أجرت قناة " تيلي سور"التليفزيونية ، ومقرها العاصمة الفنزويلية كراكاس مقابلة مساء أمس الاربعاء مع الرئيس السوري بشار الاسد .
وذكرت وكالة الانباء السورية /سانا/ اليوم الخميس(26 سبتمبر / أيلول 2013) أن الاسد قال في هذ المقابلة "إن احتمال أن تقوم الولايات المتحدة بعدوان هو قائم دائما... فلو عدت للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ولسياستها... على الأقل في النصف الأول من الخمسينيات.. فهي سياسة تنتقل من عدوان إلى آخر بدءا بكوريا مرورا بفيتنام إلى لبنان إلى الصومال إلى أفغانستان إلى العراق.. هذه هي السياسة الأمريكية".
وأضاف الاسد " هذا عدا ما قامت به في أمريكا الجنوبية من تحريض على انقلابات ومقتل الملايين بسبب السياسة الأمريكية.. عشرات من الحكومات أطيح بها بسبب السياسة الأمريكية.. فهذه هي السياسة الأمريكية التي نراها حاليا وهي نفسها التي كانت موجودة منذ عقود.. لم تتغير.. ولا أرى أن هناك سببا رئيسيا الآن ليجعلها تتغير على الأقل من خلال رؤيتنا للوضع الداخلي الأمريكي.. هذا يعني أن احتمالات العدوان دائما قائمة.. مرة تكون الحجة الكيميائي.. في المرة الأخرى تكون هناك حجج مختلفة.. ونقلت وكالة سانا عن الاسد قوله لقناة تيلي سور "المهم أن ما تقوم به الولايات المتحدة عمليا خلال هذه العقود هو تجاوز مجلس الأمن.. تجاوز ميثاق الأمم المتحدة.. تجاوز سيادة الدول.. تجاوز كل الأعراف الإنسانية والأخلاقية.. فربما علينا دائما أن نضع هذا الاحتمال نصب أعيننا في كل مكان من العالم.. وهذا ما نقوم به في سورية.. لذلك نقول هل هناك احتمال للعدوان... قد لا يكون هذا الاحتمال الآن.. ولكن متى يأتي هذا الاحتمال ويصبح واقعا.. لا أحد يعلم.لكن يبقى احتمالا.. ولا يجوز أبدا أن نستبعد هذا الاحتمال".
وقال الاسد بحسب وكالة الانباء السورية "فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.. أنا اعتقد أن ما قامت به الولايات المتحدة عبر هذه العقود وعبر هذه الحروب والتدخلات يناقض تماما مصلحة الولايات المتحدة.. فهي دولة عظمى ولديها مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها.. تستطيع أن تحقق هذه المصالح بالاحترام المتبادل.. بالعلاقة الجيدة.. بالثقة.. بالمصداقية.. بتسويق ونشر العلم والمعرفة التي تتمتع بها الولايات المتحدة بدلا من نشر الإرهاب والدمار والخوف.. فلا شك بأن لها مصالح كدولة كبرى.. ومعظم الدول الكبرى لديها مصالح عبر أنحاء العالم".وأضاف "لكن هذه المصالح تنطلق أولا من الاستقرار في العالم.. لا يمكن أن يكون لديك أي نوع من المصالح في منطقة مضطربة.. حيث يوجد حروب وإرهاب.. نعم لديها مصالح.. ولكن كل ما تقوم به الولايات المتحدة من سياسات يناقض مصالحها ويناقض مصالح الشعب الأمريكي".فيما يتعلق بخطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحة نقلت وكالة سانا عن الاسد قوله "هو ككل خطاباته سابقا.. خطابات ملأى بالادعاءات.. مبنية على التزوير وتحمل الكثير من الأكاذيب.. ولكن بشكل عام معظم تصريحات المسؤولين الأمريكيين في معظم الإدارات.. سواء الإدارة الحالية أو الإدارات السابقة..
هي تصريحات لا تحمل الحد الأدنى من المصداقية.. لذلك ليس المهم أن نعلق على تصريحاتهم.. وغالبا أصبحت مكررة. أما حديثهم عن الفصل السابع فبالنسبة لنا لا يقلقنا في سورية.. أولاً لأن سورية ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها وهذا معروف عن سورية منذ عقود طويلة.وفيما يتعلق بإيران قال الرئيس السوري "الموقف الإيراني موقف موضوعي جدا من الأزمة السورية لأنه يعرف حقيقة ما يحصل في سورية.. وبنفس الوقت يعلم أن هذه المنطقة واحدة.. وبالتالي إذا كانت هناك نار تشتعل في سورية فلا بد أن تنتقل هذه النار إلى البلدان المجاورة ولاحقا إلى البلدان الأبعد من سورية.. بما فيها إيران". وبصدد التقارب الإيراني الأمريكي قال الاسد "إنه لا يعني أن إيران تثق بالولايات المتحدة. نحن لدينا علاقة مع الولايات المتحدة مرت بمراحل متعددة من الصعود والهبوط.. ولكن الثقة لم تكن موجودة في أي مرحلة من المراحل ، لكن في العمل السياسي أنت بحاجة لكي تجرب كل الوسائل وتطرق كل الأبواب من أجل أن تخفف التوتر في العالم".وقال الاسد "بالنسبة لبعثة المفتشين ... نحن من قام باستدعائها للمجيء إلى سورية في شهر آذار الماضي عندما قام الإرهابيون باستخدام الغازات السامة في إحدى ضواحي مدينة حلب في الشمال.. لم تأت هذه المجموعة بمبادرة من الأمم المتحدة.. أو من أي دولة أخرى.. ومن وضع العراقيل في وجه مجيئها هي الولايات المتحدة.. فعمليا نحن قمنا بدعوتها ولنا مصلحة بمجيئهم من أجل تحديد حقيقة استخدام المواد الكيميائية في سورية. فمن غير المنطقي أن نقوم نحن بدعوة جهة إلى سورية.. وأن نقوم نحن بوضع العراقيل في وجهها.. حتى عندما غادرت هذه البعثة سورية مؤخرا منذ بضعة أسابيع كنا نريد منهم أن يستمروا في إنجاز استطلاع باقي المناطق المفترض أنه تم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية.. ولكن إصرار الولايات المتحدة على عودتهم قبل إنجاز هذه المهمة هو ما دفعهم إلى مغادرة سورية"وأضاف الاسد بحسب وكالة سانا "إسرائيل دولة عدوانية.. إسرائيل دولة قامت على التوسع.. تحتل أراضي الآخرين وتقتل الشعوب المحيطة بها.. قتلت طبعا الكثير من الفلسطينيين عبر أكثر من ستة عقود.. قتلت الكثير من اللبنانيين.. الكثير من المصريين والسوريين والآخرين بعمليات اغتيال وتفجير وارهاب وغيرها..
واليوم تقوم بنفس الدور عبر دعمها للإرهابيين بشكل مباشر على المناطق المحاذية للجبهة السورية.. أي باتجاه الجولان المحتل حيث تقدم الدعم اللوجستي والطبي والمعلومات.. وأيضا السلاح والذخيرة للإرهابيين".وتابع الاسد "نحن دائما نتحدث عن أن العالم النامي.. أنتم منه ونحن منه.. مر بعدة مراحل لكي يستقل.. المرحلة الأولى هي مرحلة خروج القوات الأجنبية من البلد المحتل.. ومعظم الدول حققت هذا الاستقلال. المرحلة الثانية وهي الأهم هي استقلال القرار السياسي والاقتصادي والعسكري.. واستقلال القرار الوطني.. هذا ما تحقق في أمريكا اللاتينية وفي أمريكا الوسطى عبر العقدين الماضيين.. وكان هناك رمزان لهذا الاستقلال.. الرئيس كاسترو منذ خمسة عقود حتى الآن وبعده الرئيس تشافيز.. وعندما نذكر الرئيس تشافيز نتذكر هذه المرحلة لأن المخاض الذي تمر به منطقتنا في الشرق الأوسط هو مشابه لما مررتم به سابقا في أمريكا اللاتينية.. عندما حققتم استقلال القرار الوطني أصبحت أوضاع أمريكا الجنوبية وحتى أمريكا الوسطى أفضل بكثير من قبل وبدأ الاستقرار السياسي يعطي النتائج الاقتصادية وبدأ التطور الاقتصادي وبدأت بعض الدول تصعد صناعيا وتصبح من الاقتصادات الكبرى.. هذه هي النتيجة الطبيعية للاستقلال.. في المنطقة العربية لا يوجد لدينا حتى الآن إلا بالحد الأدنى استقلال للقرار السياسي في عدد محدود من الدول وبشكل جزئي.. الصراع الذي يحصل الآن مع الغرب هو في جزء منه متعلق بهذه النقطة أي بالحصول على القرار الوطني واستقلالية هذا القرار"وذكرت وكالة سانا نقلا عن الرئيس السوري "أنا أعتقد أن أمريكا الجنوبية بشكل عام وفنزويلا والرئيس تشافيز وقبله الرئيس كاسترو بشكل خاص يمثلون نموذجا مهما في السير على طريق الاستقلال والحرية التي تسعى إليها الشعوب خروجا من تحت عباءة الهيمنة الغربية التي دامت لعقود طويلة من خلال الاستعمار المباشر وبعدها الاستعمار غير المباشر الذي ما زال مستمرا.. فهناك أشياء كثيرة متشابهة.. الطباع.. العواطف.. الحرارة الموجودة بين أبناء الشعب الواحد في منطقتكم وفي منطقتنا.. وهناك السياق التاريخي المتشابه.. فمن المتوقع أن يكون هناك أيضا.. غير الرئيس تشافيز والرئيس كاسترو.. هناك الكثير من الرؤساء الآن في أمريكا اللاتينية الذين يسيرون على نفس الخط الذي كان يسير عليه الرئيس تشافيز ولكن أريد أن أذكر بشكل خاص الرئيس الصديق والأخ مادورو الذي عرفته من خلال لقاءات عديدة سواء خلال زيارتي إلى فنزويلا أو خلال زياراته إلى سورية.. ونحن سعداء جدا بأن الشعب الفنزويلي قرر أن يختار هذا الشخص الذي يجسد خط الرئيس تشافيز.. لديه الصلابة ولديه العنفوان ولديه الرؤية الواضحة لمنطقتنا وأنا متأكد أنه سيتابع السير بفنزويلا على طريق الاستقلال".