أكد وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي إن مملكة البحرين خطت خطوات رائدة في مجال الاسكان والتنمية الحضرية من خلال تبني سياسات ريادية في مجالات التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والتي تهدف إلى تحقيق الأداء الحضري المتميز وبتسهيل المشاركة المجتمعية وبإدماج منظمات المجتمع المدني في حركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مملكة البحرين.

وقال في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للمستوطنات البشرية "الموئل" أن وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني على استغلال هذه المناسبة الدولية لإبراز جهود الوزارة والمملكة في تحقيق رؤية الأمم المتحدة بمجال المستوطنات البشرية.

وذكر الوزير أن مشروع القطار الخليجي في البحرين سيمر على مرحلتين إذ تشمل المرحلة الأولى ربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية، فيما تشمل المرحلة الثانية ربط البحرين مع دولة قطر من خلال جسر المحبة والذي من المزمع إنشائه خلال الفترة القادمة.

ومايلي نص الكلمة:

اليوم العالمي للمستوطنات البشرية "الموئل" الذي خصصته الأمم المتحدة من خلال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يعكس مدى اهتمام الأسرة الدولية بالتنمية الحضرية المستدامة ورغبتها في الارتقاء إلى عالم تسوده التنمية الشاملة مع الحفاظ على البيئة والموارد من الاستنزاف.

هذا العالم الذي نطمح له جميعا بالتعاون المشترك والتركيز على استخدام أفضل الأساليب العلمية الحديثة يمثل هما تتشاركه جميع الدول ومنها مملكة البحرين باعتبارها جزئا من هذه الأسرة الكبيرة.

لقد خطت المملكة خطوات رائدة للامام في مجال التنمية الحضرية في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر الذي نال في العام 2006 جائزة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية نتيجة لجهوده الجبارة في مجال التنمية الحضرية في البلاد، وقد أطلق سموه أيضا "جائزة الشيخ خليفة للمستوطنات البشرية" وذلك إيمانا من سموه بأهمية تحفيز ودعم الجهود الدولية المبذولة من أجل رفاهية الإنسان وتوفير مقومات الحياة الكريمة له.

كما تحظى هذه البرامج بالدعم المستمر من ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

ويحتفل العالم هذا العام برعاية من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بيوم الموئل تحت شعار ( النقل الحضري ) إيمانا بدور وأهمية وسائل المواصلات والطرق في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة لمستقبل الأجيال.

إذ نحرص في وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني على استغلال هذه المناسبة الدولية لإبراز جهود الوزارة والمملكة في تحقيق رؤية الأمم المتحدة بمجال المستوطنات البشرية.

لقد عملت الوزارة وضمن معطيات برنامج عمل الحكومة والمخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني لمملكة البحرين 2030 ومن خلال المخططات العمرانية التفصيلية التي يتم اعدادها بالتعاون مع الجهات المعنية على إنشاء المجتمعات الجديدة المتكاملة بخدماتها وطرقها وتخصيص الأراضي الملائمة فيها للمشروعات الإسكانية والخدمات والمرافق العامة بما يحقق رفاهية الأجيال الحالية والمستقبلية.

وتحتل شبكة النقل والمواصلات كأحد الاستراتيجيات التنموية ضمن معطيات المخطط الهيكلي الاستراتيجي حيزا كبيرا في هذه المخططات باعتبار أنها الاساس الذي تبنى عليه حركة التنمية الحديثة مع ما يستلزمه ذلك من تطوير للأنظمة والإجراءات واستخدام التقنيات الحديثة وأنظمة نظم المعلومات الجغرافية وهو ما يصب في سياق الرؤية العالمية ليوم الموئل لهذا العام .

لقد عملت الوزارة وبالتعاون مع الوزارات الأخرى على الانتهاء من تخطيط مسار مشروع القطار الخليجي المشترك الذي سيمثل في حال الانتهاء منه نقلة نوعية تاريخية في مجال التنمية الحضارية المشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبوابة للتكامل الاقتصادي، إلى جانب تسهيله لحركة المرور والتنقل بين مواطني دول المجلس، تمهيدا لتوسيع هذا التعاون مع مختلف الأقطار حول العالم.

وقد قامت اللجنة الوزارية الخاصة بتحديد وتنفيذ المسار النهائي لسكة حديد دول مجلس التعاون في الجزء المار في مملكة البحرين بعقد اجتماع مع الشركة الاستشارية المكلفة بدراسة أفضل الطرق لتحديد مسار القطار الخليجي والذي يربط مملكة البحرين بباقي دول مجلس التعاون.

وحسب الدراسة المقدمة فإن مشروع القطار الخليجي في مملكة البحرين سيمر على مرحلتين حيث تشمل المرحلة الأولى ربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ، فيما تشمل المرحلة الثانية ربط البحرين مع دولة قطر الشقيقة من خلال جسر المحبة والذي من المزمع انشائه خلال الفترة القادمة.

ومن المؤمل الانتهاء من تحديد المسار النهائي للقطار الخليجي مع نهاية العام الحالي حيث أن المخطط الهيكلي الاستراتيجي لمملكة البحرين والرؤية الاقتصادية 2030 جاءت منسجمة مع مسارات القطار الخليجي إذ أن المخطط الهيكلي أسهم بشكل كبير في تسهيل مهمة الشركة الاستشارية في تحديد المسارات كون الهيكل الاستراتيجي حدد خطوط المواصلات الحالية والمستقبلية.

كما رسمت استراتيجية النقل والمواصلات افاق الربط الحضري بين المجتمعات التنموية في المملكة بحيث تلبي احتياجات النمو العمراني السكاني الحالي والمستقبلي .

لقد خطت مملكة البحرين خطوات رائدة في مجال الاسكان والتنمية الحضرية من خلال تبني سياسات ريادية في مجالات التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والتي تهدف إلى تحقيق الأداء الحضري المتميز وبتسهيل المشاركة المجتمعية وبإدماج منظمات المجتمع المدني في حركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مملكة البحرين .

ولقد مضت الوزارة قدما ومن خلال برنامج التنمية الحضرية الذي تم التأكيد عليه كأحد المبادرات الأساسية ضمن الإستراتيجية الوطنية للبلاد في تنفيذ مجموعة من البرامج الهادفة للارتقاء بالوضع الحضري للمناطق.

وقد أسهمت باكورة هذه المشاريع من التشجير والتجميل وإنشاء الحدائق والمنتزهات والساحات الشعبية ومضامير المشي وبرنامج تنمية المدن والقرى والإشراف على تنفيذ مشروع البيوت الآيلة للسقوط والتطوير الحضري للمناطق القديمة واستملاك المساحات اللازمة للتنمية، من الارتقاء بالبيئة الحضرية لبعض المناطق وتحقيق التجانس الحضري بين التكوينات العمرانية المختلفة كأحد أهدافنا الاستراتيجية.

ونحن نحتفل بهذه المناسبة العالمية، نستعرض بكل فخر واعتزاز ما حققته مملكتنا العزيزة من انجازات رائدة في مجال التنمية الحضرية، ونؤكد المضي قدما في تحقيق شعار الموئل هذا العام (النقل الحضري) في ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة للتخطيط لمستقبلنا العمراني وبدعم من المجالس البلدية والجهات المعنية ووسائل الإعلام والصحافة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني .