تناقلت الصحافة البريطانية والأميركية خلال الأيام الماضية ما قد يمكن أن تحمله الأيام من توقعات بحصول أول لقاء بين الجانبين الأميركي والإيراني، في ظل ترقب إسرائيلي وخليجي من عودة مجاري العلاقات بين واشنطن وطهران، خصوصاً في ظل عدم استبعاد ذلك من قبل البيت الأبيض.
وبحسب تقارير صحافية، فإنه يبدو أن الإيرانيين أشاروا من خلال قنوات متعددة عن استعدادهم لمناقشة إطار أمني موسع يحد من قدرة البرنامج النووي الإيراني على إنتاج أسلحة، لكنه «يعترف في الوقت نفسه بمصالح إيران في سورية ومناطق أخرى من الشرق الأوسط». هذا ما أشار إليه الكاتب الصحافي ديفيد اغناتيوس، في صحيفة «واشنطن بوست»، ونشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها أمس (الثلثاء)، تحت عنوان «الفرصة سانحة للرئيس أوباما»، إذ كتب يقول: «يجتذب إطار العمل الشامل هذا واضعي الاستراتيجيات الأميركيين البارزين، لكنه يثير أيضاً قلقاً عميقاً لدى لاعبين إقليميين كالمملكة العربية السعودية والإمارات وإسرائيل، الذين يخشون من التضحية بمصالحهم جراء التقارب الأميركي - الإيراني. وسيكون الاختبار الأساسي هو مدى استعداد إيران للعب دور بناء في سورية في حال شاركت في محادثات جنيف، التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بشأن الانتقال السياسي».
يأتي مثل هذا الكلام في الوقت الذي انطلقت فيه أمس (الثلثاء) أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور 131 رئيس دولة و60 وزيراً للخارجية. ويرى مراقبون أن ما يحدث وقد يحدث في نيويورك ما هو إلا جسّ نبض أميركي إيراني، وذلك خلال المشاركة في مشاورات حول الملف النووي لطهران، إذ أوضح مساعد مستشار الأمن القومي بن رودس، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، «سيلتقي نظراءه في مجموعة (5+1) إضافة إلى وزير الخارجية الإيراني».
ولقد أبدى روحاني رغبته في التوصل إلى اتفاق نووي، وكان رده مشجعاً على الرسالة الخاصة التي بعث بها إلى أوباما، التي تحث على المفاوضات الثنائية الأميركية – الإيرانية، والتي وصفت بـ «الإيجابية».
وهو ما لفت إليه الكاتب اغناتيوس، موضحاً «ويرى المسئولون الأميركيون في روحاني زعيماً أكثر قوة من سلفه الحماسي محمود أحمدي نجاد، وأكثر منه اعتدالاً. كما أنه انتخب بتفويض من الإيرانيين لتنفيذ سياسة خارجية أكثر اعتدالاً ورفع العقوبات التي تكبل الاقتصاد الإيراني. ورغم المعارضة الأولية التي أبداها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يبدو أن روحاني يحظى في الوقت الراهن بدعمه، بالنظر إلى دعوة خامنئي هذا الأسبوع لمرونة بطولية في المفاوضات».
وينتظر - بحسب اغناتيوس- المسئولون الأميركيون ليروا إلى أي مدى سيبلغ روحاني، فهم يريدون مرونة أكبر في هذه القضايا كضمانات وعمليات تفتيش، ورغبة أكبر في تقييد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وربما وضع سقف إنتاجها الجديد عند 5 في المئة فقط. وسوف يراقبون أيضاً مؤشرات مرونة الإيرانيين بشأن إغلاق منشأة فوردو الكبيرة تحت الأرض، خارج قم.
في المقابل، ستبدي إيران رغبة واضحة في حقها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة وتتحفظ عليه دول الجوار.
ومع المتغيرات التي تشهدها المنطقة في الشرق الأوسط، فإن هناك أموراً جديدة تفرض على إدارة أوباما تبني منهجية جديدة بعيدة عن لغة الخطر المحدق من إيران على دول الجوار، وهو أمر ظل مستمراً على مدى 34 عاماً، إذ أن أوباما اليوم بحاجة إلى تبني مسار جديد بشأن السياسية الخارجية، فهو بلا شك بحاجة إلى حلول تتعلق بشأن سورية ولبنان والبحرين، ولا يمكن رسم أية سياسة واستراتيجية إقليمية جديدة بمعزل عن قضايا دول في المنطقة مازالت معلقة، وتحتاج إلى انفراجة تماماً، كانفراجة في العلاقات مع إيران من خلال إعطاء الفرصة، وهو ما أشار إليه أوباما في كلمته أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قال: «قد يبدو من الصعب جداً تجاوز العقبات، إلا أنني مقتنع بأنه لابد من تجربة الطريق الدبلوماسية».
أوباما أكد أنه في حال تم التمكن من حل مسألة البرنامج النووي، فإن ذلك -بحسب كلمته - يفتح الباب أمام علاقة مختلفة قائمة على المصالح والاحترام المتبادل، محذراً من أن بلاده تبقى مستعدة للجوء إلى القوة في حال تهددت مصالحها في المنطقة... وقال الرئيس الاميركي «بما ان الرئيس روحاني التزم التوصل الى اتفاق، طلبت من وزير الخارجية جون كيري ادارة هذه الالية مع الحكومة الايرانية بتعاون وثيق مع الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين». واقر اوباما ايضا بوجود «جذور عميقة» من الحذر بين واشنطن وطهران اذ ان العلاقات مقطوعة بين البلدين منذ العام 1979، الا انه قال «... انني متأكد اننا في حال تمكنا من حل مسالة البرنامج النووي الايراني فان ذلك يمكن ان يفتح الباب امام علاقة مختلفة قائمة على المصالح والاحترام المتبادل».
ان المتغيرات الاخيرة تشير الى ان «روحاني وأوباما» لديهما فرصة لعودة العلاقات ةاعادة صياغة نهج جديد للدبلوماسية في الشرق الاوسط قد يخفف من التوترات التي تعاني منها المنطقة وتتسبب في المعاناة للجميع، وهو ما أشار اليه روحاني الذي قال بان السياسة والدبلوماسية في عالم اليوم لا تعني ان النتيجة «صفر» للجميع، وانما تعني بان الجميع يستفيد منها.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4036 - الثلثاء 24 سبتمبر 2013م الموافق 19 ذي القعدة 1434هـ
فلا تلوموا ايران
بل تسمح لها باقتنا السلاح النووي فلا تلوموا ايران عندما تتجه الى الغرب والتخلي عن قضية فلسطين انتم ياعربان من جعلتم ايران ان تصبح في احضان الغرب كالسابق في ايام الشاه
وكل حروب امريكا واسرائيل والغرب ضد ايران بسبب وقوف ايران الى جانب قضية فلسطين فالتتخلى ايران عن قضية فلسطين سوف الامريكان والاسرائيلين يجعلوهم شرطي الخليج من جديد
شكرا
مقال اكثر من رائع
مسامحة اختي
مشكورة اختي علي موضوع لاكن لدي عتب بسيط على موضوع او العنوان مقال محاولة استمرار علاقة بين البلدين كان من افضل كتابة استمرار علاقات ممتازة بين بلديين لانه اكثر واقعية