العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

نتنياهو يضغط على أوباما حتى لا يخفف الضغط على ايران

سيحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الامريكي باراك أوباما في اجتماع بينهما اليوم الاثنين(30 سبتمبر / أيلول 2013) من انه لا يمكن الوثوق في "الكلام المعسول" الدبلوماسي لايران وسيحثه على الضغط على طهران لمنعها من امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي.

وبينما سيحاول أوباما طمأنة نتنياهو الى انه لن يتحرك قبل الوقت المناسب لتخفيف العقوبات على ايران الا ان تزايد المؤشرات على التحسن الذي طرأ على العلاقات الامريكية الايرانية أزعج اسرائيل ويمكن ان يؤدي الى لقاء متوتر بين الزعيمين اللذين لم يتفقا دوما في الرأي بشأن النزاع النووي الايراني.

وسيجتمع الاثنان في البيت الابيض بعد ثلاثة أيام من حديث أوباما والرئيس الايراني حسن روحاني هاتفيا - في أعلى مستوى للاتصالات بين البلدين في أكثر من ثلاثة عقود - مما اذكى آمالا بالتوصل الى حل للمواجهة النووية المستمرة منذ عشر سنوات. وقال مسؤول اسرائيلي "نتنياهو لا يهتم بأنه سيكون مفسد الحفل الوحيد."

ويقول مسؤولون أمريكيون انه من المتوقع ان يعبر اوباما عن تعاطفه مع شكوك اسرائيل بشأن ايران عدوها اللدود لكنه سيوضح إصراره على اختبار نوايا روحاني وسيضغط على نتنياهو لكي يفعل ذلك لبعض الوقت.

وقال مسؤول اسرائيلي ثان ان نتنياهو من جانبه سيبلغ أوباما بان العقوبات الاقتصادية الصارمة نجحت في اجبار ايران على الجلوس على مائدة التفاوض و"يتعين عدم تخفيفها بل على العكس ينبغي تشديدها".

وسيحث نتنياهو اوباما على ان يرفض أي اتفاق يدعو الى تنازلات من جانب الغرب وان يطلب بدلا من ذلك اتخاذ خطوات محددة من جانب ايران تشمل اغلاق مشروعات تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم وشحن مخزونها من المادة الانشطارية الى الخارج. وقال المسؤول "سيبلغ الرئيس بأن (عدم التوصل الى اتفاق أفضل من التوصل الى اتفاق سيء)."

ولم تكشف ادارة أوباما ما هي التنازلات على وجه الدقة التي تريدها من ايران وقال مصدر قريب من البيت الابيض انه من المتوقع ان يقاوم الرئيس الامريكي الضغوط الاسرائيلية لتحديد وقت زمني دقيق للدبلوماسية للتوصل الى اتفاق. ورغم الخلافات بينهما وراء الابواب المغلقة يتوقع ان يحاول اوباما ونتنياهو ان يظهرا أنهما متحدان.

وتبدأ المحادثات في المكتب البيضاوي الساعة 11.15 بتوقيت شرق الولايات المتحدة وتنتهي ببيانات لمجموعة صغيرة من الصحفيين على ان يتلو ذلك غداء عمل. وأمضى نتنياهو يوم الاحد في فندق بنيويورك عاكفا على اعداد كلمته التي سيلقيها في الامم المتحدة غدا الثلاثاء بينما امتنع مساعدوه عن اجراء مقابلاتهم التلفزيونية المعتادة يوم الاحد مع وسائل الاعلام الاسرائيلية. وقال نتنياهو في مطار تل ابيب قبل ان يغادر الى الولايات المتحدة "سوف أقول الحقيقة.

الحقائق يجب ان تذكر في مواجهة الحديث المعسول وسيل الابتسامات." ولأوباما ونتنياهو سجل حافل من اللقاءات الصعبة كان من بينها اجتماع عاصف في المكتب البيضاوي عام 2011 عندما ألقى نتنياهو محاضرة على الرئيس الامريكي عن التاريخ اليهودي. وتسببت الاستراتيجية الامريكية بشأن ايران في توتر العلاقات بينهما من قبل ولاسيما العام الماضي عندما وجه نتنياهو انتقادا مقنعا الى الضغوط الامريكية على اسرائيل حتى لا تنفذ هجوما وقائيا على مواقع نووية ايرانية.

وبعد ان فاز أوباما بفترة رئاسية ثانية زار اسرائيل في مارس اذار حيث خفف خلافا شخصيا مع نتنياهو وقدم تطمينات بأنه مصمم على حرمان ايران من وسائل صنع قنبلة نووية وهو شيء تنفي طهران انها تسعى اليه. لكن الخلافات مازالت قائمة بين الحليفين. وبينما يتفق الاثنان على ان طهران بامكانها صنع أول قنبلة نووية في غضون شهور اذا اعتزمت القيام بذلك حذرت اسرائيل علانية الاسبوع الماضي من ان هذه الفترة يمكن ان تتقلص الى اسابيع بفضل أجهزة الطرد المركزي الايرانية الجديدة التي تستخدمها في تخصيب اليورانيوم.

وتفضل اسرائيل التي لديها قوات عسكرية تقليدية محدودة - ويعتقد انها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط - ان ترى الولايات المتحدة القوة العظمى تقود الطريق في اي تحرك عسكري ضد ايران اذا فشلت الدبلوماسية. لكن الاسرائيليين تابعوا بقلق حينما تعثر اوباما في محاولته حشد تأييد الكونجرس لمهاجمة سوريا ردا على ما يشتبه في انه هجوم بالاسلحة الكيماوية شنته دمشق يوم 21 اغسطس اب.

ويبحث نتنياهو عما يؤكد له التزام اوباما بمواجهة طهران بما يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشدد إنه يجب ان يكون "تهديدا عسكريا يعتد به".

ويصر اوباما على ان تهديده ليس تهويشا رغم انه لم يكن واضحا على النحو الذي يريده نتنياهو. غير ان نتنياهو لا يبدو أكثر قربا من توجيه ضربة منفردة الى ايران مع افتقاره لتأييد الرأي العام الاسرائيلي وتساؤلات بشأن هل ستكون مؤثرة عسكريا.

وفي نفس الوقت فان تواصل اوباما مع ايران قد يكون محدودا نتيجة لنفوذ جماعات الضغط الموالية لاسرائيل في واشنطن واعضاء الكونجرس الذين يشاركون نتنياهو شكوكه في روحاني وهو رجل دين معتدل تولى السلطة في اغسطس اب.

ويمكن ان يلتقي نتنياهو مع مؤيدين في الكونجرس مثلما يفعل عادة اثناء زياراته للولايات المتحدة. وسعيا للتأكيد على ان هناك أرضية مشتركة بين اوباما ونتنياهو صرحت سوزان رايس مستشارة الامن القومي الامريكي لشبكة سي.إن.إن. أمس الاحد بأن الولايات المتحدة واسرائيل وحلفاء آخرين "متحدون الى حد كبير في الاتفاق على ان تمضي العملية قدما" مع ايران.

لكنها أقرت بأن الطريق غير واضح لانه لم تجر حتى الان مفاوضات مع ايران. وزاد من تعقيد الامور سعي أوباما للتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين في محادثات بدأت في وقت سابق هذا العام. ويتوقع ان تأخذ دبلوماسية الشرق الاوسط في اجتماع اليوم الاثنين حيزا أكبر مما كان متصورا بعد ان أكد اوباما ان لها أولوية كبرى في كلمته امام الامم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً