مرَّ قبل يومين اليوم العالمي للسلام، وسط جو محلي وإقليمي وعربي وعالمي مشحون بالحروب والنزاعات والقتل. الشعوب تخطط وتتكتل وتنفذ العمليات والمخططات ضد بعضها، والأنظمة الحاكمة ضد شعوبها، والأفراد داخل الدائرة الواحدة ضد بعضهم، إضافة إلى نزاعات بعض النفوس ضد أنفسها، وبهذا صار السلام هو الضالة المنشودة لدى من يحلم باستقراره واستقرار العالم من حوله.
شعار هذا العام كان «التعليم من أجل السلام»، وهو ما يذكرنا بكل قصص الحرمان من التعليم التي تسببت بها النزاعات والحروب، وما ترتب عليها من فقر وعدم استقرار، ويُتْم وتشرد أدى بعضها أو جميعها لحرمان بعض الشعوب من حقها في التعليم أو بعض الفئات من هذه الشعوب.
لكنني وجدتُ أن البحث عن السلام الداخلي هو مبتغاي في هذا اليوم، خصوصاً وأن هذا السلام متى ما تحقق ستتوافر معه الحقوق النبيلة الأخرى في الحياة، والتي من ضمنها التعليم أيضاً؛ فجميع أصحاب الضمائر الحية يتحدثون عن حاجة العالم للسلام الخارجي، وحاجة محيطاتهم للسلام والأمن بعيداً عن كل هذه الدماء المسفوكة على التربة والإسفلت، وجميعهم يتحدثون عن ضرورة وقف كل هذه التفجيرات التي تودي بحياة أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحروب والصراعات الطائفية والسياسية، ولكن قليلون هم من يتحدثون عن ضرورة تحقيق السلام الداخلي لكل منا، وضرورة تحقيق التوازن النفسي، والذي بدوره سيوقف كل هذا الدمار متى ما آمن به الجميع.
ولأننا الكائنات الوحيدة على سطح هذه الكرة الأرضية التي تعيش حياة داخلية مكتنزة، فإن فهمنا للأحداث هو من يسيطر على غالبيتنا، وليس الأحداث نفسها، وهو ما يقرر كيف يمكننا أن نفكر في أنفسنا، وكيف سنتصرف في المستقبل القريب والبعيد تجاه هذا الحدث أو ذاك، وتجاه هذا الشخص وذاك.
هذه القدرة على التأثر بطريقة رؤيتنا للحدث هي من تُوْقِعنا اليوم في كل هذه الحروب والنزاعات، وهي من تستطيع أن تجنبنا جميع ما يحدث من دمار للعالم من حولنا ولأنفسنا قبل العالم الخارجي، فحين ننظر لهذه الأحداث بطريقة إيجابية باعتبار أن أنفسنا قد حققت توازنها وسلامها الداخلي، لن نضطر إلى الكره، ولن نلجأ للحقد والانتقام، وحين نتيقن أن كل ما يحدث لنا هو نتيجة طبيعية لما قدره الله لنا، وباجتهادنا ومحبتنا لأنفسنا والآخرين يمكننا تجاوز الألم والإحباط والمشاعر السلبية والمواقف غير المرغوب فيها، سنتمكن -حتماً- من نشر ثقافة السلام والمحبة، ولن نجد دماً مسفوكاً بسبب عرق أو دين أو طائفة أو مصلحة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو شخصية، وحينها لن يلجأ سياسي إلى العبث بعواطفنا، ولن يقوم مؤدلج بحشو عقولنا بما لا يتناسب مع دواخلنا، لأننا سنرفض بسهولة كل ما يهز هذا التوازن الروحي، ويخرّب معنى السلام في قلوبنا.
يقول أنتوني روبنز: «إن سر النجاح هو أن تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعة، بدلاً من السماح للألم والمتعة باستخدامك. فإن فعلت فإنك ستتحكم في حياتك، وإلا فإن الحياة هي التي ستتحكم فيك»؛ فكل ما يحدث حولنا، وكل ما نقوم به هو رغبة في التمتع بالحياة وتجنباً لأسباب الألم.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4034 - الأحد 22 سبتمبر 2013م الموافق 17 ذي القعدة 1434هـ
فرج الله الحلو واليقظة بين الصحوة والنوم
يقال الصبر مفتاح الفرج كما يقال ولكل مجتهد نصيب لكن الحسد والعين وما تصيب. ألا يقال لو ما الحسد ما مات أحد. يعني لو أُحد بنظر اليه الحساد هل سيزول من مكانه أو ينحرك؟ يعني ما شاء الله لا ما شاء الناس! لكن الناس منهم معمهون ومنهم نائمون وقليل منهم مستيقظون وواعون. لكن ما الفرق بي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
امدام
امدام الطغاة لايخافون الله فلا يوجد سلام فى الدنيا اللهم عجل لوليك الفرج ليعم السلام والله هاده الى بصير بظهور الامام بس اصبرو
كيف يكون السلام والنية معطوبة أو مخروبة؟
قد لا يكون الناس سيئون لكنهم قد يسيئون الى بعضهم البعض. قال جحا ليش هذا سوء في النية أو الأعمال ليست سوية وفي النيات الخرانة العطبانة أوالمعطوبة – مخروبه يعني. فإذا كان لكل أمرء ما نوى؟ ويش ها النية يعني باطلة أو عاطلة عن العمل؟