العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ

«كسر القوالب» في السياسة الخارجية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مقال نشره المحلل الأميركي غراهام فوللر في «نيويورك تايمز»، قال فيه إن الرئيس الأميركي باراك أوباما «كسر القالب» المعتمد حتى وقت قريب لتحديد السياسة الخارجية، وإن تغييراً جذرياً ربما قد بدأ بالفعل. وأشار فوللر إلى أنه وللمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي - أو حتى نهاية الحرب العالمية الثانية - تم تفكيك بديهيات اعتمدتها أميركا لتحديد سياستها الخارجية، ومن هذه البديهيات: الإيمان بالاستثنائية الأميركية، والأحادية الأميركية، وأن على أميركا أن تلعب دور الشرطي العالمي، وأن أميركا هي صاحبة الرأي الأخلاقي بشأن ما يجري في العالم، وأنها تهيمن على العالم وتهندسه وتصوغه تحت مسمى «النظام العالمي».

الكاتب يقول إن هذه البديهيات بدأت تتغيَّر مؤخراً عندما غيَّر أوباما رأيه بشأن ضرب سورية، وتقرَّب من إيران، ما يجعل الحديث عن ضربات جوية محتملة على إيران أمراً مستبعداً، وفجأة أجرى الرئيسان الأميركي والإيراني محادثة هاتفية... وإن هذه الإشارات إذا تطوَّرت أكثر فإن لها آثاراً كبيرة على الشرق الأوسط، وعلى العلاقات مع روسيا والصين وإسرائيل والأمم المتحدة.

هذه المتغيرات ربما تأتي على الفلسفة السابقة التي كانت تطرح الحلول الزائفة، مثل إصدار الإنذارات الحمراء، ومن ثم التدخل بالقوة، وهو ما يضع مصداقية الولايات المتحدة على المحك، في الوقت الذي يجعل الاستعداد العسكري في حالة تأهب دائم في الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الأمنية الدائمة؛ وكل ذلك يعتمد على احتكار أميركا لصنع القرارات الخطيرة التي تنتهي بالتدخل المباشر.

الكاتب يشير إلى متغيِّرات حقيقية قد بدأت، لأن تلك البديهيات السابقة أدت إلى كوارث سياسية وأضرار استراتيجية... وعليه فإن تحطيم البديهيات السابقة تطلب أن يثبت أوباما أنه من الممكن التعامل مع روسيا من دون وجل عندما تتداخل المصالح، وأنه يمكن إنهاء الصمت الدبلوماسي مع إيران، وأنه ربما يمكن الحصول على إجماع عالمي حقيقي بشأن القضية الفلسطينية من خلال عملية سلام غير عقيمة، ويمكن معالجة الملفات الاستراتيجية الأخرى من دون الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية القاهرة... هذه المتغيرات تشير إلى أن الحكمة هي المخرج من الأنفاق المظلمة التي تسببت بها الفلسفة السابقة.

لعل هذا الحديث يفسر القلق المنتشر في إسرائيل وعدد من دول المنطقة، وهو ما أشار إليه وكيل وزارة الخارجية السفير حمد العامر الذي نشر يوم أمس على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، مقالة وصفها بـ «المهمة»، تتحدث عن احتمال قيام تحالفات جديدة وغير متوقعة في الشرق الأوسط لمواجهة جانب من هذه المتغيرات المحتملة، وهو ما سيؤدي إلى «كسر القوالب» من كل جانب.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 2:27 م

      يقال قدر الله وما شاء فعل لكن

      يقال لم يسقط الإتحاد السوفييتي ولكن فكك! هنا تفكيفكه قد يكون فيه سؤال أو مسألة لما فكك وكيف فك؟ فتكفير التاس بالباطل – أي بالكذب وقول الزور قد يكون سهلا لا جبل فيه وإنما من دعم الحرب في الشيشان ومن دعم الحرب في أفغانستان ومن دعم المتخاصمين في نجورني كاراباخ – يعني الحرب بين الأرمن وألأزربيجن؟

    • زائر 18 | 9:22 ص

      المصلي

      لانحتاج في هذه المنطقة الملتهبة لتحالفات مع الكيان الصهيوني الي فيه كافيه هو اوهن من بيت العنكبوت الذي نحتاجه في هذه الظروف العصيبة هو حسن النوايا وصدقها أي مصالحة الحكام مع شعوبها ورفع التمييز والظلم ونسف السياسات العقيمة البالية والتي تسببت في هذا الأحتقان الشعبي فلو عقدنا العزم حكاماً ومحكومين وجلسنا جميعاً على طاولة حوار جاد وهادف ورسمنا خارطة طريق لحلحلة قضايانا السياسية والأجتماعية على مبادئ وقيم التسامح ونبذ التطرف والغلو لكان أجدى وانفع وهذا لايتأنى الا بعزيمة وارادة سياسية صلبه وقوية

    • زائر 17 | 9:01 ص

      صهاينة أو مكونات صهيون وينصهر أو لا ينصهر! والخبز والخبز اللبناني!

      قد يقال بالرشوة أو بالبراشيم غش أو أفاكين أو آكلين السحت بينما قد يقال من مكونات إسرائيل البنوك والتجارة بينما من المضاف إليها حكام ليسو لكرة القدم لكن على كراسي ومصفوفين ..

    • زائر 16 | 8:54 ص

      قد يقال تشابكت الخيوط جميعها ي البحرين فمنها تجارة ومنها حضارة ومنها ...

      من المقولات يقال إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني (...) لا ينكر من قالها لكن اليوم الجمعيات المساهمة والمساعدة للإرهاب متواجد بعضها في البحرين ولا يحتاج ذكرها لأنها غير معروفة لكنها منشرة ومشرده أو مشتت فكرها. فتدي الإسلام إلا أنها بالإسم فقد أو بس! ...

    • زائر 15 | 7:24 ص

      الزين ,,,دكتور,,,,

      انك تتابع الأحداث ساعة ,,,,,بساعة ,,,,,و لحظة بلحظة,,,,,,
      اما الآخر,,,,,فهو نايم في العسل,,,,,
      و ما يدري,,,,,تكسرت قوالب ,,,,, و انصبت صبيات ,,,,وهم بعدهم على ,,,,
      الطير يالي,,,,

    • زائر 13 | 6:03 ص

      رد على الزائر 10

      الحين ايران البلد الاسلامى عدوه واسرائيل صديقة .. انظر حواليك ترى الغرب مايهمه الى مصالحه والله ينصر الاسلام

    • زائر 12 | 4:18 ص

      حرية المسؤول ومسئوليه الحريه

      قد يقال أن كل إنسان حر لكن ليس حرية بلا حدود! فكل إنسان مسئول عن نفسه كما عنده حرية لكن بدون حرية لا تجوز التصرفات الغير صحيحه والخارجة على القانون وعدم إحترام الناس – هذا لا يعني فيه حريه بل على العكس تما ماً! فكيف نقيد الحرية الأمريكيه من الإعتداء على الشعوب؟

    • زائر 10 | 3:23 ص

      ايران دولة عدوه

      ايران دولة عدوه و هي لا تريد لنا اي خير ..

    • زائر 19 زائر 10 | 12:45 م

      واسرائيل

      كل دولة في العالم تسعى لمصالحها أولا ولكن ماذا عن إسرائيل .

    • زائر 9 | 3:01 ص

      على المكشوف

      تعقيدات السياسة يصعب فهمها.
      لكن تحالفات بعض الدول العربية مع اسرائيل ليس جديد.
      ارتباك الانظمة مما يجري في بلدانها وخوفها من تخلي امريكا عنها.جعلها تغازل إسرائيل دون حياء.
      سوف يبقي التعامل بين الدول مبني على مصلحة الدولة الاقوى وعلى الاضعف ان يقدم التنازلات.

    • زائر 8 | 2:59 ص

      يقصد التحالف مع اسرائيل

      هناك توجه للتحالف مع اسرائيل وهذا اعجب ما وصل اليه الحال العربي ويدعوا الى القول وا اسفاه على العروبة والامة العربية اهكذا اصبح حالهم من ضعفهم يتحالفون مع العدو الصهيوني ضد ايران والحال ستصل الى اردى من ذلك في الايام القادمة وكل هذا موجود في الحديث عن حال الامة في آخر الزمان من الوهن الذي تصل اليه. والسبب في ضياع الامة هو استضاعف الحكومات لشعوبها والتناحر معها فالقوة والركن الحصين للحكومات هي الشعوب واذا اصبح الانشقاق بين الحكومات والشعوب فالحال من هذا الى اردى

    • زائر 6 | 1:50 ص

      التزاوج مع الكيان الصهيوني !

      سبحان الله ما يقلق إسرائيل اصبح هو الآخر ما يقلق بعض دول المنطقة .

    • زائر 5 | 12:36 ص

      شكرأ لك يا دكتور

      الطرف الاخر لا يقر بهاكدا تقارير ويكابر ويحاول جاهدا لتقليل منها على سبيل المثال ترى فى صحف او بعض الصحف الصادره فى الخليج او العربيه التى تصدر من لندن بعض الكتاب فيها يستعرضون بعض العضلات فى مقلاتهم ويستبعدون هاكدا طرح ولكن كما تفضلت واصبح جليأ على الكل هروله رئيس الوزراء الاسرئيلى وسخط كثير من الاسرائلين على مجرد الوا واحده من الرئيس الامريكى الى الرئيس الايرانى اصبح اوباما الرئيس الاضعف وان اسرائيل بتحالف جديد هاده المرة مع من دول الخليج يتقاسمون نفس الاطروحه ايران هى العدو اللدود

    • زائر 4 | 12:14 ص

      غصبـــــــاً عليهم لأن فلوس مافيه ..

      يمكن معالجة الملفات الاستراتيجية الأخرى من دون الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية القاهرة...

    • زائر 3 | 11:24 م

      دريت صارت بهدلة

      ترى وفد طار لإسرائيل من دول عربية صغيرة إيه يا بوي سعفة في مهب الريح.

    • زائر 2 | 10:33 م

      سؤال فقط

      هل التغيير سيطال الخليج !!!!!!

    • زائر 1 | 10:19 م

      ربما شعرت بعض الدول المريضة بالطائفية من أن التقارب الايراني الامريكي قد يخدم طائفة معينة

      ربما شعرت بعض الدول المريضة بالطائفية من أن التقارب الايراني الامريكي قد يخدم طائفة معينة في الحصول على بعض المميزات التي حرمت منها عدة عقود
      فأخذت مكينة الحقد البحث عن مخرج واول الحلول التقارب مع اسرائيل وتبني تصاريح نتياهو قدوة ولو على حساب القضية الفلسطينية
      وهذا واضح من التحركات التي تسعى لأفشال أي تحرك نحو الغزل الامريكي الايراني
      ولكن هذه السياسة عدو الامس صديق اليوم والعكس صحيح
      وبقاء الحال محال

اقرأ ايضاً