أكد وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي أن تطوير المناهج الدراسية من خلال إطلاق مشروع بناء منهج وطنيّ لمملكة البحرين يشكل اليوم مظهرا من مظاهر هذا الطموح التطويري، حيث تعمل الوزارة مع بيوت الخبرة العالمية على إعداد وثيقة سياسات تمثّل الإطار التوجيهيّ العامّ للمنهج الوطنيّ لتحديد ملامح الخرّيج ومستقبل التعليم في البحرين على ضوء حاجات الطلاب.

جاء ذلك خلال رعايته لورشة العمل التي حملت عنوان "عمليات تطوير المنهج الوطني: التوجهات والتحديات والاستراتيجيات"، والتي نظمتها الوزارة بالتعاون مع مكتب التربية الدولي بجنيف، وذلك في الفترة من 1-3 أكتوبر الجاري بمقر المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي يقدمها خبير البرامج في مكتب التربية الدولي بجنيف ريناتو أوبيرتي ، بمشاركة 50 من الاختصاصيين والمعنيين بالشأن التربوي.
وأشار الوزير إلى أن العلاقة بين الوزارة ومكتب التربية الدولي بجنيف توثقت بعد توقيع مذكّرة تفاهم مشتركة في يناير 2012م، حيث اتفق الطرفان على أن يقوم المكتب في إطار التعاون الاستراتيجي بتقديم الدعم الفني للوزارة لتنفيذ برامجها التطويريّة وخصوصاً ما يتعلّق بتطوير المناهج التعليميّة في مختلف المراحل الدراسيّة، خصوصاً في مجال تعليم المواطنة وحقوق الإنسان، بما يُواكب متطلّبات التطوير النوعيّ الذي تعمل الوزارة على تحقيقه، مضيفاً أن هذه الورشة تعد حلقة من حلقات هذا الجهد.
ومن جانبه أشاد خبير البرامج في مكتب التربية الدولي ريناتو أوبيرتي بتوجه الوزارة نحو تحديث أساليب التعليم وتطوير المنهج الوطني، مشيراً إلى الدور الذي تلعبه منظمة اليونسكو في دعم البلدان الراغبة في تطوير التعليم، ومؤكداً أن المناهج هي الأساس في هذه العملية كونها تعكس توجهات المجتمع وتطلعاته للمستقبل، ودعا إلى الاهتمام بإعداد المعلمين وتوفير البيئة المدرسية المناسبة وتشجيع الأفكار المتميزة وتبادل الخبرات من أجل الارتقاء بالتعليم وتجويد مخرجاته، كما أشاد بالتعاون الحاصل بين وزارة التربية والتعليم ومكتب التربية الدولي، خاصة بأن هذه الورشة تعقد للمرة الثانية، حيث كانت النتائج للورشة السابقة ايجابية وفعالة، وكان رجع الصدى لها مؤثراً في عملية تطوير المنهج، مضيفاً أن تجربة البحرين في إصلاح التعليم مؤهلة لتكون من التجارب الرائدة والتي يمكن الاستفادة منها عالمياً.
الجدير بالذكر أن هذه الورشة تهدف إلى بناء معرفة مشتركة برؤى المنهج واتجاهاته من منظور دولي مقارن، وتطوير المنهج الوطني في مملكة البحرين وتعزيز مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان، وتحديد معالم التحديات التي تواجهه، ومناقشة الارتقاء بأركان التعليم الجامع وهي المناهج والمدارس والمعلمين.