العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ

بعشرة عروض... الصواري يعبر أمواج الحلم بمجاديف الشباب

أخيراً أبحر الصواري بعروضه العشرة، حين راهن على مجاديف الشباب بإحياء مهرجانه والعبور لحلمه المسرحي، واستطاع أن يحشدهم في فسحة من الإبداع. وعلى مدى أسبوعين من 27 سبتمبر/ أيلول حتى 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفي عتمة الصالة الثقافة راحت تتماوج همم شبابه، بين مسرح داخل المسرح في «الزومبي»، وتقديم أمثولة زارع السم آكله في «أنا الجاني»، وحشد المتناقضات والتصالح مع فكرة الموت في «سيد الجماجم»، والصراع مع الغريب في «العربة»، وكذلك «قفص مريم» والكثير من القضايا التي راح الشباب يدقون ناقوسها ردحهم المسرحي.

في هذه الفسحة الثقافية تستطلع «فضاءات الوسط» آراء مجموعة من المخرجين والمشاركين، حول رؤيتهم للمهرجان، وطبيعة عروضهم، وأهم القضايا التي اشتغلوا عليها، وعاركوا همومها في عروضهم الفنية.

مخرج مسرحية «الزومبي» عيسى الصنديد، أكد أن هذه الفعالية تمثل عودة جديدة للصواري المسرحي بشباب جديد تحت شعار «المسرح يجمعنا» وتحدياً لكل المعوقات لإحياء حفل مسرحي نتعرف فيه على إبداعات شبابية جديدة.

وأضاف الصنديد أن «عملت على إخراج مسرحية «الزومبي» التي تدور أحداثها بين مخرج ومؤلف لنص متداخل بين مسرحية ومسرحية أخرى في الداخل، تناقش ظروف المسرح وركوده وابتعاد الممثلين وغياب الجمهور، بما يعبر عن مدى عجزنا وضعفنا تجاه الأشياء، وربما ضياعنا، أو استسلامنا».

وحول مشاركته في المهرجان قال: «حالفني الحظ بالمشاركة بعد عودتي من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت وأنا أحد أعضاء الصواري، وهذه التجربة الأولى في الإخراج المسرحي، بعد تجارب التمثيل والمشاهدة والبحث مع السعداوي ودراستي للفن المسرحي، بات الإخراج لا يمنعني من المشاركة متمنياً لهذا المهرجان النجاح والاستمرار».

وحول الممثلين الذين يشاركونه في العرض، أضاف الصنديد أن «اخترت عمر السعيدي لشخصية المخرج ومحمد الصنديد لشخصية المؤلف، ونضال بدر لشخصية أوديب والمستثمر، ومحمد مبارك لشخصية تريسياس ومحمد بهلول لشخصية رئيس المسرح، ومحمد المخضبي لدور صاحب الحقيبة، ويوسف البلوشي لدور صاحب القفص، وسينغرافيا علي حسين ميرزا ومساعد مخرج يوسف فريدون».

أما عن الصعوبات التي واجهته، فيقول الصديد: «تمثلت في البحث عن ممثل، أما عن مستوى التفاعل فهناك روح بين الممثلين الذين بدأوا يتداولون عبارات وجمل المسرحية حتى في حياتهم اليومية. وحين نبدأ تدريباتنا أشعر بالصراع بين الشخصيات التي يجسدونها، عملنا على البحث من الداخل لتصرفات وأحاسيس الشخصية، كما عملنا على تمارين الاسترخاء وتمارين جسدية وصوتية، لتهيئة ممثلين جدد حيث أحدهم لأول مرة يخوض تجربة التمثيل، وتعمدت أن أعيد ممثلين غابوا عن المسرح فترة طويلة».

وعن اختياره لنص المسرحية يضيف الصنديد «اخترت نص الزومبي للسعداوي كي أقول ما تريد قوله تلك الكلمات المكتوبة، والأفعال المعدومة، كي نحيي كل شيء ميتاً بداخلنا ونصارع من أجل أحلامنا حتى لا تتساقط، فقط نحتاج بقعة ضوء على خشبة مسرح، ونحن بأجسادنا وأصواتنا سنعتليها بالحب».

علي بدر: جمهور المسرح في تصاعد

مخرج مسرحية «أنا الجاني» علي بدر، يرى أن هناك إقبالاً أفضل في هذا المهرجان؛ وذلك لتعطش الشارع البحريني للأعمال المسرحية؛ وما يدلل على ذلك التصاعد المستمر في أعداد جمهور المسرح يوماً بعد يوم.

وحول الجديد في مسرحية «أنا الجاني» التي يقدمها مركز شباب الشاخورة، أشار بدر إلى أن مشكلة المخدرات هي حكايتنا، لكني نظرت لها من منظور آخر، فما تفعله يعود عليك «فإن فعلت الخير تلق الخير، وإن فعلت الشر تلق الشر» حيث يتم إغراء بدر الماجد بالمال فينجر للمخدرات وينقلب السحر على الساحر، ويكون ضحيته أقرب أصدقائه. أما زياد سبت، وبدر يعقوب فيمثلان دور أصدقاء السوء، فيا ترى إلى أين يرميان صديقهما، فيما يمثل عقيل الماجد دور الأب الفقير، أما فاضل القطان فيمثل دور الهارب خارج السرب، فإلى أين يقوده تهوره؟ هذا ما سيجيب عليه الجمهور بعد المسرحية. وحول الرؤية الإخراجية للمسرحية، يشير بدر إلى أن العرض يطرح الأمور بطريقة كوميدية سلسة تدخل للقلب من أول مره، مع طاقم من الشباب يقف لأول مرة على المسرح، وهذا إنجاز.

معتز العبدالله مخرج مسرحية «سيد الجماجم» من المملكة العربية السعودية، أكد أن المهرجان سيكون تنافسياً لنضج العروض التي خرجت بعد ورش مسرحية مستمرة.

وحول مسرحية «سيد الجماجم»، قال إنها تناقش الحياة بكل أبعادها وبشكل دقيق فكرة التصالح مع الموت، حيث الجامد يخاطب المتحرك، والميت يتحكم في الحي، وجملة من المتناقضات.

ويضيف العبدالله «العرض ديو دراما أقدمها مع وهيب ردمان الحاصل على جوائز أفضل ممثل في العديد من المهرجانات السعودية، متمنياً أن يلاقي العرض استحسان الجمهور البحريني العزيز». وحول الرؤية المسرحية ينوه إلى أن «عملت على الصوضولونية بكل أبعادها، وحاولت نقل الفضاء المسرحي من العلبة الإيطالية إلى حوض ممتلئ بالماء وعملنا على درجة من الرمزية؛ لجعل عناصر الاتصال متحققة عبر تفاعل وقرب الجمهور من العرض وتقديم مشهدية بصرية وتطعيمها بلوحات ميسوغرافية تساهم في إيصال فكرتنا التي نحاول الدوران في فلكها».

الشويخ: «العربة» مشهدية تعبر عن قضايا الإنسان المعاصر

لمياء الشويخ الممثلة في مسرحية «العربة» تؤكد قوة عودة المهرجان بعد انقطاعه، وهذا ما ظهر في العروض، وأظن أن الفنانين والمهتمين بالثقافة يتطلعون إلى نتاج هذا المهرجان.

وتضيف أن مشاركتنا فريدة كونها أول شركة إنتاج خاصة تشارك في مهرجان فني محلي من دون السعي للربحية، وهذا أحد أهداف مؤسستنا نحو المشاركة في المشهد الثقافي البحريني بجانب القنوات الثقافية الأخرى المدعومة، عبر مسرحية العربة التي تتحدث عن قرية يعيش أهلها في أمان حتى يأتي الغريب الذي يسعى إلى تدميرها، مستخدماً المادة والإغراء والغزو الفكري والثقافي أمام جهل أهالي القرية الذين لا يشعرون أنهم كانوا في أمان قبل دخول الغريب، بمشهدية تعبر عن قضايا معاصرة تتناسب مع أي زمان أو مكان.

وتضيف الشويخ «يشارك في العربة أربعة ممثلين أساسيين إذ أقوم بدور المرأة، وحسن صقر بدور الرجل، وحمد الخجم بدور المهاجر، وإبراهيم شهابي بدور الحفار، وكذلك أهالي القرية عبير عبدالله، نجمه بوعلاي، رائد مرهون، صادق البوعياش ومحمد طلال».

العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً