لاشك في أن كل رب عمل أو صاحب مشروع ما أو حتى يقود مجموعة معينة ينشد النجاح لابد أن يسلك طرقاً تؤدي في النهاية إلى هذا النجاح، إذ لابد أن تسير الأمور بسلاسة كاملة دون أي تعقيد وألا يُدخل أهواءه الشخصية في هذا العمل، لأنه في النهاية منظومة متكاملة يجب أن تسير وفق أسس معينة تم وضعها مُسبقاً وبطريقة علمية مناسبة وبتخطيط مُلائم، وإن لم تُعجبه بعض الأمور أو تُقنعه بدرجة كاملة فلا بأس من المناقشة المستفيضة لعله في النهاية يصل لمستوى من القناعة، ولكن أن تؤدي يُقحم أهواءه الشخصية في العمل ولا يقتنع ولا يسمع لكلام الآخرين لأسباب عديدة ومنها داء (العظمة) الذي يعيشه والذي يجعله يجلب أشخاصاً فقط يؤيدونه ويسدون له خدمات الولاء والطاعة دون النطق ببنت شفة أمامه، وفي النهاية الأمور لا تسير وفق المطلوب وتكثر المشاكل مع أكثر من طرف، على الرغم من أن هؤلاء لو ساروا على الطريق الصحيح فإنهم سيكونون ناجحين بلا أدنى شك، لكن عظمتهم وكبرياءهم يمنعهم من ذلك!.
هذه الأمور بالتأكيد تنطبق على بعض الاتحادات لدينا، ولا أريد تعيين اتحاد بعينه لكنه موجود في كذا اتحاد رياضي بدأت الأمور تفلت من يده لهذا السبب على الرغم من أن مقومات النجاح موجودة، وحينها ستُصبح هذه الاتحادات ناجحة وستكسب احترام الجميع بعملها الناجح والمُنظم، لكن للأسف إدخال الأهواء الشخصية في العمل أمر غير لائق إطلاقاً ويؤدي في النهاية إلى الفشل، وكذا اتحاد يسير الآن نحو الفشل، ولأسباب واهية للغاية، مع التأكيد وتكرار أن مقومات النجاح موجودة، ولذلك يجب أن تكون للأندية كلمة قوية في وجه أي اتحاد يبدأ في (تخريب) اللعبة بسبب هذه التصرفات التي ستعيدنا إلى مستوى متدني وكأننا نعيش عصراً حجرياً لأن هؤلاء القياديين لا يريدون إلى العمل إلا أن يسير وفق عقليتهم (المتحجرة)، والتي ستؤدي بهم في النهاية إلى طريق خاطئ.
وفي المقابل، هنالك اتحادات أخرى يبدو لنا ومن خلال متابعاتنا اليومية أن العمل يسير فيها وفق أسس سليمة وبسلاسة كبيرة، لأن أعضاء مجلس الإدارة ووصولاً للرئيس يعملون من أجل هدف واحد ودون تمييز لأحد وفق أهواء وأطماع شخصية، وصحيح أن هذه الاتحادات لا تخلو من الأخطاء كذلك ولكن تبقى في النهاية أنها اجتهدت وعملت للمصلحة العامة، ولم تُدخل المصالح الشخصية في عملها!.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4039 - الجمعة 27 سبتمبر 2013م الموافق 22 ذي القعدة 1434هـ