جدد الرئيس السوري بشار الاسد التزام نظامه بتدمير اسلحته الكيميائية في وقت حقق الروس والغربيون تقدما في اتجاه قرار للامم المتحدة حول هذه المسألة.
وفي دمشق يستعد خبراء الامم المتحدة بعد عودتهم الاربعاء الى القيام بتحقيقات جديدة حول مزاعم استخدام اسلحة كيميائية، بعد التحقيقات التي اجروها الشهر الماضي وخلصت الى استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم وقع في 21 اب/اغسطس بريف دمشق واسفر عن اكثر من 1400 قتيل بحسب واشنطن.
وقال مصور وكالة فرانس برس ان فريق الخبراء برئاسة آكي سيلستروم لم يغادر الفندق حتى الان اليوم الخميس(26 سبتمبر / أيلول 2013).
واكد الاسد الذي يواصل حملته ضد مقاتلي المعارضة في النزاع المستمر منذ حوالى 30 شهرا، في مقابلة اجرتها معه شبكة تيليسور الفنزويلية ان "سوريا تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها" مؤكدا "لا توجد لدينا عقبات حقيقية" في وجه عمل الخبراء.
وكان الاسد اكد في 19 ايلول/سبتمبر ان بلاده ستدمر ترسانتها الهائلة من الاسلحة الكيميائية لافتا الى ان العملية ستستغرق ما لا يقل عن سنة وستكلف مليار دولار.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعا الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة الى قرار "حازم" من الامم المتحدة ينص على "عواقب" في حال لم يلتزم نظام الاسد بتدمير اسلحته الكيميائية.
وتاتي تصريحات الرئيس السوري في وقت تواصل قواته يوميا قصف معاقل مقاتلي المعارضة في انحاء مختلفة من البلاد.
وبعد شهر من تراجع حدة اعمال القصف والمعارك تعرضت احياء حمص القديمة (وسط) التي يحاصرها الجيش منذ اكثر من سنة، الخميس لقصف عنيف واستخدمت القوات النظامية الدبابات وراجمات الصواريخ بحسب ناشطين.
وفي هذه الاثناء تتركز المناقشات في الامم المتحدة على قرار يحدد اطارا لعملية نزع الاسلحة الكيميائية السورية وقد اكد دبلوماسيون ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) اتفقت على "النقاط الرئيسية" للنص.
غير ان دبلوماسيا روسيا قال لفرانس برس "ان المحادثات لم تنته حول بعض النقاط الاساسية"، من دون اعطاء تفاصيل.
وتتعثر المفاوضات حتى الان حول مسألة تضمين القرار اشارة الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي ينص على سلسلة تدابير تتراوح من العقوبات الاقتصادية الى حد استخدام القوة لالزام بلد بالامتثال لقرار مجلس الامن.
وتؤكد روسيا حليفة النظام الرئيسية التي استخدمت والصين حق النقض "الفيتو" في وجه كل المحاولات التي جرت في مجلس الامن لاصدار قرار يدين النظام السوري، انها لن توافق على صدور قرار يجيز تدخلا عسكريا ضد دمشق، في حين ان الغرب يصر على "معاقبة" نظام الاسد ان اخل بالتزاماته المتعلقة بتدمير ترسانته الكيميائية.
وكان الروس والاميركيون توصلوا الى اتفاق في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف نص على وضع اسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف دولي وتدميرها، ما جنب دمشق ضربة اميركية بدت وشيكة واثار خيبة امل لدى المعارضة السياسية والمسلحة التي كانت تأمل في ان يؤدي تدخل عسكري خارجي الى زعزعة النظام.
غير ان الرئيس السوري اكد رغم ذلك في المقابلة ان "احتمالات العدوان دائما قائمة".
وتراجع احتمال توجيه ضربة عسكرية الى نظام دمشق اثار "يأسا وفقدانا للامل" لدى المعارضة التي تعاني من سوء التجهيز والتسليح في مواجهة آلة الحرب السورية المدعومة من حزب الله الشيعي اللبناني، بحسب ما قال المنسق الاعلامي والسياسي لهيئة اركان الجيش السوري الحر لؤي المقداد.
وأعلنت 13 مجموعة ليل الثلاثاء، بينها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وحركة "أحرار الشام" الاسلامية ولواء التوحيد القريب من الاخوان المسلمين ولواء الاسلام المقرب من السعودية، عدم اعترافها بالائتلاف وحكومته الموقتة، داعية الى "التوحد" ضمن اطار اسلامي يحتكم للشريعة.
وطرح هذا القرار المفاجىء شكوكا حول القدرة التمثيلية للائتلاف الوطني، المكون الابرز في المعارضة السورية والذي يحظى بدعم الدول الغربية.
وقال المقداد ان اللواء سليم ادريس قائد اركان الجيش الحر "سيتوجه فورا الى الداخل السوري لمحاولة راب الصدع وتجميع الصف".
كما يضعف هذا الاعلان المعارضة في وجه النظام في حال جرت مفاوضات سلام لتسوية النزاع في سوريا الذي اوقع اكثر من 110 الاف قتيل خلال اكثر من سنتين ونصف السنة.
وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء الدول الكبرى خلال اجتماع الاربعاء في نيويورك لمحاولة الخروج من المأزق في هذا الملف على "اهمية مضاعفة الجهود من اجل حل الازمة الانسانية في سوريا وفي الدول المجاورة ايضا".
وبحسب ارقام الامم المتحدة فان اكثر من مليوني سوري فروا الى الدول المجاورة فيما نزح ستة ملايين اخرين داخل البلاد.