العدد 4043 - الثلثاء 01 أكتوبر 2013م الموافق 26 ذي القعدة 1434هـ

الرئيسان أوباما وروحاني يناقشان حل النزاع النووى الإيراني

واشنطن – وزارة الخارجية الأميركية 

تحديث: 12 مايو 2017

تحدث الرئيس أوباما مع الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر الهاتف في 27 أيلول/سبتمبرالمنصرم، في أول اتصال مباشر بين رئيسين أميركي وإيراني منذ 34 عامًا، وذلك في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي السري لإيران.

وصرّح الرئيس أوباما للصحفيين في البيت الأبيض في 27 أيلول/سبتمبر قائلاً: "إنني كررت للرئيس روحاني ما ذكرته في نيويورك. ففي حين إننا نتوقع بالتأكيد بروز عقبات مهمة تعيق التحرك قُدمًا كما أن تحقيق النجاح ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال، لكنني أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى حل شامل". لم يجتمع الرئيسان في نيويورك عندما كانا بمناسبة افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كشف الرئيس أوباما عن أنه أعطى توجيهاته لوزير الخارجية جون كيري بالاستمرار في متابعة الجهود الدبلوماسية مع الحكومة الإيرانية. وقد شارك الوزير كيري في محادثات جرت في 26 أيلول/سبتمبر في مقر الأمم المتحدة مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا وبمشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ويعرف فريق التفاوض هذا باسم "الدول الخمس زائد واحد" (P5+1) لأنه يضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا.

وشرح الرئيس أوباما مبادرته بالقول:"للمضي قُدمًا، لقد وجهنا أنا والرئيس روحاني فريقي عملنا لمواصلة العمل بسرعة، بالتعاون مع مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا، للسعي من أجل التوصل إلى اتفاق". وكانت الدول الخمس زائد ألمانيا تجتمع على مدى سنوات مع المفاوضين الإيرانيين حول البرنامج النووي في ذلك البلد.

ولقد أقرّ الرئيس أوباما بالتحديات التي تواجهها الدول خلال هذه المحادثات؛ غير أنه أشار إلى أن المحادثات المباشرة مع روحاني، في أول اتصال من هذا النوع منذ العام 1979، تظهر مدى انعدام الثقة العميق بين البلدين، لكنها تشير أيضًا إلى إمكانية تخطي تلك الفترة.

وأكد الرئيس أوباما: "إنني أؤمن بوجود أساس للتوصل إلى حلّ."

وفي هذا السياق، أفاد الرئيس أوباما بأنه يشعر بالتشجيع لالتزام الرئيس الإيراني روحاني المنتخب حديثًا بالتوصل إلى اتفاق مع الدول الكبرى بشأن برنامجه النووي المثير للجدل. وكان المرجع الديني الأعلى الإيراني، علي حسيني خامنئي، قد أصدر فتوى، وهي بمثابة حكم ديني إسلامي، ضد تطوير الأسلحة النووية. وقال روحاني مؤخرًا إن إيران لن تطوّر أبدًا أسلحة نووية.

من جهته، صرّح الوزير كيري للصحفيين في الأمم المتحدة في 26 أيلول/سبتمبر، بأنه اتفق مع وزير الخارجية الإيراني ظريف على إيجاد وسيلة للرد على العديد من الأسئلة التي أثارها المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف الوزير كيري أنه "غني عن القول، إن اجتماعًا واحدًا وتغييرًا في اللهجة، وهو أمر كان موضع ترحيب، لم يجب على هذه الأسئلة بعد. لقد كان من دواعي سرورنا جميعًا أن يحضر وزير الخارجية اليوم، وأن يطرح بعض الاحتمالات على طاولة المباحثات."

عقد الوزيران كيري وظريف اجتماعًا ثنائيًا في مقر الأمم المتحدة بعد اجتماع ظريف مع وزراء خارجية مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا. وقد ترأست اجتماع مجموعة الدول هذه الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وكانت آشتون قد اجتمعت بشكل منفصل مع ظريف في نيويورك في 23 أيلول/سبتمبر.

واستنادًا لمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية، فقد اجتمع ظريف مع مجموعة وزراء الخارجية لمدة 20 دقيقة تقريبًا في ما وصفته آشتون فيما بعد، بأنه كان عرضًا "نشيطًا".

وكانت المسألة المطروحة هي برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني الذي كان المجتمع الدولي يعتقد منذ مدة طويلة بأنه يشكل جزءًا من برنامج أكبر لتصنيع الأسلحة النووية. وكان المسؤولون الإيرانيون يدَّعون أن عملية تخصيب اليورانيوم كانت معدّة للاستخدام في مفاعل للأبحاث الطبية قرب طهران ولتوليد الكهرباء. ونتيجة لذلك، قامت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي بفرض مجموعة من العقوبات السياسية والاقتصادية على إيران.

وذكر هؤلاء المسؤولون أيضًا أن ظريف أكد رغبة إيران في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي وكذلك تنفيذ الاتفاق خلال فترة سنة واحدة. وأشار مسؤول رفيع المستوى إلى أن "ظريف طمأن الجميع بأن إيران لا ترغب في صنع أسلحة نووية، وأنه ذكر جميع الأسباب التي تجعل من امتلاك هذه الأسلحة أمرًا لا معنى منطقيًا له. ثم طرح على الطاولة بعض الأفكار التي لديه حول كيف ينبغي علينا المضي قُدمًا."

وأوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن الرسالة الرئيسية من وزراء الخارجية كانت الترحيب بهذا الانفتاح الجديد بعد سنوات عديدة من النقاش، ومن ثم مرور عدة سنوات من الجمود. وأشاد وزراء الخارجية بلهجة المناقشات والرغبة في العمل التعاوني للتوصل إلى حل يعالج هواجس المجتمع الدولي.

وأضاف المسؤول الرفيع المستوى أن كل وزير تحدث عن ضرورة تحقيق نتائج ملموسة وإجراءات محسوسة."

وصرح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية بأن وزراء الخارجية وظريف اتفقوا على وضع المفاوضات على المسار السريع وعقد جولة من المحادثات الموضوعية مع كبار الدبلوماسيين في 15-16 تشرين الأول/أكتوبر في جنيف.

وكان الرئيس أوباما قد أعلن خلال خطابه أمام الأمم المتحدة في 24 أيلول/سبتمبر أن الوزير كيري سيواصل بذل جهود دبلوماسية جديدة مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا ومع وزير الخارجية الإيراني الجديد حول برنامج تطوير الأسلحة النووية لبلاده.

ونوّه الرئيس بأن "الحواجز قد تثبت بأنها كبيرة جدًا، بيد أنني اعتقد جازمًا أنه ينبغي علينا اختبار المسار الدبلوماسي. وفي حين أن الوضع الراهن لن يؤدي إلا إلى تعميق عزلة إيران، فإن التزام إيران الصادق بالتوجه في مسار مختلف سيكون مفيدًا بالنسبة للمنطقة والعالم، وسوف يساعد الشعب الإيراني على تحقيق إمكاناته الاستثنائية."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً