العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

سنة الطبعة - 2

أغلب الرجال على ظهور سفن الغوص قد ذهبوا في سباتٍ عميق فالليل قد انتصف وينتظرهم يوم عمل طويل وفجأة وقعت الواقعة، أظلمت السماء وهبّت ريح صرصر عاتية على شكل إعصار مع أمطارٍ غزيرة وأخذت السُفن يضرب بعضها بعضا، فتتحطم وتتطاير أجزاؤها ليتناثر الرجال الذين عليها وتعلو الأصوات بالتضرع والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى والالتجاء إلى رحمته ومع الظلام وشدة الرياح وهول الكارثة تعلو أصوات الاستغاثة في كل الاتجاهات وكثير من الضحايا ذهبوا بسبب ارتطام أجزاء من السفن بأجسامهم وخاصة في منطقة الرأس.

لقد وقعت هذه الكارثة في طالعٍ يُسمى (الزبرة) ويُطلق عليه بحارة الدير (الساتّة) باستبدال الدال بحرف التاء مع حذف السين ويبدأ هذا الطالع (الضربة) كما يقول البحارة في 19 سبتمبر/ ايلول ويستمر حتى الأول من أكتوبر/ تشرين الاول (وعادةً يكثر فيه هبوب الرياح الشمالية ويكون الطقس حاراً ورطباً في النهار وأحياناً يسقط فيه المطر إذا أذن الله بذلك).

ومن الحكايات التي سمعتها من والدي المرحوم الحاج حسن بن إبراهيم بن صالح إنه في سنة الطبعة كان عمره في حدود الأربع سنوات وقد ذهب مع والدته إلى السيف مع جموع من النساء والأطفال وكبار السن لأن جدي المرحوم إبراهيم بن صالح كان في الغوص على سفينة المرحوم الجد الحاج حمّاد بن أحمد وكانت من نوع (الجالبوت) ومن حسن الحظ أن سفينتهم نجت من هذا الإعصار لأنهم كانوا طارحين (متوقفين) سوافل (هير شتيّة) بعيداً عن تجمع السفن.

ولما أصبح الصباح وطلعت الشمس أخذوا ينظرون في كل الاتجاهات فلم يروا أيّة سفينة في المغاص وقال النوخذة المرحوم الحاج حمّاد: ربما الخشب (السفن) قد نتروا إلى الشغب (فشت الجارم) وكلمة نتروا تعني (انطلقوا بشدة واندفاع)، وفشت الجارم هو مكان تأوي إليه السفن التي تغوص في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية إذا اشتدت الريح لأنه محصن من جهة الشمال والغرب والشرق بالشعب المرجانية وبه خُورَه (منطقة عميقة الماء) يطلق عليها المُحصِّنة لأنها مهما اشتدت الرياح يكون البحر فيها هادئاً، ويقع فشت الجارم شمال جزيرة المحرق وجنوب غرب هير شتيّة.

أمر المرحوم النوخذة الحاج حمّاد بن أحمد بالتوجه لفشت الجارم، فرفعوا الشراع ميممين شطر فشت الجارم على أمل اللقاء ببقية السفن، عندما وصلوا إلى هناك كانت المفاجأة، لم يجدوا أية سفينة فتيقنوا أن الكارثة قد وقعت وأن شتيّة قد ابتلعت معظم السفن المحتشدة فيها، ومن بطن هذه المأساة ظهر هذا المثل الدارج الذي يردده الناس في هذا المجتمع (طمَّت شتيَّة علمّا فيها) أي على ما فيها من سفن، وطمّت كلمة عربية فصيحة تعني غطّت ومنها طما الماء (الماية طمو).

هذا الإعصار على رغم انه لم يستمر إلا في حدود نصف ساعة إلا أنه خلّف خسائر فادحة.

من نتائج الطبعة:

* غرق ما يقارب 80 في المئة من السفن الموجودة في البحر.

* قيل ان عدد من مات في هذه الكارثة يقارب الخمسة آلاف شخص.

* فُقِدت أموال كثيرة متمثلة في حصيلة اللؤلؤ التي ابتلعها البحر مع أصحابها وبعض ما يحمله جماعة من البحارة من مال خوفاً عليه من السرقة.

* كانت هذه الكارثة بمثابة المؤشر على أفول شمس الغوص وزوال دولته والتي جاء اكتشاف النفط في الثلاثينيات ليكتب شهادة وفاة لمهنة الغوص التي دامت آلاف السنين والتي امتهنها سكان هذه الجزر وكذلك انتشار اللؤلؤ الياباني المزروع.

إنها سنّة الحياة، سقوط دولة وقيام أخرى، وتلك الأيام نداولها بين الناس وسبحان من يُغَيِّر ولا يتغير، إنها عبرة لمن يعتبر.

وتبقى الطبعة الحدث الذي لا ينسى، لقد حفر في ذاكرة هذا الشعب وشعوب المنطقة تتناقله الأجيال وتؤرخ به المناسبات والأحداث.

إبراهيم حسن إبراهيم


الشيخوخة سُنَّة الحياة

ينظر بعض من الناس إلى الأشخاص الذين وصلوا إلى سنَّ الشيخوخة وتقدموا في عمرهم على أنهم من زمن مضى وانتهى، وأن الحياة قد انتهت، فأسلوب الحياة قد تغير، ولكن على الجيل الجديد أن يضع في اعتباره أن تطور الحياة سُنَّة كونية، ولابد من مراعاة متغيراتها ما لم تمس ثوابتنا وأخلاقياتنا، ولابد هنا من الإقتناع بأهمية التغيير إلى الأفضل.

يحتاج الأمر إلى تضييق الهوة بين جيل الكبار وجيل الشباب، وأهم ما في ذلك، حسن التعامل مع هؤلاء الكبار، فيجب علينا عند التعامل معهم المبادرة بحسن التحية، والتعامل الطيب معهم، والحرص على رفع الروح المعنوية لديهم، فهم يحتاجون إلى الكلمة الطيبة، وإلى الابتسامة، وبهذه المعاملة سنزرع في نفوسهم الفرحة والبهجة، فالاهتمام بهم يشعرهم بحب المجتمع وسعادته، فهم من ساهموا في بناء المجتمعات.

كذلك من المهم إبراز جهود وإنجازات المسن، فلنتذكر جميعاً بأن المسن في يوم من الأيام كان شاباً قوي البنية، عاصر سنوات صعبة؛ ففي شبابه شيدت المدارس والمباني والمصانع التي نراها الآن في حياتنا، فهو من أوصل حياتنا إلى هذا المستوى من الراحة والسعادة. حفظ الله كل مسنٍّ وأسعد قلبه.

صالح بن علي


خاصية التمدُّد

في الفيزياء الحرارية يُعرَّف التمدد بأنه زيادة حجمية أو طولية للشيء نتيجة تعرضه للحرارة. وفي حياتنا اليومية نشهد صوراً أخرى لخاصية التمدد، للدرجة التي جعلت الخاصية تتحول إلى ظاهرة تستحق الدراسة.

في بلادنا يمكن لـ «الاتوبيس» النقل العام أن يتمدد ليستوعب عدد ركاب يفوق كثيراً ما هو مفترض أن يحمله، يتمدد الممشى بين المقاعد ليقف به عدد من الأفراد يفوق من هم جالسون، يقف على بابي «الاتوبيس» عدد ليس بقليل، وهو ما يجعل «الاتوبيس» يدور بدرجة معينة حول محوره، ونادراً ما تجد «اتوبيساً» للنقل العام دون أن يكون مائلاً بقليل جهة بابه.

شوارعنا أيضاً تمتاز بنفس الخاصية؛ إذ يمكن لأرصفتها أن تحتمل المارة من الناس إلى جانب افتراش الباعة الجائلين لها ليشكلوا محلات طولية الشكل، وهو ما يمكِّنك من عمل «شوبنج» إذا كنت ذاهباً لزيارة شخصاً ما أو أداء مشوار هام، وفي بعض الأحيان يمكن لـ «موترسيكلات الديليفري» أن تسير عليها في حالة ازدحام الطريق بالسيارات، وهو ما يمنع تأخر وصول الوجبات إلى طالبيها!

تتمدد الفصول الدراسية لتمتلأ بأعداد كبيرة من التلاميذ، ذلك عندما كانت التلاميذ مازالوا يذهبون إلى المدارس، فقد ترك معظمهم المدارس حفاظاً على أنفسهم من إضاعة الوقت واكتفوا بالدروس الخصوصية كوسيلة سهلة للوصول إلى المجموع المطلوب.

لدينا كل شيء قابل للتمدد فحتى سلة المهملات ــ إن وجدت ــ ستجدها مكبسة بما يزيد عن طاقتها بضعف أو ضعفين ما هي مصممة لتحتويه.

التمدد ليس خاصية مقصورة على الأشياء فقط، بل تمتد هي الأخرى لتصل إلى الأشخاص، إذ يمكن لمسئول كبير في منصب مهم أن يعيّن أقاربه وجيرانه وأهله في البلد في وظائف متعددة في مجال عمله، وقد يتمدد الأمر ليوظفهم في وزارات ومصالح أخرى غير التي يعمل فيها.

في ظل حكم رئيسٍ كان يخطط ليمتد حكمه من بعده إلى ابنه، قد صادفت في جلوسي بالقطار المتجه إلى إحدى محافظات الصعيد لحضور إحدى الندوات، أنني جلست بجوار أحد القضاة، الرجل كان بليغاً ولبقاً في حديثه، وعندما وصلنا بالحديث إلى نقطة التوريث وتمدد الوظائف في الأسرة الواحدة، أخبرني الرجل أن الجامعات كانت هي صاحبة السبق في موضوع التوريث الذي يعارضه بشدة، الأغرب أنني عندما وصلت إلى المحافظة التي كنت أبغيها، علمت وأنا هناك أن ابن هذا القاضي يتم إعداده ليتم تعيينه بالسلك القضائي!

