العدد 4050 - الثلثاء 08 أكتوبر 2013م الموافق 03 ذي الحجة 1434هـ

القطن الرّوسيّ في قلب منامة السّياحة ينطلق بأولى فعاليّات فصل السّياحة البيئيّة

من بلاد البرد والثلج، روسيا... جاءت إلى المنامة عاصمة السّياحة العربيّة 2013 قطع فنّيّة نادرة ومميزة، شكّلت من القطن إيقاعها الدّاخلي، ومن الجمال والألوان شيئاً من الابتهاج الذي يبدو بهيئة بصريّة جميلة وملمسٍ مختلف، وقد بدا ذلك بشكل منسوجات وملبوسات احتضنها "معرض النّسيج الرّوسيّ: القطن المطبوع من الزّخارف التّقليديّة إلى التّصاميم الدعائيّة السوفيتيّة"،

حيث دشّنت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة المعرض الرّوسيّ بمتحف البحرين الوطنيّ مساء اليوم الأربعاء (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، وسط حضور رسميّ ودبلوماسيّ، إلى جانب المهتمّين بالتّراث الشّعبيّ والإنسانيّ، وذلك كثالث معرض يُقام بالتّعاون مع متحف الفنون الشّعبيّة التّطبيقيّة في العاصمة الرّوسيّة موسكو، ضمن المذكّرة الثّقافية التي وُقّعت ما بين البلدين بالتّنسيق ما بين وزارتيّ الثّقافة البحرينيّة والرّوسيّة والسّفارتين الرّوسية والبحرينيّة في كل بلد.

وأوضحت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة أنّ هذا المعرض يجسّد الانطلاقة الأولى لفصل السّياحة البيئيّة في المنامة عاصمة السّياحة العربيّة للعام 2013م، بملمس وذاكرة النّسج الطبيعيّ الذي يستوحي جماليّاته وطرازه من بيئته القريبة، وأشارت إلى أنّ النّسيج الذي جاء به المعرض يجسّد حالة جماليّة مكثّفة تشرح إرث الأوطان وأحلامها، وأنّ الدّور قد حان لجمهوريّة روسيا كي تبعث هي الأخرى بقوافلها التي تعبر طريق المنامة، وتنسجم مع ذاكرة الماضي وتاريخ الأسواق التي كانت تهتمّ بمثل هذه المصنوعات اليدويّة والحضاريّة، مبيّنةً أنّ هذا اللّقاء هو ملمسُ القلبِ إلى القلبِ، والطّريق ما بين ثقافتين وحضارتين، يزهرُ على أرض المنامة، بعد أن حمل طريق اللّؤلؤ في سبتمبر 2013م "اللّؤلؤ في الخليج العربيّ: 5000 عام من حياة الغوص واللّؤلؤ في البحرين" إلى متحف الفنون الشعبيّة التطبيقيّة في موسكو و"معرض الفنّ البحرينيّ المعاصر: آفاق جديدة" في غاليري زوراب تسيريتيلي.

وهناك، على مقربة من قارّتين مختلفتين، وثقافتين مغايرتين، حمل المعرض بين طيّاته نماذجَ من النّسيج المطبوع في أواخر القرن السّابع عشر وحتّى القرن العشرين، كما تدلّت من بين لوحات المعرض وفساتينه مجموعة خيوط قطنيّة، في تقاطع فنّيّ وإنسانيّ لحرفة النّسيج. وفي المعرض ذاته كانت هناك تشكيلة من الزّخارف اليدويّة التي تشكّلت بواسطة قوالب خشبيّة منقوشة. ولإشباع فضول العين التي تريد أن تلتهم الفنّ والألوان، فقد كانت تلك القوالب حاضرة أيضاً، يمكن ملامستها والتقاط الصّور التّذكارية معها، جنباً إلى جنب مع الفساتين الرّوسيّة الاحتفاليّة والتي جاءت من عدة محافظات بينها موسكو وريازان.

يُعتَبر معرض "النّسيج الرّوسيّ" الأوّل من نوعه بعرضِه لقطع قطنيّة نادرة الظهور، والتي تمثّل أجمل وأدقّ التّصاميم القطنيّة. ويهدف إلى فكّ رموز التّطوّر التّاريخي للطّباعة على النّسيج وتقديمها للجمهور على أنّها فنّ متكامل ومستقلّ بذاته ظهر في سياق فنون الزّخرفة على النّسيج، التي يعتبرها البعض فخرًا روسيًّا ارتبط بشكل قريب بالتّراث المحليّ للطّباعة اليدويّة على القماش باستخدام القطع الخشبيّة والحجريّة. هذا النّوع من الطّباعة شهد تطورًّا متسارعًا برز من خلال ظهور العديد من مصانع الطّباعة على النّسيج في موسكو، والتي سرعان ما احتلّت مكانةً عاليةً في سوق المنسوجات بفضل براعة التّصميم وجماله، إضافة إلى تعدّد خطوط الإنتاج وقلّة التّكاليف.

تُركّزُ منسوجاتِ معرض "النّسيج الروسي" على تطوّر الطّباعة التّقليديّة على النّسيج في فترة القرن السّابع عشر، التي تميّزت بتصاميم خياليّة تعبّر عن ثقافة المجتمع الروسيّ المحليّ والريفيّ، وتقارنها بمنسوجات عام 1930م التي طُبِعت في عهد الاتّحاد السوفييتيّ، حيث استُخدمت كوسيلة من وسائل الدّعاية السياسيّة باحتوائها على شعارات ورموز الاتّحاد، إضافة إلى رفضها للزّخرفة التقليديّة والمحليّة.

تحدر الإشارة، إلى أنّ المعرض يفتح أبوابه لعشّاق الطّباعة التّقليديّة والتّصميم على القماش ومحبّي الثّقافة الرّوسيّة حتّى 8 ديسمبر 2013م في متحف البحرين الوطنيّ.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً