ضحايا يتساقطون، واحداً تلو الآخر، أولهم ضحايا مرض السكلر الذين يبلغون سنوياً العشرات، وزاد الأمر سقوط ضحايا نتيجة للأخطاء الطبية التي لها الكثير من الأسباب، والتي لا يمكن إنكار أن أحد أسبابها هو غياب الكثير من الاستشاريين قسراً عن مجمع السلمانية الطبي، فضلاً عن الأجواء التي يعيشها الأطباء في المجمع الطبي، الذي يستقبل معظم مرضى البحرين.

وكانت البحرين يوم الخميس الماضي على موعد مع رحيل الطفل راشد في باص روضته، التي كان يخطو فيها خطواته الأولى نحو المستقبل.

وقع كل هؤلاء الضحايا في مسئولية أكثر من جهة حكومية، ولكنها لم تجبر أحداً من المسئولين الكبار أو الوزراء ليقولوا أن الوزارة تتحمل المسئولية وتعترف بالخطأ، فالبحث دائماً كما هو الحال في ملفات الفساد المتراكمة عن موظفين صغار.

حالات الوفاة في مجمع السلمانية الطبي على مدى ثلاث سنوات لم يتحمل مسئوليتها لا الوزير السابق أو حتى الوزير الحالي، أو حتى وكيل الوزارة، وكأن مجمع السلمانية والمراكز الصحية لا تتبعهم ولا يتحملون أية مسئولية عنها.

في العالم، وحتى في الدول الشقيقة، ومنها الكويت، استقال وزير الداخلية الكويتي لأن هناك مواطناً توفي في أحد مراكز التوقيف تحت التعذيب، هل لأن الوزير هو من قام بالتعذيب، أو أمر به؟ بل لأنه تحمل المسئولية السياسية والأدبية وقدّم استقالته.

والأمر لا يقتصر على وزارة الصحة، بل أن الحادث الأليم للطفل راشد يتحمل مسئوليته أكثر من شخص وجهة، إلا أن المسئولية السياسية والأدبية تقع على وزير التربية والتعليم فهو المسئول، وصحيح أنه بادر باتخاذ إجراءات ولكن الإجراء الأول الذي كان يجب عليه أن يتخذه هو أن يتحمل المسئولية السياسية والأدبية للحادث، خصوصاً إذا عرفنا أن هذه الحادثة هي الثانية التي تقع خلال فترة وجوده في هرم الوزارة.

إذا لم يتحمل أي وزير المسئولية عن أرواح الناس ويستقيل، فمتى سيتحمل المسئولية؟ وإذا كان أي من الوزراء قام بالتحقيق وتشكيل لجان التحقيق، فمن الذي سيحقق في تقصير هؤلاء الوزراء؟

الواضح الذي لا يحتاج إلى توضيح هو أن الوزراء يتحملون جزءاً كبيراً من المسئولية عمّا يجري.

يا سعادة وزير التربية... من يتحمل المسئولية عليه أن يعرف أن طلاباً وطالبات في المراحل الابتدائية يذهبون لمدارسهم أو يعودون في هذه الأجواء الحارة جداً دون تكييف في باصاتهم.

باختصار، المسئولية تقع على كل وزير في وزارته، وليست على موظف أو موظفة، فهؤلاء يتحملون المسئولية الشخصية الناتجة عن تقصيرهم أو إهمالهم.

وقفات

نتمنى لحجاج بيت الله الحرام حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً، ونحن على أعتاب موسم الحج هذا العام، أشير إلى أن مسئولي الوزارة صرحوا بأن التطعيم الخاص بالانفلونزا لم يصل بعد، وطبعاً التصريح ليس بجديد، فالحالة نفسها كانت العام الماضي حتى سافر بعض الحجاج إلى الأراضي المقدسة دون التطعيم الخاص بالانفلونزا، فيما لجأ بعضهم إلى المستشفيات الخاصة للحصول عليه.

تُرى، ألا تعلم وزارة الصحة أن موسم الحج يبدأ مع نهاية شهر ذو القعدة؟! من المسئول؟ وكيف تتوافر التطعيمات في المستشفيات الخاصة ولا تتوافر في المستشفيات الحكومية؟ لكن كالعادة المسئولية قد تقع على المراسل، الذي يقوم بتوصيلها إلى أحد المراكز.