العدد 4044 - الأربعاء 02 أكتوبر 2013م الموافق 27 ذي القعدة 1434هـ

أولو العزم فقط القادرون على الوقوف في وجه الظلم والتمييز

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(نص رسالته بمناسبة اليوم الدولي لنبذ العنف الذي يُحتفى به يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول من كل سنة)

نحتفل اليوم بمولد المهاتما غاندي وما خلفه من إرث نبذ العنف الذي جاب صيته الآفاق. فقد أظهر غاندي قوة المعارضة السلمية للقمع والظلم والكراهية. وكان قدوة ألهمت كثيرين غيره من صناع التاريخ مثل مارتن لوثر كينغ الأصغر، وفاكلاف هافيل، وريغوبيرتا مينتشو، ونلسون مانديلا. وكانت رسالة هؤلاء إلى كل واحد منا هي أن ننتصر لكرامة الإنسان ونرفض اللاتسامح ونعمل من أجل عالم يعيش فيه الناس على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم معاً على قاعدة الاحترام والمساواة.

ونبذ العنف ليس خمولاً أو سلبية. ذلك أن الشجعان هم القادرون على الوقوف في وجه أولئك الذين يستخدمون العنف لفرض إرادتهم أو معتقداتهم. وأولو العزم هم القادرون على الوقوف في وجه الظلم والتمييز والوحشية وعلى المطالبة باحترام التنوع وحقوق الإنسان الأساسية. والشجعان أيضاً هم القادرون على التحول عن الصراع واتخاذ التفاوض السلمي بديلاً عنه. ونبذ العنف يحتاج إلى قادة، في الأمم كافة وفي المجتمعات والبيوت، يؤازرهم جيش من الشجعان المستعدين للمطالبة بالسلام والحرية والإنصاف.

إن الأمم المتحدة تؤيد تسوية المنازعات بالوسائل السلمية وإنهاء كل أشكال العنف، سواء كانت ترعاه الدولة أو كان متأصلاً في الثقافات والتقاليد، مثل العنف والتخويف اللذين تعاني منهما النساء والفتيات في جميع المناطق. وإنهاء هذا العنف يمكن أن يبدأ بكل واحد منا، في البيوت والمدارس وأماكن العمل. وإذا كان ممكناً أن يكون العنف مُعدياً، فإن الحوار السلمي يمكنه أن ينتشر بنفس الطريقة.

وتركز الأمم المتحدة أيضاً على القضاء على الفقر في غضون جيل واحد. ذلك أن الفقر تربة خصبة للعنف والجريمة؛ وهو بطبيعته عنفٌ ضد احتياجات وتطلعات أضعف فئات سكان العالم. ولهذا السبب فإننا نشدد كل هذا التشديد على الوفاء بوعد الأهداف الإنمائية للألفية بحلول العام 2015، وعلى وضع خطة جديدة للتنمية يكون الجوع في صلبها وتكون التنمية المستدامة هادياً لها. ومع نمو السكان وزيادة الضغوط على كوكب الأرض، يتعين علينا أيضاً أن نكون مدركين للعنف الذي نرتكبه ضد العالم الطبيعي.

ويتعين علينا، ونحن نضع أعيننا على مستقبل مستدام، أن نسترشد بضرورة ألا يصدُر عنا ضرر لا بالناس أو بالكوكب. وإنني في هذا اليوم الدولي لنبذ العنف، أدعو مواطني العالم في كل مكان إلى أن يستمدوا الإلهام من شجاعة أشخاص مثل المهاتما غاندي. دعوا الانقسام والكراهية؛ دافعوا عن الحق والعدل. اعملوا مع إخوتكم في الإنسانية نساءً ورجالاً لكي ينعم الجميع على الدوام بالعدل والسلام والازدهار.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 4044 - الأربعاء 02 أكتوبر 2013م الموافق 27 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:06 ص

      المصلي

      المقال رائع جداً هو ينطبق تماماً على واقعنا المرير في البحرين والتي اختطفهاالظلم والتمييز والأنقسام والكراهية حيث خرجت الناس تبحث عن بريق من الأمل لأثبات الحق والعدل ولكن لايروق لمن أختطف الوطن بما عليه فقتل من قتل وسجن من سجن وعذب من عذب بأصناف العذاب وابعد من ابعد وسجنت الحرائر وانتهكت الحرمات ولم يبقى لهذا المكون المظلوم شيء لم يعتدى عليه حتى مقدساته اهينت وكتب الله مزقت على الأشهاد وهكذا حالنا في هذا العالم والذي اصبح فيه المطالب بحقوقه وبكل سلمية والتي شهد بها العدو قبل الصديق ارهابي

    • زائر 1 | 2:54 ص

      جيش الحر وجيش النصره والثبات في الموقف!

      صحيح يقال من أبطال كربلاء العباس بن علي عليهما السلام كما إخوته الأرعه كما أصحاب الحسين منهم الحر بن يزيد الرياحي رضوان الله عليه. فقد إنقلب على الجيش الذي كان يقوده وكما يقال كان عشرة ألاف فارس. بينمخا اليوم من من التجار اليوم عنده ها العزم أو ها البأس الشديد القوة؟؟؟

اقرأ ايضاً