أحمد مصطفى الغر


زينوها العروس

زينوها العروس زينوها

ألماس وذهب لبسوها

ولبسوها أحسن فستان

عليها نثرو الريحان

كلكم بالفرحه واسوها

محلى البنت زفتها

زايده الليله فرحتها

الطير على الشجر نشوان

يغرد بأحلى الألحان

زفوها الحلوه زفوها

يلوق عليها المشموم

الفرحه عليها اتحوم

يحلى الحنه في الكف

طقوا عليها الدف

شهر العسل ودوها

تستاهل المزيونه

الكل يخدمها بعيونه

عساها في صحه وسلام

نورها ساطع زياده

لبسوها الدبله وقلاده

تستاهل المزيونه

يا محلى المزيونه

جميل صلاح


وقف تنفيذ العقوبة

اتجه المشرع البحريني إلى نظام وقف تنفيذ العقوبة لتجنب مساوئ تنفيذ العقوبات السالبة للحرية ذات المدة القصيرة، وتتضمن وقف التنفيذ صدور حكم بالإدانة ولكن لظروف يراها القاضي وتتماشى مع القانون يصدر حكماً مشمولاً بوقف التنفيذ، ويأتي هذا الاتجاه من المشرع البحريني استناداً إلى مبدأ السلطة التقديرية لقضاء الموضوع في المسائل الجنائية، إذ نصت المادة 81 من قانون العقوبات على أن للقاضي عند الحكم في جريمة بالغرامة أو الحبس مدة لا تزيد على سنة أن يأمر بوقف تنفيذ العقوبة إذا تبين من أخلاق المحكوم عليه أو ماضيه أو ظروف جريمته أو سنه ما يحمل على الاعتقاد أنه لن يعود إلى ارتكاب جريمة جديدة.

لذا كان الاكتفاء بالتهديد بالخضوع للعقوبة هو في حقيقته عقوبة حقيقية لأنه إذا صدر عن المحكوم ما يجعله غير جدير لوقفها سيرفع القضاء عنه وقف التنفيذ وقد جاءت حالات الحكم بإلغاء وقف تنفيذ العقوبة على النحو الآتي:

1 - إذا لم يقم المحكوم عليه بتنفيذ التزامه بتقديم التعويض.

2 - إذا ارتكبت جريمة عمدية قضي عليه من أجلها بعقوبة سالبة للحرية لأكثر من شهرين سواء صدر الحكم بالإدانة أثناء هذه الفترة أو صدر بعد انقضائها بشرط أن تكون الدعوى قد حركت خلالها (فترة التجربة).

3 - إذا ظهر خلال فترة التجربة صدور حكم مما نص عليه فيما سبق ولم تكن المحكمة قد علمت به.

وبذلك يكون وقف التنفيذ باعثاً يحدد للمحكوم عليه الطريق الصحيح الذي يجدر به سلوكه وهذا الباعث ينفره من السلوك السيئ تجنباً لجزاء خطير يتعرض له هو تنفيذ العقوبة عليه، ويحبذ له السلوك القويم أملاً في مكافأة وهي حصانة تامة من احتمال التنفيذ، وهو أسلوب أشادت به العديد من الجهات الحقوقية في سبيل التقليل من العود للجرائم ووقاية له من تأثير عوامل قد تقوده إلى جريمة تالية، فإذا انقضت فترة التجربة من دون أن يتوافر سبب من أسباب إلغاء وقف التنفيذ اعتبر الحكم كأن لم يكن.

وزارة الداخلية


خيبة أمل

أدري صغيرة والحلم ما يوسعه هالكون

والحظ خيبة مُقبلة عضت على شفاهي

كل الطُرق السالكة في وجهي ينغلقون

بين الصخر أحفر قدر بالفقر متناهي

لو جيتني حامل أمل تترامشه لعيون

جيت بألم يكسر ظهور اشعور متباهي

هذه انا غير الشعر ماعندي اي مخزون

ما فيه الا هالقلب بإحساسه الزاهي

ينبض ونبضاته تِضيع بكسرة المغبون

حسه تعلثم بالصدر وسط الوجع لاهي

جذري يتيم وذابلة في راحتي لغصون

أكتب من احساسي شعر هو عزوتي وجاهي

وبتري من ابياتي كحل يعمي وسط لجفون

ياباتر أحلامي، الشعر هو أكلي وماهي

عندي حكاوي مؤلمة من واقعي المحزون

جيت أنظم اوجاعي حبر إيتمتمه فاهي

سابع حلم قلت أوصله ما ظني فيني يخون

ويرميني بأعتاب الفشل من عالمه الواهي

خذني أيا كوني ثغر يضحك وهو مطعون

خذني تحدي وأقبلك الآمر الناهي

صورة بؤس واتلونت في ألف لون ولون

غبنه بعد كل هالعمر لوني يظل باهي

بنت المرخي

العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً