كان الجنرال فو نغوين جياب الذي توفي اليوم الجمعة (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) عن 100 وعامين، واحدا من أعظم الاستراتيجيين العسكريين في التاريخ، حيث انه مهندس انتصارات فيتنام العسكرية المذهلة في معاركها ضد فرنسا والولايات المتحدة.
ولا ينازع الجنرال جياب على المكانة ولاحترام في فيتنام سوى القائد الثوري الراحل هو شي منه. وتعلم جياب، الذي كان أستاذا للتاريخ، درسه العسكري الأول من موسوعة قديمة حول آلية عمل القنبلة اليدوية.
ولد الجنرال جياب لعالم أكاديمي فقير، وكبر ليصبح الجنرال الذي هزم سادة فيتنام الاستعماريين في معركة ديان بيان فو في العام 1954 والتي شكلت نهاية الحكم الفرنسي في الهند الصينية، وبداية التورط الأميركي المباشر الذي قاد إلى حرب فيتنام الشهيرة.
وخلال العقدين التاليين، قاد الجنرال جياب، الأب المؤسس لجيش الشعب الفيتنامي الذي ألهمت تكتيكاته العسكرية التي تقوم على حرب العصابات، المقاتلين المناهضين للاستعمار في أنحاء العالم، قواته مرة أخرى إلى النصر مع سقوط سايغون في (30 أبريل/ نيسان 1975).
وقال الجنرال جياب في مقابلة مع شبكة بي بي اس "عندما كنت شابا، كان عندي حلم بأن أرى بلادي يوما ما حرة وموحدة .. وفي ذلك اليوم تحقق حلمي".
وكتب الصحافي والمؤلف الأميركي ستانلي كارنو ان عبقرية جياب كاستراتيجي عسكري تضعه "في نفس المرتبة مع عظام القادة العسكريين" مثل الدوق ويلنغتون ويوليسيس غرانت والجنرال دوغلاس ماكارثر.
وأضاف "ولكن على عكسهم فان انجازاته تعود الى عبقريته الفطرية وليس الى التدريب الرسمي".
وأشار آخرون الى الخسائر البشرية الهائلة التي كان جياب على استعداد للتضحية بها في نضاله من اجل الحرية والذي أسفر عن مقتل ملايين الفيتناميين في ارض المعركة.
ولد جياب في (25 أغسطس/ آب 1911) في قرية في وسط ولاية كوناغ بنه. وكان معجبا بنابليون وصن تزو الا انه لم تكن تبدو عليه مؤشرات بأنه سيصبح قائدا عسكريا عظيما.
وكان يتحدث الفرنسية بطلاقة، ودرس الاقتصاد السياسي في هانوي قبل ان يعمل مدرسا للتاريخ والأدب في إحدى الكليات، وعمل صحافيا سريا.
وكان عضوا في حزب الهند الصينية الشيوعي، وفر الى الصين في العام 1939 حيث التحق بهو شي منه القائد الفيتنامي الذي كان يخطط للقيام بثورة خلال عقود من عيشه في المنفى.
وتوفيت زوجة جياب التي بقيت في فيتنام مع ابنها الصغير، في سجن فرنسي. وكانت هذه بمثابة مأساة شخصية أشعلت غضبه ضد الاستعماريين.
وعاد مع هو شي منه إلى غابات فيتنام الشمالية في 1941 ليدرب جيشا من الجنود الفلاحين الثوريين ويؤسس فيت منه.
واتبع جياب تكتيكات حرب الميليشات بالهام من ماو تسي تونغ. وركزت تلك التكتيكات على ضرورة الحصول على الدعم الشعبي وأهمية الكر والفر وتوفر العزيمة لخوض حرب طويلة.
وتمكن جياب من خلال هذه التكتيكات من تحقيق النصر على الجيوش الفرنسية والأميركية.
وكتب في إحدى مذكراته العديدة "ان حرب العصابات هي حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف اقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب".
وقال "كل واحد من السكان هو جندي، وكل قرية هي حصن".
وأعلن هو شيه منه اول حكومة له في (2 سبتمبر/ أيلول 1945) وعين جياب وزيرا للداخلية وقائدا للجيش وبعد ذلك وزيرا للدفاع.
واجبر الرجلان الثوريان على العودة الى الغابة عندما أعادت القوات الفرنسية فرض الحكم الاستعماري بعد الحرب العالمية الثانية، ما ادى الى اندلاع نزاع استمر تسع سنوات وانتهى بمعركة ديان بيان فو.
وقال جياب لاحقا "لقد كانت تلك اول هزيمة عظيمة للغرب .. هزت اسس الاستعمار وجعلت الناس يقاتلون من اجل حريتهم. لقد كانت تلك بداية الحضارة العالمية".
وبقي جياب قائدا للجيش طوال النزاع مع الاميركيين ومع نظام فيتنام الجنوبية الموالي للولايات المتحدة، والذي تحول الى حرب شاملة بدأت في 1965 وادت الى مقتل 58 الف اميركي وثلاثة ملايين فيتنامي على الاقل.
وادى سقوط سايغون في (30 ابريل/ نيسان 1975) الى اضفاء هالة اسطورية على جياب في العالم كاستراتيجي عسكري محنك، ما الهم العديد من الحركات التحررية في العالم. وقال رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي في 2007 "اثناء نشأتنا مع نضالنا كان الجنرال جياب واحدا من ابطالنا القوميين".
الا ان قرب جياب من "العم هو" وتصرفه بغرور احيانا اكسبه العديد من الاعداء ومن بينهم زعيم الحزب لي دوان.
وتلاشى نفوذ جياب مع وفاة هو شي منه في 1969، وجرى تحييده على الهامش السياسي بعد ان تولى الحزب الشيوعي السيطرة على فيتنام الموحدة في 1975.
وبعد خمس سنوات من انتهاء الحرب، خسر جياب منصبه وزيرا للدفاع. وتم اخراجه تدريجيا من المكتب السياسي للحزب في 1982 وترك السياسة رسميا عام 1991.
الا ان كونه واحدا من اعظم القادة العسكريين في فيتنام منحه حق التحدث بصراحة. وحين كان في التسعين من عمره كان جياب لا يزال طليق اللسان بحيث كان يتسبب في اثارة اللغط، وكان يكتب الرسائل المفتوحة و يستغل المناسبات السنوية لانتقاد كل شيء من الفساد الى استخراج مادة البوكسيت.
وخلف جياب، الذي عاشت سنواته الثلاث الاخيرة في المستشفى العسكري، وراءه زوجته دانغ بيتش ها التي تزوجها عام 1949، واربعة اولاد.
ارادة قوية
فى عام1975 كنت اسمع يوميا نشرة اخبار اذاعة الكويت ، الراديو طبعا وكان يبث اخبار هجوم الثوار الفيتناميين على جنوب فيتنام وعلى القواعد الامريكية والجيش الامريكى المساند لنظام الجنوب الموالى للغرب، وكان الاتحاد السوفيتى والصين مساند رئيسى للثوار ، وكان الثوار يحاربون ويفاوضون فى باريس ، ولم يتوقفوا عن هحومهم ختى دخلوا سايغون عاصمة الجنوب وهروب آخر جندى امريكى من فيتنام وبعد الحرب توحدت فيتنام واصبحت دولة واحدة . ارادة الفيتناميين كانت قوية جدا لم يستطع الامريكيون كسرها.
بوعلي
أيية وأللة أتذكر خلة الجنود الامريكين يبكون مثل أللاطفال في حرب فيتناااام.
المحتل لا يخرج الا بالحرب
لو اتبعت فيتنام طريق السلمية واللاعنف... هل انتصرت على أمريكا ؟ غاندي غير والمحتل غير .. لاطريق للنصر الا عن طريق مواجهة المحتل..