العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ

السلمان: قطاع التعليم يواجه «سماسرة التوظيف» و«التمييز» في الترقيات

مساعٍ لإنشاء نقابة للمعلمين ودعوات لزيادة رواتبهم

السلمان خلال حديثها إلى «الوسط» حول واقع قطاع التعليم-تصوير محمد المخرق
السلمان خلال حديثها إلى «الوسط» حول واقع قطاع التعليم-تصوير محمد المخرق

قالت نائب رئيس جمعية المعلمين (سابقاً) جليلة السلمان خلال حديثها إلى «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، «قطاع التعليم في البحرين يواجه كثيراً من التحديات والتي على رأسها تداعيات الأزمة السياسية، التمييز في ترقيات المدراء والمدراء المساعدين، عدم وجود مدرسة حكومية متخصصة لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة فضلاً عن مشكلة تزايد استقدام المعلمين من الخارج والمرتبطة بسماسرة التوظيف في ظل وجود قوائم من العاطلين الجامعيين وحاجتهم للعمل والعطاء وتدني رواتب المعلمين وتنامي مشكلة اعتبار مهنة التعليم مهنة طاردة».

ورأت بأن وجود تلك التحديات أوجد الحاجة للتفكير في إنشاء نقابة للمعلمين، لافتة إلى أن هناك مساعي لتحقيق ذلك، ولاسيما مع ما وصفته بـ «مماطلة» وزارة التربية والتعليم في تحديد مصير جمعية المعلمين البحرينية.

وبينت بأن هناك ضغطاً من المعلمين لإنشاء جهة واضحة معنية بهم ويثقون في صوتها ومن شأنها أن توصل صوتهم إلى الوزارة.

وأسهبت في الحديث عن التحديات التي تواجه قطاع التعليم في البحرين، مشيرة إلى أن هناك مشكلة «تتفاقم» يوماً بعد يوم وهي مشكلة المعلمين المستقدمين، موضحة بأنها ليست ضدهم بصفة شخصية أو ضد جلب الكفاءات وسد الشواغر في حال عدم توافرها ضمن قوائم العاطلين الجامعيين، وقالت: «لنكن منصفين فإن قطاع التعليم يتطلب بعض التخصصات التي لا تتواجد في مخرجات الجامعات الوطنية والخاصة وبالتحديد في مدارس البنين، أما مدارس البنات فتعاني من الاكتفاء».

وبينت بأنه وخلال رصد في فترة تقلّ عن الأسبوع تم حصر 2800 عاطل جامعي، 90 في المئة منهم من التخصصات التربوية.

وأشارت إلى ما وصفته بـ «سماسرة التوظيف» والذين «يستغلون» الإعلانات التي تنشرها وزارة التربية والتعليم في بعض الدول العربية طالبة معلمين للعمل في مملكة البحرين وغالباً ما يكونون من مكاتب التوظيف.

وذكرت بأن تلك المكاتب تلجأ إلى ترشيح «الغث والسمين» لمقابلات توظيف المعلمين العرب في البحرين، منوهة إلى أن آلية التوظيف في الوزارة بالنسبة للمعلمين العرب تختلف عنها بالنسبة للبحرينيين، فهي تشدد على الامتحانات والمقابلات وبعض الطلبات العملية بالنسبة لهم، في حين تكتفي بمقابلة شخصية وامتحان يدشن في بلدهم للقبول.

وتابعت بأن «سماسرة التوظيف» يقومون بترشيح المعلمين للتوظيف في البحرين دون وجود أي اعتبارات لطبيعة البلد والتي تختلف كلياً عن بلدانهم فيما يتعلق بطبيعة التعليم تحديداً، ورأت بأن هذا الأمر يتلمسه المعلمون المستقدمون خلال الفترة الأولى من توظيفهم ويتحمل نتيجته الطلبة والمدرسة والوزارة على حد سواء.

وقالت: «لا أقول هنا بأن المعلمين الوافدين غير أكفاء أو لا يحملون شهادات، ولا يمكن نسيان بأن كثيراً منهم كانوا من تلقَّينا على أيديهم التعليم في مراحلنا الدراسية المختلفة، إلا أن المضي قدماً بهذه الوتيرة في جلبهم من شأنه أن يثقل كاهل الوزارة ويضاعف أعداد العاطلين الجامعيين فضلاً عن كونه يتعارض مع فكرة الاستثمار في المواطن».

وتابعت: «فلنفرض بأن بعض الجامعيين غير مؤهلين أليس من الأولى تدريبهم ليحققوا المعايير التي ترتئيها الوزارة ليتم توظيفهم فيها عوضاً عن استقدام معلمين من الخارج وتحمل نفقاتهم».

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم تتعذر بتوظيف العرب لعدم وجود الكفاءة بين الجامعيين العاطلين في بعض التخصصات لذا تلجأ للخارج، متسائلة ما هو معيار الوزارة للكفاءة وكيف حكمت بأن من تستقدمهم أكفأ من العاطلين الجامعيين وهي لم تطرح عليهم الامتحان ذاته والمقابلة ذاتها كما أن الكفاءة لا تقاس إلا في الجانب العملي؟

وذكرت بأن نسبة كبيرة من العاطلين الجامعيين هم في الأساس من المبتعثين من وزارة التربية والتعليم فكيف يمكن ألا يمتلكوا الكفاءة والمعايير التي تتطلبها الوزارة للتوظيف؟

وأسهبت في بيان مساوئ زيادة استقدام المعلمين العرب، مشيرة إلى أن طبيعة لهجتهم تختلف كثيراً عن ما ألفه الطلبة وهو الأمر الذي يشكل مشكلة كبيرة، وقالت: «كثير من الطلبة لا يفهمون لبعض لهجات المعلمين المستقدمين كما أن بعض المدارس توجد بها معلمات منقبات من جنسيات عربية وهو الأمر الممنوع في المدارس فلماذا يتم التغاضي عنه؟».

وفي موضوع آخر، تطرقت السلمان إلى أن التعليم للمرحلة الإعدادية إلزامي وأن الدستور والميثاق ينصان على أن الدولة ملزمة بتوفير مقعد دراسي لكل طالب بحريني، مشيرة إلى أن الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة هم في النهاية طلبة بحرينيون ومن واجب الدولة توفير مقاعد دراسية لهم.

وذكرت بأن كثيراً منهم يصل إلى مرحلة الدخول للمدرسة ولا يجد مركزاً أو مؤسسة خاصة تقوم بإكسابه المهارات الأساسية ليتم دمجه فيما بعد في المدارس الحكومية نتيجة الضغط الكبير على تلك المراكز والمؤسسات، مستدركة بأن من واجب الدولة أن تقوم ببناء مدرسة حكومية لذوي الاحتياجات الخاصة تتضمن هيئتين إدارية وتعليمية مؤهلتين للتعامل مع مثل هذه الفئة.

وذكرت أنها ضد فكرة الدمج بالآلية التي تنتهجها الوزارة حالياً، معللة ذلك بأن المدارس تفتقر للبيئة المدرسية المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فضلاً عن وجود النقص الكبير في معلمي التربية الخاصة.

وبينت بأن دول خليجية لها تجارب رائدة في هذا المجال، وأن على وزارة التربية والتعليم أن تحذو حذوها، فمن غير الإنصاف ألا يجد طالب مصاب بالتوحد مقعداً دراسياً أسوة بأقرانه على سبيل المثال على حد قولها.

أما فيما يتعلق باستقطاعات رواتب المعلمين والتي تم استقطاعها على خلفية الأحداث السياسية، فقد بينت بأنه مازال هناك عدد قليل من المعلمين لم يستلموا مستحقاتهم من المبالغ التي سبق أن استقطعتها الوزارة وذلك على خلفية الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد.

وفتحت السلمان ملف الترقيات، واتهمت وزارة التربية والتعليم بـ «التمييز» فيما يتعلق بترقيات المدراء والمدراء المساعدين تحديداً، وذكرت بأن بعض من تمت ترقيتهم لم يمروا بجميع مراحل مسابقة الوظيفة.

وقالت: «نتمنى من الوزارة أن تلتزم بالمعايير التي هي وضعتها بالأساس فيما يتعلق بالترقيات وأن تقوم بإعلان النتائج وتتحرى الشفافية».

ولملف رواتب المعلمين مساحة من حديث السلمان، إذ أشارت إلى أن راتب المعلم البحريني الأساسي يعد الأدنى في دول الخليج، الأمر الذي دفع بجمعية المعلمين البحرينية إلى السعي لضمان زيادة رواتب المعلمين ليحصلوا خلال عامين على 3 زيادات، مستدركة بأنه ورغم ذلك إلا أنه مازال راتب المعلم ضعيفاً.

وذكرت بأن تفاقم المهام على المعلم وزيادة متطلبات الوزارة وما يقابلها من ضعف في الرواتب جعل من مهنة التعليم «مهنة طاردة».

وفيما يتعلق بوضعها المهني، قالت السلمان: «قضيتي مازالت في المحكمة ومر عليها الآن 10 جلسات وتعد أطول قضية إدارية بعد الأحداث السياسية، تم فصلي بعد 25 عاماً من العمل والعطاء وخلالها لم أجلس في منزلي بلا عمل إلا حينما فصلتني الوزارة ورغم انشغالاتي بقضايا التعليم إلا أني أفتقد روح الالتزام وجو العمل ولكني واثقة سأعود يوماً».

العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:31 م

      وزير فاشل

      لم تحقق البلاد اكتفاء ذاتي من المعلمين حتى من كان هناك فائظ اصبح الان نقص مثل اللغة العربية لماذا التدريس مهنة طاردة و ليس جاذبة و كل من له واسطة يشرد الى وظيفة بالوزارة

    • زائر 22 | 11:15 ص

      الرد ود

      صراحة انصدمت من عدد الردود وينكم يا معلمين ومعلمات كل هالظلم وساكتين وينكم يا معلم فصل احنا نصابنا اكثر نصاب ومهامنا اكثر مهام ليش ما تتكلمون وينكم يا معلمي الثانوي ال يخلونكم. تصححون لوقت متأخر ايام الامتحانات وما عندكم وقت تدرسون عيالكم وش نحكي وش نوصف فيك يا وزارة التربية حتى بيوتنا ما ندري عنها

    • زائر 21 | 10:21 ص

      شكرا لك

      ما زلت تدافعين عن المعلمين والمعلمات برغم الظلم الواقع عليك
      لكن كلنا ثقه بانتقام الله لنا ممن ظلمنا

    • زائر 20 | 8:24 ص

      الله معاكي ان شاء الله اختي ...... جليله السلمان

      الله معاكي ان شاء الله اختي ......السلمان
      مظلومين الشيعة في كل القطاعات الوظيفية
      الى الله المشتكي.

    • زائر 19 | 8:09 ص

      لمعلوماتكم

      مبنى ....في منطقة لسقية امتلا والوزارة ستفتح مبنيين آخرين لاحتواء العمالة الوافدة التي أشك انها تحمل المؤهلات لانها تفتقد ادنى الاساليب التربوية ي في الغدارة الصفية ..
      تاتي بعمالة من الطبشور إلى السبورة الذكية وتريد منهم انتاج حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له

    • زائر 18 | 7:24 ص

      الظلم

      الكل يعاني ونحن معلمي الفصل أكثر الناس معاناة من ظلم الوزارة لنا فنرجوا من جريدتكم تخصيص موضوع يشرح معانتنا عسى أن نحصل لحل مع وزارة التربية

    • زائر 17 | 7:18 ص

      الظلم ظلمات

      اكبر مظلمة للمعلمين حينما يسجن ويفصل من يدافع عنهم ، انه الامعان في الاذلال....كم نخجل كمعلمين امام صمودك في الدفاع عنا

    • زائر 16 | 7:00 ص

      تعبنا

      نعاني كثيرا من طول الحصص وتفعيل الطابور والفسحة وكثرة الحضور من الإدارة والتحسين شغلنا نحمله للبيت.. أولادنا ما ندري عنهم .. وإجازتنا نقضيها نشتغل للمدرسة ريحونا عاااااد .. اتعبنا.. هذا مصدر رزقنا وما نقدر نتركه

    • زائر 15 | 5:13 ص

      سياسة خاطئة

      هل المسؤولون في وزارة التربية يقرأون ما يكتب عن وزارتهم، وهل يعلمون ان الجميع متضرر من سياستهم الخاطئة ففي الوقت الذي يتبجحون بالحديث عن تحسين التعليم ومشاريع الوزارة التي أصبحت حبرا على ورق نظرا لصعوبة تحقيقها ، فكيف لإدارة مدرسية ضعيفة ولا تفقه في المشاريع التربوية شئ ولا تريد ان تتعب وتتعلم أن تسند لها قيادة مدرسة ؟؟ ما حدث خلال السنوات الثلاث الاخيرة جريمة بمعنى الكلمة إذ تمت الترقيات لمن لا يستحقها والنتائج قادمة .

    • زائر 14 | 4:25 ص

      يا خسارة على التعليم

      المعلم هو عصب العملية التعليمية ، وعدم شعوره بالأمان والرضا كفيلان بإضعاف التعليم ، بالاضافة الى تفنن وزارة التربية في تأكيد الخسارة بجلب الوافدين والمفتقدين للأساليب التربوية والمادة العلمية للغالبية العظمى منهم ، وأسألوا ادارات المدارس والطلبة عن البلاوي التي تحدث في الصفوف من قبلهم ، واسفسروا عن كم الشكاوى التي ترد لإدارات المدارس عن مساوى ادائهم ، واسإلوا عن عدد الوافدين اللذين لم يصلوا الى الآن على الرغم من بدء العام الدراسي لأكثر من شهر ،

    • زائر 13 | 4:22 ص

      شكرا أستاذتي

      شكرا لك أستاذتي الفاضلة جليلة السلمان.... أوضحت الكثير من القضايا المهمة والفاصلة في التعليم.... ولمست جرح كل معلم

    • زائر 9 | 2:50 ص

      بالهيل وبالجيل

      ناس ياخذون الحوافز دون جارة وآخرون يستحقونها ولكن يحرمون منها

    • زائر 8 | 1:58 ص

      باقي

      شكرا للوسط على النشر وانوه ببعض الامور التي قد.يكةن حدث بها التباس .. ليست وزارة التربية التي تماطل فيما يخص جمعية المعلمين بل الدولة .. لم أقل لايوجد معلمي تربية خاصة بل لا يتم توظيفهم مع الحاجة الشديدة.في الميدان وقائمة العاطلين منهم طويلة.. أما كفاءة المستقدمين فهي لايمكن التعرف إليها من أوراقهم بل عندما يكونون على المحك .. في الصفوف ومن حيث النتائج فكيف يحكم الوزير بأنهم اكثر كفاءة!.. تحياتي .. جليلة السلمان

    • زائر 7 | 1:46 ص

      عفسه !!

      عفسه ما ليها الا رب العالمين يعدلها : واحد مظلوم دون ذنب ولا جريرة !!

    • زائر 6 | 1:35 ص

      هذا غيض من فيض

      شكرا لك استاذتنا لازلت منبر المعلم الذي يتحدة عن همومه استاذة عندما يلتزم المعلم بنصابه الذي تم تعميمه وهو15حصة بحصص زمنية 60 ثم يأتي اتصال هاتفي او كلمة في لقاء ان اوصلوهم الى 22حصة وذلك بسبب عدم اكتمال الكوادر التعليمية بالمدرسة وترغمنا الادارت استاذة نحن نعاني لاننا تسلب حقوقنا ويضغط علينا بشكل كبير والادارة مضطرة فلايمكن ترك الطلبة بدون معلم استاذة اصبح التعليم مهنة منفرة بشكل كبير

    • زائر 5 | 12:34 ص

      نعاني

      في يوم المعلم نعاني من قرار تمديد زمن الحصة اليومية إلى ساعة دون وجود اي راحة للمعلم أو التلميذ.
      في يوم المعلم نعاني من قرار تطبيق برنامج الثقافة العددية التي مازالو يترجمونها بينما عممت على كل المدارس.
      في يوم المعلم نعاني من قرار الترقية بالكادر الذي يتطلب أن تتدرب خارج وقت الدوام الفعلي.
      هذه مجموعة من آخر المعانات والتي تنظم للمعانات السابقة.

    • زائر 3 | 11:52 م

      ...

      المشكلة ان الاخـ..... في تلك الوزارة وكما اكد لي بعضهم يتلاعبون في توصيل من يريدون من المتقدمين لشغل الوظائف التعليمية أو المتقدمين لشغل وظيفة مدرس أول ومدير مدرسة مساعد تخيلوا يستبدلون غلاف امتحان متقدم حائز على درجة عالية بآخر درجته متدنية كما ويتلاعبون بواسطة جهاز الحاسب الآلي في تقديم من يريدون بأن يستبدلوا الاسماء ليجعلوا من يريدون في اعلى القوائم من اجل ضمان توظيفهم .... أفضل حل للحد من الطائفية وليس التخلص منها 100% الرجوع الى معيار الأقدمية

    • زائر 2 | 10:26 م

      نفتخر بك

      أحسنتِ هذا هو حال وزارة التربية والتعليم
      لله دركِ يا أستاذة جليلة حملتي هم المعلمين وقضايهم ولازلتِ تناضلين من أجلهم وانت أكثر معلمة قاست وعانت من ويلات وزارة التربية والتعليم.
      سوف يأتي اليوم الذي تعودين فيه أستاذتي لموقعكِ الصحيح مرفوعة الرأس وفقكِ الله وسدد خطاكِ

اقرأ ايضاً