أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أن من الأمانات العظيمة التي يجب المحافظة عليها، حمل الدين والدعوة إليه، وإصدار الفتاوى من رجال الدين، والأموال العامة الخاصة بكل المسلمين، مشدداً على ضرورة حفظ هذه الأمانات ورعايتها، لافتاً إلى أن تضييعها ذنب عظيم.
وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، أن «من أعظم ما يؤتمن عليه الإنسان، الأموال العامة التي تعود للمسلمين قاطبة، فرض الله رعايتها وعدم إهدارها، وأوجب حفظها كما يحفظ الإنسان ماله وأشد».
وذكر أن «من الأمانات العظيمة أن لا يوسد أمرٌ من أمور المسلمين إلا فيمن يتوخى فيه خوف الله جل وعلا وممن توافرت فيهم شروط الصلاحية العلمية والعملية، والأمانة على تأدية الواجب الملقى».
ولفت إلى أن «تضييع الأمانة ذنبٌ عظيم وجرم جسيم، والأمانة المطلوبة تشمل عفة الأمين عما ليس له بحقٍ، وتتضمن تأدية الأمين ما يجب عليه من حقٍ لغيره سواء لله أو لخلقه، وتشمل كذلك اهتمامه بحفظ ما استؤمن عليه من ودائع وأموال وحرمٍ وأسرار».
وأشار إلى أن «من علامات سوء الزمان، وفساد المجتمع وخبث السرائر، ضياع الأمانة والتفريط في الرعاية، والتهاون في المسئولية، واتخاذ المصالح الخاصة الهدف والغاية، ونبذ المصالح العامة من أجل المصالح الخاصة والمنافع الذاتية».
وخاطب من يحمل مسئولية من مسئوليات المسلمين، قائلاً: «يا من تحمل مسئوليةً من مسئوليات المسلمين من الوظائف والأعمال والمهمات والمسئوليات في الوزارات، والإدارات والأعمال العامة والخاصة والمجالس النيابية والشورية والبلدية، لقد استرعاكم ربكم جل وعلا ثم ولي الأمر والمسلمين، مسئولياتٍ جساماً ومهاماً عظاماً، واجبٌ عليكم تقوى الله جل وعلا فيها ورعاية هذه المسئوليات، عليكم فرضٌ عظيم بالقيام بهذه المسئوليات بما يرضي الله ثم يرضي ولي الأمر وعامة المسلمين والمواطنين، إياكم وتسخير هذه المسئوليات في مصالح خاصةٍ أو منافع ذاتية».
وحذر القطان من «التهاون في مقاصد هذه المسئوليات وأهدافها، فلقد ائتمنكم ولي الأمر ثم المسلمون والمواطنون من بعده على هذه المسئوليات، لتسخروها في النفع العام، وتحرصوا على الدقيق والكبير فيما يعود بالمصلحة والمنفعة لكل مسلم ومواطن، أرفقوا بالناس، اقضوا حاجاتهم، سهلوا عليهم، احذروا من إعناتهم والمشقة عليهم، يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، كونوا عوناً في إفشاء المحبة بين أفراد المجتمع، كونوا مرآةً صادقة صالحة في تحبيب الناس للنظام وللبلاد ولولي الأمر، فإن من أعظم الخيانة أن تكونوا عوناً للشيطان على الناس؛ لإحباطهم وإزعاجهم ومضرتهم وتنفيرهم عن طاعة ولي الأمر وعن محبته، فإن صاحب الحاجة أعمى لا يبصر إلا حاجته، والناس متعلقون بأمور دنياهم».
وزاد القطان في عرض الأمانات العظيمة، مبيناً أن منها «حمل هذا الدين والدعوة إليه، وإبراز محاسنه العظام وفضائله الجسام، وإفهام العالم كله بالعلم والعمل بالسلوك والمظهر أن هذا الدين خير ورحمة عامة للبشرية وصلاحٌ للعالم يحمل السعادة والسلام والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة».
وتابع أن «من الأمانة العظيمة شباب الإسلام،، فيا علماء المسلمين ويا مفكريهم، يا دعاة الإسلام، يا رجال الإعلام والتربية، اتقوا الله جل وعلا في الشباب، وجهوهم لما فيه خيرهم وخير بلدانهم وما فيه مصالحهم ومصالح أمتهم، حذروهم من المعاصي بأنواعها ومن الآثام بشتى أشكالها، فقهوهم مقاصد الإسلام، وجهوهم لمضامين العقيدة الصحيحة، ومبادئ الأخلاق المستقيمة، والأفكار السليمة، بصروهم بخطورة الآراء والأعمال المنحرفة مثل الغلو والتطرف والعنف والتخريب والتفجير، وتبني التكفير والتبديع والتفسيق من دون حجةٍ قرآنية وسنة نبوية وفهمٍ سديد على منهج علماء الأمة».
وتابع «ومن الأمانة العظيمة التي يتحملها العلماء أمانة الفتوى، فالواجب على من صدر نفسه للفتوى أن يعلم عظم الأمانة وأن الأمر جد خطير، فالفتوى الصادرة عن عدم علمٍ دقيق، وفقه عميق بالحكم، وعن عدم فهمٍ شامل للوقائع المطروحة والنوازل الواقعة المراد تنزيل الشريعة عليها يعد من عظائم الأمور، فما حصلت الانحرافات في الأمة والمجتمعات، إلا بسبب التصدر للفتوى بلا علم بالأمرين المذكورين، وقد حذر ربنا جل وعلا من القول عليه بلا علم».
ونبه إلى أن «أشد الأمور إثمًاً وأعظمها خطراً تلك الفتاوى التي تصدر بلا علمٍ بالحكم أو بلا علمٍ بالواقع، ويترتب عليها حينئذٍ ما لا يمكن أن يتدارك خطره ولا يستدرك ضرره. ومن أخطر هذه الفتاوى التي تصدر بالتكفير والتفسيق والتضليل بغير دليل ولا برهان، فليتق الله من يتصدر للقول في الدين، وليتذكروا سيرة سلف هذه الأمة، وخوفهم من الله تبارك وتعالى، وتدافعهم للفتوى».
وأكد أن «جميع الغيورين على هذا الدين لينادون المجامع العلمية في العالم كله بالمسارعة إلى تبني الفتاوى الجماعية في كل مسألة نازلةٍ مهما كان نوعها؛ لقطع الطريق على الفتاوى الأحادية التي تصدر من هنا وهناك، في مشاكل دينية أو دنيوية، حتى لا يفتح المجال لمن قل فقهه وانعدم ورعه».
وتطرق القطان في خطبته إلى موسم الحج، الذي تستقبله الأمة الإسلامية في الأيام المقبلة، فهو «موسم عظيم من مواسم الإسلام، التي يفيض فيها المولى عز وجل من فضله على عباده، ما لا يحصى ولا يعد من النعم، وهذه الأيام هي الأيام العشر من ذي الحجة، وهي الأيام المعلومات المخصوصة بالتفضيل في محكم الآيات».
وقال: «إن هذه الأيام المباركات، تعد مناسبةً سنويةً متكررة، تجتمع فيها أمهات العبادات».
وبين أن من «الأعمال الصالحة الإكثار من ذكر الله سبحانه بالتكبير، والتهليل، والتحميد، والتسبيح، والاستغفار، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وكذا الإكثار من صلاة النوافل لكونها من أفضل القربات إلى الله تعالى، إذ إن النوافل تجبر ما نقص من الفرائض، وهي من أسباب محبة الله لعبده، وإجابة دعائه، ومن أسباب رفع الدرجات، ومحو السيئات، وزيادة الحسنات».
العدد 4046 - الجمعة 04 أكتوبر 2013م الموافق 29 ذي القعدة 1434هـ
مواطن
بعد خراب البصره
المصلي
بارك الله فيك ياشيخ عدنان وكثر الله من أمثالك حقيقة أن شخصك الكريم يمثل الأعتدال والوسطية وهذا هو نهج الأسلام الذي ينبذ الظلم ويدعو للحق ولا ينم هذا الطرح الجميل الا عن رجل متمكن متبحر في علوم الأسلام الحنيف أسلام المحبة والسلام
المنبر امانه
تعجبني كلماتك واطروحاتك يا شيخ واعتدالك فالمنبر امانه قد استودعك الله ورسوله لقول الحق الحق الحق بدون مساومات ولا هفوات ولا مصالح وتكون كلمة الحق التي تصب على مصلحه جميع المسلمين بجميع مذاهبه وامانه ياشيخ البحرينين امانه بجميع طوائفها امانه عندك