العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ

«نافذة»... تطل على فضاء خارجي يموج بتقلبات وأحداث عاصفة

المنامة - مهرجان الصواري للشباب 

04 أكتوبر 2013

في أكثر الأماكن التي من المفترض أن تكون هادئة إلى أبعد حد، يحتدم الخلاف بين الزوج والزوجة من جهة، وبين ابن وأم قلقة على مصير فلذة كبدها السائر في طريق الانحراف من جهة أخرى.

الأسرة ذاك البناء المتراص الذي يكابد من أجل الحفاظ على وحدته، وسط مجتمع يشهد تقلبات سياسية وأحداثاً اجتماعية متصاعدة تلقي بظلالها على أفراده، وتؤثر في مسار حياتهم اليومية وعلاقاتهم الشخصية بين بعضهم البعض، فيكون التحدي الذي يواجهونه هو كيف ينأون بأنفسهم عن كل ذلك.

تلك محطات تقف عندها مسرحية «نافذة» للمؤلف عبدالله السعداوي والمخرج الفنان ياسر القرمزي، في مقاربة مهمة تسلط الضوء على واقعنا الحالي الذي تعاني فيه أسر كثيرة من التفكك، بسبب الصراعات التي تدور خارج النافذة.

القرمزي في هذا العمل - الذي يعود فيه بقوة بعد غياب عن الساحة المسرحية - يشارك ممثلاً أيضاً إلى جانب إدارته لإيقاع الممثلين وأدائهم، حيث يجسد دور الأب المفصول من عمله، والذي يجالس زوجته محاولاً إقناعها بتناول الدواء للتخلص من الاكتئاب، فيما ترى في تصرفه محاولة للتخلص منها من أجل الاستحواذ على أموالها.

وفي تعليقه على الأسباب التي أدت إلى انقطاعه عن المسرح طوال الفترة الماضية، قال القرمزي: «الوقت، لم أستطع توفير الوقت كالسابق، بسبب الالتزامات العائلية، فالمسرح كما تعلم بحاجة إلى تكريس كبير للوقت».

وفيما يتعلق بفكرة العمل، أشار المخرج إلى أنها تحكي قصة عائلة مكونة من زوج وزوجة وابن، يعيشون ضمن المجتمع بأحداثه السياسية وما يجري خارج المنزل يؤثر عليهم في حياتهم. وعن رأيه في مستوى الإعداد والتجهيز لمهرجان مسرح الصواري التاسع للشباب الهواة، أكد أنه لا يستطيع أن يقيم الوضع حالياً، ولكن يعتقد أن هناك جهوداً طيبة، وشباباً يسعون لإخراج المهرجان بشكل أفضل، مضيفاً «أعتقد أن المهرجان فرصة، فإذا كانت هناك طاقات مهمة، من المؤكد أنها ستبرز في هذا المهرجان».

زوجة مكتئبة تسير في طريق الانتحار

من جهتها، قالت الممثلة فتحية ناصر عن دورها في مسرحية «نافذة»: «أؤدي شخصية زوجة تعاني من الاكتئاب ومتأثرة بكل ما يجري حولها في الخارج من أعمال عنف وحروب واضطرابات، تخشى من الاحتمالات السيئة وتفكر في الانتحار، كما أنها شديدة الحساسية ومرتبطة بابنها بشدة أكثر من زوجها الذي يعاني من فتور في علاقته بها، وتشك في أنه يريد التخلص منها للاستحواذ على أموالها، وتتهمه باتهامات مختلفة، وهي غير جادة في اتهاماتها، ولكنها دائماً ما تضع زوجها في موضع شك».

وأفادت ناصر بأن هذه المسرحية هي الثانية في مسيرتها الفنية، بعد مسرحية «تعال ننتظر» التي شاركت فيها في مهرجان أوال المسرحي خلال شهر فبراير/ شباط 2013، وهي من تأليف خليفة العريفي وإخراج الفنان طاهر محسن.

وأوضحت أن «كلا العملين يختلفان من ناحية طبيعتهما، فمسرحية «تعال ننتظر» جماهيرية ولم تكن مرتكزة على شخصية محورية تسلط عليها الأضواء، بل كانت عبارة عن عمل جماعي يعبر عن واقع المجتمع بشكل عام، أما مسرحية «نافذة» فتعبر عن المجتمع من خلال عائلة صغيرة، وكل شخصية لها قالب معين، وشخصيتي في هذا العمل فيها شحنات أكثر وتتطلب جهداً كبيراً للوصول للشخصية والتعبير عنها وعن انفعالاتها، على عكس شخصية الزوج التي تمتاز بالجمود».

وقالت فتحية: «مسرحية (نافذة) تمثل تحدياً نوعاً ما بالنسبة لي، فالتركيز في هذا العمل منصب على ثلاث شخصيات محورية فقط، وبالتالي يجب أن يكون الأداء على درجة عالية من الإتقان، ومتناغماً مع الموسيقى ومتمازجاً معها».

وفي ختام تصريحها، توجهت فتحية بالشكر إلى عبدالله السعداوي والفنان ياسر القرمزي، اللذين أتاحا لها فرصة المشاركة في هذه المسرحية، متمنيةً أن تكون على قدر المسئولية وأن يكلل العمل بالنجاح.

ابن تائه بين أم وأب متناقضين

ويؤدي دور الابن في مسرحية «نافذة» الممثل عمر السعيدي، الذي يعيش بين أب وأم متناقضين مع بعضهما البعض وسط حالة من التوتر، فيقرر وسط هذه الأجواء الخروج من المنزل ومواجهة الشارع بسبب شعوره بالضجر والملل، ويلجأ إلى المخدرات للهروب من واقعه في المنزل.

ويستكمل عمر وصف شخصيته، قائلاً: «أنا الابن الحنون على والدته، والذي يتهمه والده بأنه هو من تسبب في انتحارها بتوفيره المخدرات لها، فيأسف لأنه تركها تسير في هذا الطريق، ويتحسر لأنه أهمل مشاعرها، وفي الوقت ذاته هو بعيد كلياً عن الأب ويتقاطع معه في كثير من الأمور».

الموسيقى... الشخصية المحورية الرابعة

وللموسيقى دور مهم في هذه المسرحية، حيث يؤدي العازف حامد سيف مقطوعات متواصلة على آلة التشيلو، بأسلوب يتناغم مع أداء الشخصيات الثلاث.

وبحسب اعتقاده، فإن الموسيقى من الركائز الرئيسية في هذا العمل، فهي الشخصية الرابعة من ضمن الشخصيات المؤثرة فيه، تستمد أحاسيسها من أداء الممثلين، وتلوينها يعتمد على انفعالاتهم وحالتهم النفسية، وبالتالي هي تساهم في رفع أدائهم.

وأكد حامد سيف أن «أي عمل يتطلب مجهوداً، ومخرج مسرحية «نافذة» الفنان ياسر القرمزي، ترك لي المجال مفتوحاً ولم يضع أمامي حدوداً معينة، ففي هذا العمل الموسيقى متواصلة من دون توقف، ما عدا بعض الفترات».

ولفت إلى أنه قرأ النص أكثر من مرة حتى استطاع بلوغ الأداء الموسيقي المطلوب، معتبراً أن «المسرحية تعد من أصعب أنواع الأعمال المسرحية، وخصوصاً أن الحركة فيها محدودة، لذلك اتخذت في أدائي الموسيقي مقاماً واحداً مع التنويع، وتعمدت عزف نغمات شاذة أحياناً، ولكنها مقصودة لتوضيح حالة معينة في المشهد».

ونوه سيف إلى أن «هذه هي التجربة الأولى التي أخوضها بالعزف المباشر في عرض مسرحي، وهي تجربة جديدة أتمنى أن أكون فيها على قدر المسئولية، وأن أتمكن من إيصال الفكرة المطلوبة إلى الجميع».

العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً