العدد 4051 - الأربعاء 09 أكتوبر 2013م الموافق 04 ذي الحجة 1434هـ

فيروس «كورونا» وتوسعة الحرمين يخفِّضان أعداد الحجاج

أدت المخاوف من انتشار فيروس «كورونا» بين الحجاج في السعودية وأعمال التوسعة الضخمة القائمة في الحرمين المكي والنبوي إلى خفض أعداد الحجاج خلال الموسم الحالي، الذي يبدأ الأسبوع المقبل.

وأدى فريضة الحج، الذي يتجمع فيه أكبر عدد من المسلمين في العالم، نحو 3.1 ملايين شخص العام الماضي، بينهم 1.75 من الخارج، ويبدأ موسم الحج السنة الحالية في 13 الشهر الجاري لمدة خمسة أيام.

وقررت السلطات السعودية في يونيو/ حزيران الماضي خفض عدد الحجاج المسموح لهم بأداء الفريضة هذه السنة بسبب أعمال التوسعة.

وقال وزير الحج بندر الحجار: «إن عدد حجيج الخارج سيتم تخفيضه بنسبة عشرين في المئة، ومن داخل المملكة بنسبة خمسين في المئة».

كما بدأت الحواجز الأمنية المؤدية إلى مكة التشدد في طلب تصريح الحج من الركاب منعاً للازدحام والافتراش، بحيث بلغ عدد المصرح لهم بالحج من الداخل نحو سبعين ألفاً فقط حتى الإثنين الماضي.

وأكدت مصلحة الجوازات أن أعداد الحجاج القادمين إلى المملكة من جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية بلغ مليوناً و165 ألفاً حتى صباح الإثنين الماضي.

وجهزت السلطات الصحية 25 مستشفى بسعة 5250 سريراً لمواجهة أية حالة طارئة، بالإضافة إلى مئات المراكز الطبية.

وكانت وزارة الصحة حضّت كبار السن والمصابين بمراض مزمنة على تجنب أداء مناسك الحج في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا»، الذي أدى إلى وفاة 49 شخصاً وإصابة 117 آخرين في المملكة منذ سبتمبر/ أيلول 2012، لكن موسم العمرة لم يشهد أي إصابة بهذا الفيروس بحسب وزير الصحة عبدالله الربيعة.

يذكر أن موسم الحج تعرض في الماضي لمخاطر انتشار فيروس «سارس» العام 2003 وإنفلونزا الطيور العام 2009، لكن الفارق الكبير هذه المرة يكمن في أن السعودية هي الحاضنة الرئيسية لمتلازمة شرق المتوسط أو فيروس «كورونا». كما شددت السلطات المعنية على الحجاج بضرورة وضع الكمامة تجنباً لالتقاط الفيروس الذي ينتقل عبر الهواء.

وبالإضافة إلى المخاوف من انتشار فيروس «كورونا»، أثارت السلطات مسألة التوسيع الضخمة في الحرمين المكي والنبوي في المدينة المنورة إلى الطلب من الدول الإسلامية تخفيض أعداد حجيجها.

وستضيف أعمال التوسعة 400 ألف متر من المساحات وسترفع القدرة الاستيعابية للحرم المكي إلى 2.2 مليون شخص في الوقت ذاته. وتصل القدرة الاستيعابية للحرم حالياً إلى 1.5 مليون شخص.

والحصة المخصصة لكل بلد مسلم محددة عموماً بألف حاج لكل مليون نسمة من السكان.

وعلى سبيل المثال، تراجع عدد الحجاج من إندونيسيا، أكبر بلد مسلم في العالم، من 211 ألفاً إلى أقل من 169 ألفاً.

وعلق متحدث باسم وزارة الشئون الدينية في جاكرتا، قائلاً لـ «فرانس برس»: «لقد فوجئنا بشدة بقرار السعودية».

وتؤكد الرياض أن قرارها خفض أعداد الحجاج سيبقى سارياً إلى حين الانتهاء من مشاريع التوسعة العام 2015. وسيجري موسم الحج الحالي ضمن مناخ عدم استقرار سياسي إقليمياً في ظل استمرار النزاع في سورية وأعمال العنف في مصر. وحذرت السلطات السعودية المعنية، الدول التي وقعت مع وزارة الحج اتفاقيات تمنع تسييس هذه المناسك. وأوضحت أن «الاتفاقيات التي وقعت مع المملكة تمنع تسييس الحج أو استغلاله في مسيرات ومظاهرات الخروج من النسك صوب أمور أخرى لا علاقة للفريضة بها».

وقد قررت في يونيو الماضي منح المعارضة السورية صلاحية قبول طلبات السوريين الراغبين في الحج بعد أن كانت منحت تأشيرات الموسم الماضي من دون الاتفاق حولها.

العدد 4051 - الأربعاء 09 أكتوبر 2013م الموافق 04 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً