تعقد دول منطقة اسيا-المحيط الهادئ (آبيك) قمة اعتبارا من الاثنين (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) في بالي لكن في ظل غياب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي الغى جولته الاسيوية بسبب ازمة الموازنة في بلاده.
وقد اضطر الرئيس الاميركي الى الغاء كامل جولته الاسيوية المقررة الاسبوع المقبل بسبب اغلاق الحكومة الفدرالية المستمر منذ الثلاثاء.
وكان اوباما سيشارك في جزيرة بالي الاندونيسية في قمة "منتدى التعاون لاسيا المحيط الهادىء" (ابيك) ثم في منتدى دول جنوب شرق اسيا (اسيان) ابتداء من الاربعاء، على ان يختتم جولته في ماليزيا وفي الفيليبين.
وحذر محللون من ان غياب الرئيس الاميركي يسيء الى جهود واشنطن الرامية الى دفع مشروع اقامة منطقة واسعة للتبادل الحر تضم 12 بلدا من المنطقة باستثناء الصين.
وقد حددت الولايات المتحدة هدفا طموحا يقضي بالموافقة قبل نهاية السنة على هذه الشراكة بين الاطلسي والمحيط الهادىء التي تريد ان تضم 40% من اجمالي الناتج العالمي.
وكان من المقرر ان يشارك اوباما في قمة على هامش ابيك مع البلدان الاحد عشر الاخرين التي تجري مفاوضات من اجل الانضمام الى الشراكة بين الاطلسي المحيط الهادىء.
وستضم الشراكة بين الاطلسي المحيط الهادىء اليابان واستراليا وبروناي وكندا وتشيلي وماليزيا والمكسيك ونيوزيلاندا والبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام.
وكانت بكين تعارض في البداية الشراكة بين الاطلسي المحيط الهادىء، وهو مشروع اطلق بمبادرة من الولايات المتحدة، لكن موقفها تطور فأنعش امال شركائها التجاريين.
واكد رئيس الوزراء الصيني لي كيغيانغ الاسبوع الماضي في داليان (شمال) امام المنتدى الاقتصادي العالمي، انه "منفتح" على الشراكة بين الاطلسي والمحيط الهادىء.
لكن الهدف الاميركي الذي يقضي بتوقيع هذه الشراكة قبل نهاية السنة، طموح جدا على ما يبدو، كما يقول جاينت مينون الخبير في البنك الاسيوي للتنمية.
واضاف "اعتقد ان ذلك لن يحصل هذه السنة ... واذا ما حصل، فستكون شراكة صغيرة لا معنى لها".
وتؤثر عدم مشاركة اوباما ايضا على الملفات الدولية التي دائما ما تبحث على هامش هذا النوع من القمم وخصوصا الوضع في كوريا الشمالية واسيا.
وكان المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف المح الخميس الى امكانية عقد لقاء حول النزاع السوري بين اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيكون موجودا في قمة اوبيك.
ومن المقرر ان يعقد لقاء في المقابل السبت بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وكان بوتين واوباما تحدثا في الفترة الاخيرة عن الازمة السورية خلال لقاء منفرد في قمة مجموعة العشرين في ايلول/سبتمبر في سان بطرسبورغ.
وفي نهاية الشهر نفسه، تبنى مجلس الامن قرار حول ازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية على اثر اتفاق بين موسكو وواشنطن.
والمقعد الشاغر الذي يتركه اوباما، يفسح في المجال للرئيس الصيني تشي جينبينغ الذي يقوم بحملة تودد في جنوب شرق آسيا ترمي الى الالتفاف على طموح اوباما الذي يقضي بجعل الشرق الاقصى "محور" سياسته الخارجية.
واعتبر يان ستوري المحلل غي معهد سنغافورة لدراسات جنوب شرق آسيا ان "تشي بات يحتل وحده خشبة المسرح فيما تبدو الولايات المتحدة ديموقراطية ضعيفة".
واضاف "خلال هذا الوقت، تبدو الصين مشبعة بالمال والثقة ومستقرة نسبيا".
وقد بدأ تشي الخميس امام البرلمان الاندونسي جولة اقليمية ترمي الى توثيق العلاقات مع جنوب شرق آسيا وخصوصا الى تخفيف التوتر الناجم عن الخلافات البحرية في بحر الصين الجنوبي بين بكين وبعض جيرانها.
وهذا الموضوع يمكن ان يطرح في بالي على غرار الخلاف المماثل بين طوكيو وبكين. لكن ليس من المحتمل عقد لقاء بين تشي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، كما تقول وزارة الخارجية الصينية.