لم ينقضِ وقت طويل كي ننسى ما حدث قبل عام أو أكثر عندما فارق هذه الحياة طفل نسيه ذووه في السيارة، حتى يعود للمشهد من جديد فصل اخر من فصول الألم والحسرة لفقدان شمعة أخرى في حادث مشابه آخر لكنه يفوقه مأساوية وان تشابهت أحداثه ونتائجه.
عندما نفقد في ساعات قلائل طفلا علمنا أنه ظل يصارع الموت في غياب قدر يسير من الرعاية، هل لنا أن نغض الطرف؟
هل نحتاج لأن نفقد أكثر من طفل واحد كي نحث الخطى ونبحث عن مكامن الخلل؟ هل نعي ما وقع حدث كهذا على قلب أم؟ هل مسئولية حدث مثل هذا تقتصر على مدرسة ما أو جهة دون أخرى؟
اننا من منطلق المسئولية المجتمعية وما تقتضيه المهنية الطبية مسئولون جميعا، كل من موقعه، كي نعمل لتفادي تكرار تراجيديا أخرى. أول الطريق لذلك المعرفة والحذر وقبل كل شيء حفظ الله وتدبيره.
عالمياً، انها المأساة نفسها في كل صيف وعادة ما تحدث لسهو ومن غير قصد من قبل من توسمنا فيهم بذل الرعاية والاهتمام تجاه فلذات أكبادنا، بل وأحيانا أخرى نكون نحن آباءا وأمهات من نلوم أنفسنا.
ماذا يحدث عندما يظل طفل في مكان ما مغلق لساعات؟
تتسارع درجة حرارة الطفل ازديادا الى مستويات مميتة بدءا من الدقائق الأولى، اذ ترتفع الحرارة بمقدار عشرين درجة خلال أول عشر دقائق فقط من نسيان الطفل داخل حافلة أو سيارة مغلقة المنافذ، في حين أنها تصل حتى الى أربع وثلاثون درجة بعد ثلاثين دقيقة، بحسب دراسة أعدتها شركة جنرال موتورز وذلك يعني أنه حتى في جو قليل الحرارة يمكن أن تكون العواقب قاتلة.
فسيولوجيا، ترتفع حرارة الأطفال بسرعة أكبر مقارنة بالأشخاص البالغين ولا يتمكن جسم الطفل عادة من التعاطي مع ذلك الارتفاع كما يفعل الكبار، ما يجعله أكثر عرضة للأثر الوخيم جراء ذلك. ويكفى أن نعلم في هذا السياق أنه يكفي بقاء الطفل لمدة خمسة عشر دقيقة فقط في حافلة كهذه حتى يعانى من اضطرابات بيولوجية تهدد حياته في جهازه الكلوي أو العصبي أو كليهما معا.
علما أنه تتوقف جميع الأعضاء الداخلية فسيولوجيا عند بلوغ الحرارة درجة 104 فهرنهايت، بينما تحدث الوفاة عند درجة مئة وسبعة فهرنهايت فقط.
في العرف الطبي والعلمي هناك ذلك النوع من حالات الوفاة الممكن تلافيها بقدر من الحذر والاهتمام، وهذا ما ينطبق على حوادث وفاة الأطفال جراء نسيانهم في الحافلات والسيارات. نحتاج في هذا السياق لوضع نصب أعيننا رسم سياسات شاملة وتعليمات واضحة تتكفل وتضمن نقلا مدرسيا امنا لأطفالنا.
إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"العدد 4038 - الخميس 26 سبتمبر 2013م الموافق 21 ذي القعدة 1434هـ
الموت حق ولكن
الموت نتيجة الاهمال او القسوة وخاصة موت الاطفال الابرياء يوقع على النفس صدمة كبيرة ليس اعتراضا على الموت فالموت سيخطفنا في اي لحظة وانما على ما يحصل من تقصير واهمال واستهتار احيانا في حق الطفولة والانسانية فعند سماعنا بموت طفل في باص مدرسة او غرقا فاننا نشهق ذعرين
على جميع سواق الباصات
جعل منفذ تهوية في السيارات او جعل جهاز سنسور يعطي الارم للسائق في حالة نزوله وغلق الباب لوجود شي ما داخل الباص مع تحياتي