً بعدما أبدت استعدادها للتحالف مع الشيطان أو العسكر. سنتان فقط كانت كافيةً لكشف تحلّل أحزاب المعارضة العربية التي كانت تطرح نفسها بديلاً للدكتاتوريات. كانت خيبة أمل كبيرة للشعوب في هذه الفترة الانتقالية، لكنها كانت درساً بأن هذه الأحزاب بقياداتها الهرمة، أصبحت من الماضي، ومن الصعب أن تكون جزءًا من إشراقات المستقبل. طوال عامين ظلّت هذه القيادات البائسة تتقاتل على السلطة كالديدان النهمة، في مصر وتونس وليبيا، والحال نفسه في اليمن ومن قبله العراق.
الذين يطربون للحديث عن «الخريف العربي» اليوم، لا ينظرون إلى المستقبل، ولا يحسنون قراءة التبدلات الكبرى. فالولايات المتحدة الحليفة تلملم أذيالها في هذه اللحظة التاريخية للانسحاب من المنطقة، ولو مؤقتاً، في ظل بروز قوى سياسية منافسة تفرض توازنات جديدة. والنفط الذي طوقت مناطقه بمئات القواعد العسكرية، وقادت من أجله حروباً وانقلابات، ستصبح من الدول المصدّرة له من العام المقبل. المعادلة التي حكمت تحالفاتها وصداقاتها لأكثر من ستين عاماً، تتبدّل الآن، وهي أحد أسباب انتشار حالات الفزع والهلع في بعض الأوساط، حتى بتنا نسمع دعاة الزواج الكاثوليكي مع «إسرائيل» دون حياء.
المنطق يشير إلى أن الحماية التي عجزت عن توفيرها القوة الأميركية العظمى، لن يوفّرها الارتماء في أحضان ابنتها الصغيرة المذعورة -هي الأخرى- من هذه التغيرات. لقد قالها الإسرائيليون من قبل ثلاثين عاماً: «لقد بدأ عصر الظلمات لإسرائيل»، وهم خير من يجيدون قراءة المستقبل، وأفضل من يرصدون الأفق حين تحوطه الظلمات.
إن من سيرسم خارطة طريق المستقبل ليست الولايات المتحدة ولا «إسرائيل»، وإنّما الشعوب العربية الفتية، التي يمثل الشباب 70 في المئة من طاقاتها. الربيع العربي بدأ تواً... لا تستعجلوا، الطريق طويلٌ، وهذه هي مجرد البدايات.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4051 - الأربعاء 09 أكتوبر 2013م الموافق 04 ذي الحجة 1434هـ
احسنت
احسنت يا سيد قاسم على هذا المقال الرائع رحم الله والديك وجزاك خير
بريد الشوق
نتوق لهذه اللحظة و سوف تأتي بإذن الله فالظلم لا يدوم و الظالم يومه قريب
بريد الشوق
نحن نعيش حالة الوعي
من يرى النور لا يمكن ان يستكين للظلام. نعم عبارة في محلها اذ اشباب المسلم بجميع اطيافه سوى كان من اطائفة السنية الكريمه ام من الطائفة الشيعية قد عرف النور النور ( وهي الحرية ) فلا يستطيع ان يعيش في الظلام ( وهو الاستبداد ) الوعي السياسي لذا شباب وصل الى ابعد الحدود
اتمنى وان كنت اشك بعيشي ذلك اليوم الذي اراه واقعا
بدء قطار التغيير ولن يقف وأن كنت أتمنى أن ارى ذلك اليوم وان يطول الله في عمري وعكرمة وأن يحدث ذلك في مدة أقصر قد نحلم قد يرانا البعض واهمين ستأتي رياح التغيير مايرفض الآن ممن يحسب نفسه هو القوي سيرفضه من يحسب هو الضعيف التغيير أتى ستكون تضحياته كبيرة ومن ورط االإقليم هو الذي استخدم كل الأساليب العنفية للفتك فورط الجميع.
يقال الخوف يقطع الجوف أو يمكن يخلي البعض في حالة عمى أو لا وعي!
يقال في العجلة الندامه كما يقل العجله والسرعه من الشيطان. فقرارات إتخذت ضد شعب من قبل جهات إدعت أنها ذات إختصاص لكنها غير مهنيه وليس عندها ما يثبت أنها جهة مختصة. قال جحا يمكن إستعانوا بالأجانب – يعني مستشاري أمني اليوم في خطر محدق بهم وارد. فبراهين لا تحتاج الى دليل أي مبينه وموضحه تماما وبالضبط. فالإدانه ليست كما التهم. فالتهم قد يكون مبنية على باطل بينما ألإدانه مبرهنه ولا تحتاج الإ لمعاقبة مرتكبي جرائم وليس المتهمين. يعني من مول الإرهاب في سوريا ما عليه خوف يعني متجارم على عمره. اليس كذلك؟
متأكد ليس اسرائيل عقلك وقلبك يقولان هكذا
متأكد ليس اسرائيل عقلك وقلبك يقولان هكذا
مشاكل العالم
مشاكل العالم كلها ورائها ايران من الشرق الى الغرب و من الشمال الى الجنوب اذا تخلصنا من ايران سيكون العالم خالى من المشاكل و نحن ننتظر هذا اليوم
عقول عبقرية
هذا نفس كلام بيغين ونتنياهو وبيريز. شكراً على هذه العبقريات
ايران ايران ايران ايران ا
وانت الصادق ايران هي سبب مصائبنا وبلاوينا
ايران هي سبب الفقر في العالم
ايران هي سبب الحربين الاولى الثانية
ايران هي سبب تغير المناخ
ايران هي سبب دفن البحر
ايران هي سبب طمس الهوية البحرينية
ايران هي من سرقة الاراضي
ايران هي سبب قلة محصول الزراعة
ايران هي سببب توجيع الشعب البحراني
ايران هي طائفية وماشتغل البحارنة في الجيش
ايران هي من فصلت الشعب من اعماله
ايران هي سبب نكست مصر
ايران هي سبب احتلاال فلسطين
ايران هي
ايران ايران ايران ايران ايران ايران ايران ايران ايران ايران
قال نبينا الأكرم ص(لو كان الايمان بالثريا لتناولته اكف _اقوام- من فارس)
ما تتمناه هو عكس ما بشّر به الرسول الأعظم والحمد لله هاهي نبوأة النبي تتحقق شيئا فشيء وانت وامثالك ستدركهم الحسرة ويموتون كمدا وغيظا
نظرة بعيدة
انت تنظر إلى بعيد. تنظر الى المستقبل وتأخذ العبرة والدروس من التاريخ. غيرك لا يرى ابعد من موقع نعاله لذلك يسب ويشتمر كالمسطول الغائب عن الوعي.
قطار التغيير بدى يتحرّك ولن توقفه عصي المعطّلين
الشعوب بدت تشعر وتتحسس لكرامتها وما إن تعرف قيمتها البشرية وان الله خلق الناس سواسية وان حكم البشر وحكم الدول ما هي الا وظيفة كباقي الوظائف تخضع للمؤهلات والاستقامة والا فليرحل عنها من يحاول استغلالها لصالحه وصالح اتباعه فسوف لن يجد هؤلاء مكانا لهم في نهاية طريق القطار. الامم الأوروبية وغيرها مرّت بما تمرّ به بلادنا وكان هناك من وضع العصي في الدولاب كي لا يتحرّك القطار ولكن هؤلاء(واضعي العصي) وجدوا انفسهم على مزابل التاريخ
زمن التغيير
امواج و عواصف التغيير نخو الحرية و الكرامه انطلقت و لن تتوقف و هؤلاء حقبة الانظمة القمعية الاستبدادية مكانها مزابل التاريخ و الخزي و العار ...
