«إلى المواطنين الكرام: كنا ومازلنا ننوه في جميع بلاغاتنا السابقة دائماً وأبداً أن خطتنا سلمية خالصة، وأننا نطالب بمطالب عادلة حقة وأن أي وسيلة من وسائل العنف أو اضطراب الأمن لا نقرّها ولا نرضاها. ولقد ساءنا وآلمنا ما حدث صبيحة يوم أمس إذ تجمهر جمع كبير من الشعب في السوق أمام بعض الحوانيت صاحبها أحد الأشخاص الذين نسبت إليهم الخيانة. ونحن نعتبر أن هذا النوع من التجمعات والاضطرابات خرق صريح لتعاليم الهيئة.
فنهيب بالشعب الكريم أن لا يقدم على مثل هذا الأمر مرة ثانية. إن الأسواق محل للبيع والشراء وفيها مزيج من الوطني والأجنبي، فحرام لمن يعكر صفو الأمن وحرام على طلاب الحق أن يصبغوا قضيتهم بمثل هذه الصبغة المشينة التي يجب أن لا يتصفوا بها.
نكرر رجاءنا للمواطنين الكرام ألا يحدث مثل هذا الأمر مرة ثانية.
والله ولي التوفيق».
بما أن الشيء بالشيء يُذكر، كما يقال على لسان العامة والخاصة، فإن إعادة قراءة هذا البلاغ الذي أخذ الرقم (27) بتوقيع الهيئة التنفيذية العليا في 19 سبتمبر/ أيلول من العام 1955 لهو عين العقل وعين الصواب في أزمتنا الحالية لمن يهمهم الأمر. وكلنا يعرف من هم أشخاص الهيئة تلك التي شملت كل أطياف الشعب البحريني في تلك الفترة ومن شذ عنها وعن مطالبها، وهم قلة لا تُذكر وكما وصفهم البيان، اُعتبر من «الأشخاص الذين نسبت إليهم الخيانة». من يقرأ هذا البيان وبقية أدبيات حراك المعارضة في الخمسينات، وقد مضى على تلك المرحلة الوطنية أكثر من ستين عاماً، ويقارنها بأدبيات وبيانات المعارضة والحراك الوطني اليوم، مع فارق ما حدث للساحة اليوم من نجاح زرع بذور طأفنة الأزمة المقيتة، لا يرى إلا أن هذه الحركة الوطنية المطلبية تستحق التقدير لتمسكها طوال تلك العقود وما قبلها وما بعدها بالسلمية شعاراً وممارسة لها. تلك السلمية التي جعلت، كما يذكر خالد البسام في كتاب «يوميات المنفى» (أن ينخرط الشملان في التيار القومي العربي الذي قلده مع رفاقه: عبدالرحمن الباكر، وعبدعلي العليوات، وإبراهيم الموسى، وإبراهيم فخرو، وغيرهم، إلى قيادة الشارع الوطني بطائفتيه: الشيعة والسنة، لأول مرة في تاريخ البحرين المعاصر في بداية الخمسينات).
تلك السلمية المشتركة بين الطائفتين والتي أدت لأن تقوم السلطات البريطانية بسجن الشملان، والحاج عبدعلي العليوات، وعبدالرحمن الباكر، في سجن واحد بجزيرة «سانت هيلانه» العام 1957 ثم تُفرج عنهم سوياً أيضاً.أليست تلك السلمية والبعد عن العنف والطائفية هي التي جعلت اجتماعات الهيئة تُعقد في مسجد مؤمن بالمنامة أو في دكان الحاج إبراهيم محمد حسن فخرو، وهو من أهالي المحرق، وقد ذكر لرئيس التحرير وريم خليفة في لقاء عام 2004، «بأن الحركة لم تكن مسلحة يوماً ما، ولم يكن لديهم أي شيء يتعلق بالأسلحة، ولم تكن - الهيئة - تسعى لقلب النظام».
أليست السلمية هي التي دفعت بشخص مثل الباكر، لأن يناضل من أجل الإصلاح في المجتمع البحريني والدولة، وترسيخ العمل البرلماني الحقيقي، وتشكيل النقابات العمالية، ووضع حد للهيمنة البريطانية، وإنهاء الصراعات الطائفية، وتوحيد الحقوق الوطنية، ويؤدي القسم على الوفاء للهيئة وتحقيق جميع مطالبها بجانب زملائه في مأتم بن خميس في أكتوبر/ تشرين الأول العام 1954؟
أليست السلمية، هي من جعلت «قيادة الثمانية» للهيئة إلى أن ترفع رسالة صريحة، وليس سلاحاً قاتلاً، إلى وزير الخارجية البريطاني آنذاك تقول فيها: (لا نجد أي مبرر لحرمان شعب البحرين من نيل حقوقه المشروعة)؟
إذن، ليس من باب المبالغة ولا تغزلاً في المعارضة، لا تلك السابقة بشخوصها ولا اللاحقة الحالية برموزها من الطائفتين الكريمتين؛ إن قلنا بأنها حركة تستحق الاحترام فعلاً لا قولاً. بل إن هذه الحركة هي التي تُقبّل جباهها وهاماتها حقاً لأنها بقيت، دون بقية حركات المعارضة العربية، ثابتة على مبدأ السلمية في حراكها المطلبي على مدى قرنين من الزمان، رغم كل الظروف السيئة التي أحطت وتحيط بها. وهذا ما أكده رجل الأعمال جاسم مراد في لقاء مع غسان الشهابي، وهو يؤرخ لحراك الخمسينات الوطني، في ملحق «الوسط» الذي صدر بعنوان (أبواب) العام 2004، حين قال: «إن نوايا الهيئة والناس كذلك كانت سليمة وسلمية». ولم يشوّه تلك الحركة السلمية عند الناس، كما يضيف مراد، إلا بسبب: «صدور فتوى من بعض شيوخ الدين وصفت رجالات الهيئة بعد القبض عليهم بالذين يعيثون في الأرض فساداً». وما أشبه الليلة بليالي وفتاوى الخمسينات.
أفلا تستحق معارضة بهذا القدر من الصبر والمبدئية السلمية في تحقيق مطالبها لدرجة أن تُسفك دمائها في الشوارع ولا تحيد عن هذا المبدأ؛ أن يُنظر إليها بعين الرضا والسعي لمناقشة وتحقيق ما تسعى إليه في البحرين من أجل صالح الناس والوطن، ولحياة أسعد للجميع على هذه الأرض المعطاء؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 4035 - الإثنين 23 سبتمبر 2013م الموافق 18 ذي القعدة 1434هـ
السلمية
في إحدى المحاضرات ذكر رئيس التحرير ان أول حراك/ إنتفاضة سلمية للبحرانيين حصلت في العام 1922م . دعوة للكاتب محمد حميد سلمان مشكورا أن يتطرق في كتاباته عن أحداث العشرينيات من القرن الماضي وحركة الرموز ومواقفهم وأساليبهم السلمية وحتى مطالبهم .
والشكر موصول لكم.
لماذا لا تراجع بعض الحركات المتطرفة روؤيتها وتدارس أدبيات الحركة الوطنية في الخمسينيات
تلك السلمية المشتركة بين الطائفتين والتي أدت لأن تقوم السلطات البريطانية بسجن الشملان، والحاج عبدعلي العليوات، وعبدالرحمن الباكر، في سجن واحد بجزيرة «سانت هيلانه» العام 1957 ثم تُفرج عنهم سوياً أيضاً.أليست تلك السلمية والبعد عن العنف والطائفية هي التي جعلت اجتماعات الهيئة تُعقد في مسجد مؤمن بالمنامة وقد ذكر لرئيس التحرير وريم خليفة في لقاء عام 2004، «بأن الحركة لم تكن مسلحة يوماً ما، ولم يكن لديهم أي شيء يتعلق بالأسلحة، ولم تكن - الهيئة - تسعى لقلب النظام».
ومن الذي صعد العنف والقمع المعارضة ام السلطة؟
شعب البحرين من وين يلاقيها الكل يضرب فيه والكل يظلم فيه. وكل من عنده كلام بذيء ووصفات للارهاب والعنف يطلقها عليه. وكما يقول المثل (انا الممشوق دفّي وانا المحجي عليه) لا به هذا الشعب يعاني انواع المظلوميات من عنصرية وفصل عنصري واستحواذ وسجون وقتل وتنكيل ولا به الالسنة الظالمة تنال منه ليلا ونها
فهو بين ضرب الاجنبي وضرب المحلّي وكل من يريد المال فما عليه الا شتم المعارضة اي شتم هذا الشعب ووصفه بالارهاب ويستلم نصيبه
مهتم
الهيئة انطلقت لتحقيق مصلحة وطنية ولم تأتمر بامر برجال الدين وكانت لها استقلاليتها دائما مع كامل احترامها لشيوخ الدين . المطلوب فقط ابعاد رجال الدين عن السياسة وسنكون بخير ان شاء الله .
الدين في صميم الحياة
علماء الدين مواطنين كغيرهم من العاملين في الشأن السياسي ولا يحق لأي أحد إبعادهم ، ودور الدين هو يشمل كل محطات الحياة لكونه منظومة حياة متكاملة في أبعاده الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وعلماء الدين هم المؤتمنين على الأمة ، فكيف يطالب بإبعادهم ، عجبي !
تكذب هكذا عينك عينك يا صاحب التعليق رقم 1
انظر الى اسماء الهيئة الوطنية وسترى فيهم العلماء ايضا وبلاش ضحك على الناس والكذب عليهم فالسيد سلمان كمال الدين وغيره هم من رجال الدين.
ولماذا التحجج برجال الدين يعني انت فاكر الشعب قاصر عشان يأتون رجال الدين يوعّوه لمصالحه؟ يمكن تحتاجون لذلك اما نحن فنعرف الظلم ونعرف مصالحنا.
ثم ان رجال الدين هم جزء لا يتجزء من الشعب وما يصيب الشعب من ظلم يصيبهم ليش انتوا خليتوا احد ما وصل ظلمكم له؟
ردا على تعليق رقم 1 بلاش كذب: راجعت صور الهيئة الوطنية وكان من ضمنهم 3 علماء
وعلى رأس هؤلاء السيد علي كمال الدين ونخبة من العلماء والتجار والمثقفين
نفس ما هو حاصل الآن فاتركوا الكذب والاباطيل.
هناك ظلم وفساد وتمييز عنصري على ارض الواقع وهذا يضر بكل مواطن عالم الدين وغيره بلا استثناء.
وليش مكتوب على علماء الدين ان يخرسوا ويسكتوا على الظلم اذا اصابهم من اجل عيونك انت وامثالك