اوصت جمعية الصحة والسلامة البحرينية وزارة التربية والتعليم باصدار إرشادات توعوية ملزمة لاتباع إجراءات السلامة أثناء نقل الطلاب بالحافلات من المدرسة وإليها لجميع المدارس الحكومية والخاصة.

جاء ذلك اثر نبأ حادث الطفل راشد الذي تُرك في حافلة مدرسة من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً والذي تداولته الصحف المحلية، وأدى إلى إصابته بانهاك حراري شديد داخل الحافلة المغلقة وإصابته بخوف شديد وتوتر في الأعصاب وإنهاك حراري، ما نتج عنه وفاته رحمه الله وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وفي هذا الصدد، صرح رئيس الجمعية مصطفى السيد بأن هذه الحادثة لم تكن هي الأولى من نوعها بل سبقتها حوادث مماثلة، فقبل ثلاث سنوات نُسي أحد الاطفال في الحافلة ولم يكتشف ذلك إلا بعد نهاية الدوام فتوفي الطفل رحمه الله وفي حادثة اخرى كاد الطفل أن يفقد حياته ولم يتخذ أي إجراء رادع.

وقال السيد إن «الجمعية ملزمة بتقديم بعض التوصيات حتى تكون روح هذا الطفل البريء شمعة بإذن الله تعالى تنير لنا الدرب لمنع تكرار مثل هذه المأساة لأطفال آخرين في المستقبل». وتمثلت توصيات الجمعية في التالي:

أولاً: إجراء تحقيق مهني عادل وشامل لاتخاذ الإجراءات الرسمية والقانونية المطلوبة وشرح نتائج هذا التحقيق للجميع لتجنب هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.

ثانياً: يجب أن تصدر وزارة التربية والتعليم إرشادات توعوية ملزمة لاتباع إجراءات السلامة أثناء نقل الطلاب من المدرسة وإليها لجميع المدارس الحكومية والخاصة ويجب أن تشتمل هذه الإرشادات على التالي:

1 - أن تكون الحافلات المستخدمة في نقل الطلاب مطابقة لشروط الأمن والسلامة ومتوفر فيها جميع وسائل الأمن والسلامة الخاصة بنقل الطلاب.

2 - توفير مشرف أو مشرفة مؤهلين دائمين أثناء صعود ونزول الطلبة من الحافلة وضرورة تفقد الحافلة من قبل المشرفة والسائق والتأكد من صعود ومغادرة الجميع للاطمئنان على سلامة جميع الطلبة.

3 - التأكد من تثقيف المشرفين والسواق والمسئولين عن نقل الطلبة بالحافلات لضمان سلامة الطلاب والالتزام بمسئولية سلامة الاطفال الذين هم في امانتهم.

4 - تثقيف المدرسين والإداريين في المدارس بإرشادات تساهم في المحافظة على المستوى المطلوب من السلامة للطلاب.

5 - التأكد من ركوب جميع الطلاب ونزولهم من الحافلة بأمان قبل تحرك الحافلة واتباع إجراءات المرور المتعلقة بذلك.

6 - على إدارة المدرسة حصر الغياب والاتصال بأولياء الأمور للتأكد من سبب غياب الطلاب وعدم حضورهم للمدرسة.

7 - توعية الطلاب وخصوصاً الأطفال بإجراءات السلامة أثناء استخدام الحافلات والوقاية من الحوادث بعدم تناول الطعام أثناء وجودهم في الحافلة أو التحرك وعدم إزعاج السائق بالكلام والصوت العالي.

ثالثاً: يجب على أولياء الأمور تثقيف أبنائهم بتعليمات السلامة والتأكد أن الطفل بأمان أثناء تنقله من المدرسة وإليها، وفي حال ملاحظة أي خطأ من السائق أو المشرفة كالإهمال أو الوقوف في مكان غير مخصص يجب إشعار إدارة المدرسة بذلك فوراً لتقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة.

رابعاً: أن يهتم المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب بإصدار التشريعات الخاصة بالسلامة والإلزام باتباعها لجميع الجهات المعنية فالتشريع الصحيح والمراقبة الصارمة هو سر سلامة الاطفال.

وقال السيد ان «جمعية الصحة والسلامة قدمت مشروعا متكاملا على المنهج نفسه الذي طبقه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عندما كان حاكماً لولاية أركنسو عن طريق مجلس الشورى ووزارة التربية والتعليم في عام 2002 ولكنه وللأسف الشديد لم يطبق، ونحن نأمل أن تراجع الوزارة موقفها وتجعل مادة سلامة الأطفال مادة إجبارية بتشريع ملزم وأن يكون من بين دروس هذه المادة قواعد السلامة والأمان في حافلات المدرسة».