شكراً لكم أستاذ قاسم حسين على المقال الرائع
منصورين و الناصر الله
اللي فيه بطحه خل يتحسسها حساس
الشعوب مستضعفة والصبر قد نفذ وان طال الزمان فلابد لكسر الحاجز الذي يختبئ ورائه ذلك المستبد المستعبد للشعب ورميه في سلة القمامة مع اعدامه هو وقمامته لا ابالغ حينما ااستخدم هذه الاوصاف لان قلوب الشعوب المستضعفة قد امتلئة بالكراهية الا نهاية لها تجاه هؤلاء الحكام المستبدين ، واللي فيه بطحة خل يتحسسها حساس..
اهم شي
الربيع احيا الامل والقدرة على التغيير
فقط أضف
فشل الاسلام السياسي في مصر و ليبيا و تونس و ايران .......هل ممكن
آه سيد
سيدنا متى سنشهد هذه اللحظة التاريخية لقد هرمنا ها أنا في الستين
يالله يا منتقم
يا سيد ذهبت بعيد 30 سنة، ما هي إلا أشهر وسترى العجايب - إن الله يدافع عن الذين آمنوا والحمد لله رب العالمين
المصلي
ما اروع طرحك هذا اليوم سيدنا الغالي وانا بدوري أعقب على مقالك الرائع من كتاب الله المقدس القرآن العظيم شرفه الله قال تعالى ( ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) القصص5 وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال (لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها) فعلينا جميعاً بالدعاء قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ( الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض) فالدعاء يبعث في النفس قوة الإيمان والعقيده وروح التضحية في سبيل الحق ولذة مناجاة الله تعالى
صباح الخير سيد
جدا متفائل, ليش لا. كلشي يجوز ولاكن لاتنسي ياسيدنا كل الى تكوله يحتاج الى بنيه قويه ليتحقق محو الاميه مثلا
صحيح كلامك
منطقي
ان بعد العسر يسرا.
من يرى النور لا يمكن ان يستكين للظلام. مهما عانت الشعوب التواقة للحرية من ظلم وجور وخذلان من المتمصلحين لن تتوقف حتى تصل لمبتغاها، فهي تعرف ان مهر الحرية غالي.
أمل
المقال حالم.. ولكننا نحيا بالأمل
ليس حالم بل واقعي تماماً
مقال قاسم حسين ينظر إلى بعيد. كما كان ينظر غاندي، وكما كان ينظر مانديلا.هذه سنة الله في عباده. فقط انتظروا إنا معكم من المنتظرين.
واقعي وليس حالم إطلاقاً
بالعكس انا اشوف طرحه واقعي وليس حالم. والكاتب استشهد بنماذج واقعية قريبة مثل غاندي ومانديلا ولوثركنغ كلهم تحققت أهدافهم في الحرية والمساواة والعدل للجميع.
نعم ... ولا بد أن يستجيب القدر
مهما عمل الظالمون من مكر ومكائد , فأنهم لن ... ولن يقفوا أمام الإعصار الهادر للشعوب التي قاست أصناف من الظلم والإستبداد ... وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في الحياة ( ولن تجد لسنة الله تحويلا ...... ) ( ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وتوفنا مع الأبرار )
اصبت سيدنا
هذا زمان الشعوب المستضعفة.
اهذا خطاب ام مقال سيدنا
مقالك اشبه بخطاب لشحذ الههم وليس مقال
الساحة الفسيلوجية ايقضت الانسان العربي
لو كنت انت متابع للتصريحات جيدا لساحة لفهمت القصد
لو امعنت في الخطاب لفهمت المقاصد.
خطاب السيد ليس لشد الهمم بل واقع سوف نعيشه نحن .
واختلف مع السيد بانه الجيل القادم سوف يشهد التغير بل نحن ماسوف نشهده ومايحدث الان هو استراحة موقته للانطلاق لاخر جولة من الربيع الشعبي النضالي .
الفطرة الفيسلوجية لدي الانسان العربي الخامل قداستيقضت وعقاربها لن تتوقف
حتى تصل الى ساعة الزمن المحددة .ان الكواكب لها تاثير على المشرق والمغرب وتصيب الانسان وهذه اسرار لا يفقها الا العلماء وتوقف ساعة الصفر تقارب 3 سنوا