العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

هجوم سوريا يذكر الناجين من بلدة حلبجة العراقية بالرعب الكيماوي

السليمانية – (رويترز) 

تحديث: 12 مايو 2017

في وسط بلدة حلبجة التي تطوقها الجبال يوجد نصب تذكاري لضحايا هجوم الغاز الكيماوي على البلدة في صورة يدين ممدودتين في تضرع الى السماء.

ففي عام 1988 أسقطت طائرات تابعة للقوات الجوية العراقية غازات سامة على بلدة حلبجة في اقليم كردستان شمال العراق فقتلت ما لا يقل عن خمسة الاف شخص.

ويتذكر ناجون من الهجوم الآن حالة الذعر التي سادت بعد الهجوم الكيماوي على مشارف العاصمة السورية دمشق الشهر الماضي.

وقالت حميدة حسن محمد - وهي تعرض على سجادة أمامها صورا قديمة لأقارب لها بينها صورة لها شخصيا وهي متقرحة الوجه وتعرف ملامحها بصعوبة - "أعيد فتح جرح بلدتنا في سوريا. نشعر كما لو أن حلبجة هوجمت مجددا. ما الفرق؟. الناس سواسية في كل مكان في العالم. هذه جريمة ضد الانسانية سواء كانت في حلبجة أو في سوريا."

ونجحت حميدة في الفرار الى ايران عبر الحدود وسافرت من هناك الى النرويج حيث عولجت لكنها تقول انها لا تزال تعاني من الاثار الجسدية والنفسية لذلك اليوم الربيعي.

وأكد محققون تابعون للامم المتحدة استخدام غاز السارين في مكان الهجوم بأسلحة كيماوية على الغوطة بضواحي دمشق ووصفوا الهجوم بأنه الأشد من نوعه منذ هجوم حلبجة.

وقال مسئولون أميركيون ان زهاء 1400 شخص غالبيتهم من الأطفال قتلوا في هجوم الغوطة.

واضافت حميدة "شعرت بألمهم حين هوجموا بأسلحة كيماوية. تذكرت ابني الذي حرق وتوفي وتذكرت الصراع الذي كنا فيه آنذاك. كنت في غاية الحزن لاسيما حين رأيت جثث الأطفال متاثرة على الأرض."

وتحمل الولايات المتحدة وقوى غربية القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الهجوم.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الأسباب متوفرة للاعتقاد انه من تنفيذ قوات المعارضة السورية.

ويشعر سكان حلبجة بقلق على حقوق الانسان بعد تجاهل المجتمع الدولي على نطاق واسع لمعاناتهم الأمر الذي جعلهم يرتابون في المبادرات الدبلوماسية الغربية والتي تطرحها الولايات المتحدة.

وقال رئيس رابطة للناجين في حلبجة يدعى لقمان محمد وهو واقف وسط ركام مبنى دمر في القصف العراقي "حين شاهدنا انا وأسرتي الصور عبر التلفزيون بكينا جميعا لأننا شعرنا بالألم. ما رأيناه كان جزءا بسيطا من الصراع لكن الجزء الأكبر من الألم والصراع سيظهر في المستقبل حين تتضح آثار الاسلحة الكيماوية في السنوات القادمة. يمكنني القول ان هذه جريمة منكرة. لكن هنا في حلبجة يمكننا ان نشعر بألمهم."

ويقول الناجون انه لو كان المجتمع الدولي عاقب صدام حسين على هجوم حلبجة فان التاريخ ما كان ليعيد نفسه في سوريا. وبالمثل فان التراخي في اتخاذ اجراء ضد الأسد يمهد لإمكانية استخدام أسلحة كيماوية في أي مكان آخر بالعالم.

وقال لقمان "اذا كان المجتمع الدولي اتخذ موقفا ضد جريمة الأسلحة الكيماوية في قرية سردشت غربي كردستان ما كنا لنرى الجريمة في حلبجة والانفال بل وما كنا لنراها ضد السوريين. لكن القوى الكبرى دائما ترعى مصالحها على حساب الشعوب."

وذكرت مجلة فورين بوليسي ان وثائق سرية ظهرت في الآونة الأخيرة تكشف ان واشنطن كانت على علم باستخدام صدام حسين لأسلحة كيماوية.

ويقول أهل حلبجة ان بشار الأسد يستحق مصير صدام حسين الذي حوكم وأعدم في عام 2006. وقال رجل مسن في مقهى بشارع رئيسي في حلبجة "نحن والشعب السوري أشقاء..وبشار الأسد وصدام جاءا من نفس الأم. لا رحمة في قلبيهما."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً