أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية الشراكة الاقتصادية في تعزيز العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الصديقة.
جاء ذلك خلال استقبال عاهل البلاد في قصر الصخير يوم أمس الأربعاء (25 سبتمبر/ أيلول 2013)، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أعضاء الوفد الرسمي ورجال الأعمال ورؤساء تحرير الصحف المحلية الذين رافقوا جلالته خلال زيارة الدولة التي قام بها جلالته إلى جمهورية الصين الشعبية مؤخراً.
المنامة - بنا
أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أهمية الشراكة الاقتصادية في تعزيز العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الصديقة.
جاء ذلك خلال استقبال عاهل البلاد في قصر الصخير يوم امس الاربعاء (25 سبتمبر/ ايلول 2013)، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة أعضاء الوفد الرسمي ورجال الاعمال ورؤساء تحرير الصحف المحلية الذين رافقوا جلالته خلال زيارة الدولة التي قام بها جلالته إلى جمهورية الصين الشعبية مؤخرا.
وفي بداية اللقاء ألقى جلالة الملك كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو، أيها الاخوة والأخوات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسعدنا أن تكونوا معنا في هذا اللقاء الكريم، والذي نود أن نعبر فيه عن تقديرنا لكم جميعاً لما قدمتموه من مساهمات فردية وجماعية أثناء زيارة الدولة التي قمنا بها لجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وأن نشيد بالجهود الموفقة التي بذلها الجميع من وفد رسمي واقتصادي وإعلامي يدعو للشكر والتقدير.
ولاشك في أن هذه الزيارة المهمة قد أتت بنتائج طيبة على مملكة البحرين، وأسهمت في تعزيز العلاقات الشاملة مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة، وما حظيت به الزيارة من نجاح تاريخي.
ولا يفوتنا التأكيد على أهمية الشراكة الاقتصادية في تعزيز العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الصديقة، حيث تضاعف التبادل التجاري بين الدولتين خلال السنوات العشر الماضية بنسبة 900 في المئة، ولاتزال هذه العلاقة الاقتصادية الوطيدة آخذة في التطور والازدهار؛ إذ إنها باتت اليوم تمثل جسراً للتبادل الثقافي والحضاري والتربوي، فقد قمنا في خلال هذه الزيارة المهمة بإبرام مذكرات تفاهم في مجالات التربية، والمكتبات الرقمية، والشئون الثقافية، والخدمات المالية، ومنع الازدواج الضريبي، والتعاون بين أجهزة النفط والغاز والبتروكيماويات. كما تم أيضاً إبرام مذكرات تفاهم في مجال الخدمات الصحية والمجال البنكي، وإنشاء مركز للغة الصينية.
كما أن عقد الملتقى الاقتصادي البحريني الصيني في بكين بحضور ما يزيد عن 550 مشاركاً، فرصة مهمة لتعريف رجال الأعمال الصينيين باقتصاد مملكة البحرين والفرص المتاحة لتعزيز التعاون في المجالات البنكية والصناعية والتجارية والأشغال والنفط والكهرباء، بالإضافة إلى المشاريع الإسكانية. ومجالات الإنشاء والتدريب ومشاريع البنى التحتية.
وإننا إذ نجتمع بكم في هذا المساء؛ لنقدّر لكم جهودكم في حسن تمثيل البحرين، واهتمامكم في الشأن الاقتصادي والتجاري والإعلامي، ونخص بالشكر سعادة الدكتور حسن بن عبدالله فخرو وزير الصناعة والتجارة وسعادة الدكتور عصام بن عبدالله فخرو رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، ويحدونا الأمل أن نلتقي بكم في المستقبل القريب من خلال زيارات مماثلة لخدمة الصالح العام وتحقيق الرفاهية لأبناء مملكتنا العزيزة.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك القى رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين عصام فخرو كلمة قال فيها: «تشرفنا وأعضاء الغرفة والفعاليات الاقتصادية والتجارية البحرينية بدعوة جلالتكم وإتاحة الفرصة لنا بلقاء جلالتكم، لنستلهم من رؤاكم وتوجهاتكم ما يعزز من مسيرة الغرفة والقطاع الخاص في المرحلة المقبلة ونحن ندرك جيداً حجم الآمال المعقودة على هذا القطاع بقدر ما ندرك ونعي دورنا الذي سيكون في مستوى ما تنشدونه من تقدم لهذا الوطن وشعبه».
وهنأ فخرو بمناسبة نجاح زيارة الدولة التاريخية الى الصين الشعبية، «في بادرة تعكس ايمان جلالتكم بدور العمل الاقتصادي في تطوير علاقات المملكة بمختلف الدول الشقيقة والصديقة، وبمحورية دور القطاع الخاص البحريني في النهوض بهذه العلاقات، وبشكل يؤكد بعد نظركم لأهمية الترويج للمناخ الاستثماري في مملكة البحرين في مختلف المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية، كما انها تأتي في سياق الجهود العامة التي توجهون جلالتكم نحو تكريسها لتعزيز مكانة البحرين على الخريطة العالمية للاستثمار وتعريف المجتمع الدولي بما حققته من انجازات في عهدكم الزاهر على مختلف الأصعدة الحضارية والتنموية في ظل مشروعكم الوطني الإصلاحي الذي اصبح محل اعتزاز أبناء شعبكم الوفي وتقدير المجتمع الدولي».
واضاف «ان زيارة جلالتكم الى الصين قد أضافت أبعاداً سياسية واقتصادية جديدة للعلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين، وما حظيت به هذه الزيارة التاريخية لجلالتكم من اهتمام من دولة عظمى كالصين يؤشر على المكانة الدولية التي تتمتع بها مملكة البحرين كما يعكس نجاح جهود المملكة في بناء علاقات أكثر متانة بين مملكة البحرين ومختلف دول العالم، وهذا ما يتسق تماماً مع الرؤية الاقتصادية 2030 والتي أشارت ضمن محاورها الى تكثيف المبادرات الرامية الى توسيع علاقات المملكة الاقتصادية بمختلف دول العالم، كما ان هذه الزيارة قد دشنت مساحات ارحب للتفاهم في مختلف المحاور ولاسيما التنموية والاقتصادية والتجارية، رسختها الاتفاقيات التي وقعت في اطار هذه الزيارة، والتفاهمات التي تكللت بالنجاح مع قوة عالمية لا يستهان بها على الصعيد السياسي والاقتصادي، فضلا عن تأكيد البلدين رفضهما للتدخل الخارجي في الشئون الداخلية لكل بلد ووقوف الصين الى جانب البحرين ضد كل ما يهدد امنها واستقرارها، ما يفتح الباب على مصراعيه امام مملكة البحرين لتكون لاعبا رئيسيا لتطوير العلاقات بين منظومة مجلس التعاون الخليجي والمنظومة الآسيوية التي تمثلها الصين الشعبية».
وتابع بالقول «ان نجاح هذه الزيارة وما أسفرت عنه من نتائج إيجابية، سينعكس حتما على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البحرين والصين، وسيكون لها مردودات مباشرة على زيادة حجم التبادل التجاري البيني وعلى تأسيس مشاريع مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين، ونعاهد جلالتكم أننا سنكون على قدر تطلعاتكم وتمنياتكم، وأن نستثمر جهودكم الطيبة في تنمية العلاقات التجارية وإقامة تحالفات استثمارية مع الصين الشعبية عبر مشاريع مشتركة يستفيد منها قطاع الاعمال البحريني، وستقوم غرفة تجارة وصناعة البحرين بترتيب زيارات عمل خلال الفترة القريبة المقبلة لوفود تجارية بحرينية الى الصين كما ستقوم بالمقابل بدعوة الجهات الصينية المعنية لزيارة مملكة البحرين لتفعيل النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها الزيارة التاريخية لجلالتكم واستثمارها بالشكل الأمثل الذي يحقق الاستفادة القصوى من تنامي العلاقات السياسية فيما يخدم العمل الاقتصادي المشترك».
العدد 4037 - الأربعاء 25 سبتمبر 2013م الموافق 20 ذي القعدة 1434هـ