العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ

لأول مرة... خطوط كهرباء وغاز في القرى والمدن البحرينية

المنامة - محمد حميد السلمان 

04 أكتوبر 2013

إذا كانت وثيقتنا في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول قد تحدثت عن ضرورة مد الخدمات الصحية لقرى ومدن البحرين في الثلاثينات من القرن العشرين؛ فوثيقة هذا الأسبوع باسم «بلغريف» والتي تناسب شهر ذي القعدة أيضاً، تتحدث عن مد خطوط أسلاك الكهرباء لمدن وقرى البحرين في الخمسينات من القرن الماضي لأول مرة. وهذه الوثيقة، من أرشيفنا الخاص، هي عبارة عن إعلان للمواطنين صدر في 29 يوليو/ تموز 1954، وكتب بخط اليد باسم المستشار «بلغريف» ولكنه من دون توقيعه المعتاد أن يختم به كل الرسائل الصادرة منه. ولذا فلا سبب واضحاً لعدم طباعة هذا الإعلان المهم في تلك الفترة، وعدم توقيعه من قبل المستشار على رغم أنه صدر قبل حراك الخمسينات الوطني في البحرين بشهرين فقط؛ سوى أنه ربما كُتب مرتين.

لنقرأ الوثيقة سوياً:

«حكومة البحرين

العدد 39/ 1373

إعلان

أن حكومة البحرين حريصة على أن توفر لسكان البحرين عامة سيواء (سواء) أكانوا من سكنة المدن أو من سكنة القرى وسائل الراحة الحديثة بقدر الأمكان (الإمكان) وبما ان الكهرباء يلعب (تلعب) دوراً هاماً في تحسين الأحوال المعيشية لجميع الناس لذا فقد قررت الحكومة تصميم الكهراء (الكهرباء) في جميع المدن والقرى البحرين (وقرى البحرين) تقريباً حيث يستنفع الناس من الكهرباء في منازلهم وحتى في مزارعهم لسحب الماء بالمضخات من الآبار بواسطة الكهرباء وعلى هذا فسوف تقوم الحكومة بما يلي لتحقيق تصميم الكهرباء في البحرين.

2/ ان الحكومة سوف تمد أسلاكاً كهربائية وستمتد في الأرض أنابيب للغاز وذلك لتوليد القوى الكهربائية لقرى ومدن البحرين. أن خطوط الأسيلاك (الأسلاك) الكهربائية تبدا من محطة توليد الكهرباء الجديدة الواقعة شمالي مسجد الشيخ ميثم وستكون ثلاثة خطوط كهربائية رئيسية الى الرفاع والبديع والحد. سيمر خط كهربائي والغاز من محطة توليد الكهرباء إلى الرفاع ماراً بالماحوز والسقية والزنج وسوق الخميس والسهلة وردم الكوري... أما خط البديع فسيمر بالسنابس وجدحفص.

3/ يقتضي نصب عمود حديدي على بعد كل 600 قدم لمد الاسلاك الكهربائية.. ان خاريطات (خرائط) هذه الخطوط موجوده لذا (لدى) دائرة الطابو للاطلاع عليها.

ستدفع الحكومة تعويضاً مناسباً لأية أشجار تزال ولأي ضرر قد يصيب الاشجار والمزروعات فيرجى من الذين يخصهم هذا الأمر ان يتعاونوا مع الحكومة في هذا المشروع العام الحيوي النافع الذي يقصد منه فائدة ورفاهية جميع سكان البحرين.

حرر في 27 ذي القعدة 1373

الموافق 29 جولاي 1954

مستشار حكومة البحرين»

وتعليقاً على هذه الوثيقة، نقول إنها توثيق تاريخي لفترة من التطور العمراني الحضاري في البحرين في منتصف القرن العشرين، وذلك بدخول خدمة الكهرباء للبيوت والمزارع بعد أن كانت فقط في عوالي سابقاً، وفي بيوت رجال الحماية البريطانية، وموظفيها الرسميين، ورجال الحكم المحلي، وبعضها في الطرقات الرئيسية وفي بعض الأماكن العامة.

ولنا أن نتصور اليوم كم كانت فرحة الناس آنذاك عندما أُعلن عن هذا المشروع الذي حول ظلام الليل الدامس إلى شبه نهار وأفاد الطلبة، والعمال، والتجار، والمقاهي الليلية، وغيرها.

تأتي الوثيقة لتثبت أن أول محطة توليد كهرباء في البحرين للمدن والقرى أنشأت العام 1954 في مدينة المنامة بمنطقة الشيخ ميثم فيما عُرفت بعد ذلك بـ «الباور هاوس»، وأنها مدت خدماتها تدريجياً إلى المناطق الثلاث الرئيسية في البحرين آنذاك وهي قرى شارع البديع، والرفاع، والحد، ولا يتضح لماذا لم تذكر المحرق بجانب الحد لأنهما في نطاق الجزيرة الجغرافي ولا يمكن أن تصل خطوط الكهرباء إلى الحد من دون مرورها بالمحرق إلا بحراً، وهذا لم يُذكر في الإعلان.

كما يلاحظ أن خرائط مد خطوط الكهرباء في تلك الفترة لم يحجبها بلغريف عن عموم الجمهور، بل قال إنها متوافرة في دائرة «الطابو»، وهي توازي اليوم دائرة السجل العقاري.

كما يُلاحظ مدى حرص منفذ المشروع على تقدير الثروة الزراعية، التي دُمرت اليوم بدم بارد، فقرر تعويض أية شجرة أو أشجار يضرها امتداد المشروع في وسطها باقتلاعها من تربتها الأصيلة، بتعويض مادي مناسب يدفع لصاحبها.

العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً