العدد 4031 - الخميس 19 سبتمبر 2013م الموافق 14 ذي القعدة 1434هـ

«مؤتمر عاشوراء 8» ووحدة الأمة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحديث عن «مؤتمر عاشوراء 8» ليس حديثاًً عن حدث عابر، وإنّما عن مؤتمر يرتبط بأكبر موسم إسلامي يتم إحياؤه سنوياً منذ قرون، ويترك طابعه الخاص على الناس والمكان والوجدان في هذا البلد الطيّب.

فللعام الثامن، استضاف مأتم السنابس الكبير صبيحة السبت الماضي حلقات نقاشية شارك فيها عدد من الأساتذة وعلماء الدين والمهتمين بالشأن الديني، توزعت على ست مجموعات، غطت أهم الجوانب والقطاعات: المنبر الحسيني، وسائل الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية، الإعلام النسوي، المسرح، مواكب العزاء، الإصدارات الصوتية والورقية، والمجسمات واللافتات العامة. وكما هو واضح بعضها يعتبر قضايا كبرى، بينما بعضها يمكن اعتباره شأناً محلياً في المجتمع الشيعي (مثل مفردات الموكب واللافتات والمجسمات وما شابه من مفردات محدودة النطاق).

في الحلقة الخاصة بـ «تقييم أداء الإعلام العاشورائي في مضمار الوحدة الإسلامية»، ناقش عدد من الزملاء هذه القضية التي تحتاج كل منها إلى حلقات خاصة، فالتحديات التي يفرضها العصر أكبر بكثير من النوايا الحسنة والعمل بالبركة. فالبث الفضائي (العاشورائي) الذي ينتقده الكثيرون، هو دون الطموح بكثير، وهو أعجز من إيصال رسالةِ أعظم وأنبل ثورةٍ عرفها التاريخ الإسلامي والإنساني. بل إن الكثير من هذه المنابر تسيء من حيث لا تحتسب، إلى هذه الثورة النبيلة وتشوّه صورتها الناصعة. وهي بالتالي أعجز من أن ترتقي إلى مستوى المسئولية التاريخية في تحقيق الوحدة الإسلامية في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ.

الميادين التي ناقشتها الحلقة الإعلامية تركزت على دور المنبر والفضائيات، بعدما أصبح المنبر الحسيني جزءاً من البث الفضائي. وقد فرض هذا الموضوع على بقية الحلقات الأخرى لأن الإعلام حاكمٌ على الجميع في هذا العصر. فقبل عقد من الزمان، كانت الآمال كبيرة بأن تقدم القنوات الدينية إضافةً نوعيةً لوعي الجمهور، وتلقف الجمهور خبر ولادتها كالبشارة. اليوم تخضع هذه الفضائيات للتقييم والنقد، فأداؤها دون الطموح، ويجري مراجعة حتى تلك الكلمة التي أُطلقت بفخرٍ عند البدايات: «تحويل الفضاء إلى مأتم». الفضائيات الدينية (الشيعية) اليوم تعيد طرح السيرة التقليدية طوال العام بما يفقد الموسم خصوصيته. والمنبر لم ينتج أسماء كبيرة بعد رحيل القامات الكبيرة في العقدين الأخيرين، كالشيخين الوائلي والكاشي. كما يعاني المنبر أيضاً من عدم التجديد في الطرح، وهو تحدٍ كبير يهدّد بانصراف الجيل الشبابي الجديد.

المؤتمر ينظمه المجلس الإسلامي العلمائي، ضمن فعالياته الثقافية الكبرى، استباقاً لشهر محرم الحرام، سيعقد جلسته الختامية مساء اليوم (الجمعة). ويحضره سنوياً كبار العلماء كالشيخ عيسى أحمد قاسم والسيدعبدالله الغريفي، في تأكيدٍ على أهمية ما يخرج به من توصيات. وعلى هامش مؤتمر هذا العام عرضت إحدى دور النشر نسخاً من كتب سلسلة رواد التقريب بين المذاهب، كآية الله البروجردي والشيخ محمود شلتوت، رائدي مدرسة التقريب. بالإضافة إلى الإمام الشيخ محمد عبده والإمام كاشف الغطاء وأستاذنا الكبير الشيخ محمد جواد مغنية والشيخ محمد الغزالي، والسيدموسى الصدر والسيد قطب. كما عرضت بعض مجلدات «رسالة التقريب» الفصلية، التي تعنى بقضايا التقريب بين المذاهب ووحدة الأمة الإسلامية، وهو الشعار الذي انعقد تحت ظلاله مؤتمر هذا العام، تلمُّساً لما تمر به الأمة من مخاطر التفتيت والاقتتال المذهبي التي تخطط له الأيادي الآثمة السوداء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4031 - الخميس 19 سبتمبر 2013م الموافق 14 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:07 ص

      البلدية والنظافة في عاشوراء و الماء ينظف الجسد لكن لا ينظف ما في القلوب

      يقال أبو طبع ما يجوز عن طبعه كما يقال إقطع صبعي ولا تغير طبعي. يعني إذا الله ختم على قلب واحد وأعماه من كثر معاصيه وعدم طاعته لكن بس يصلي ويصوم ويذهب الى العتبات المقدسة ويعاتب الناس ويعكر فيهم أو طبعه كسيف كما يقال محليا كيف تنظفه؟ والى أين سيذهب بها المذهب؟

    • زائر 6 | 3:44 ص

      من الأعمال والرسائل العملية

      في يوم جلس جحا يتفكر في خلق الله وقال قد توجد خلافات في ما تشابه لكن المحكم محكم ولا غبار
      عليه ولا ريب فيه. فلما المسلمون لا يحكموا عقلهم ويتركوا ما تشابه عليهم. فقد ترك العلماء الأجلاء ومنهم العالم الجليل السيد هاشم التوبلاني يعني من توبلي لكنه بحراني بعد. فهو صاحب البرهان كما بحر العلوم صاحب الميزان بالإضافة الى عمل من الأعمال سمي بالبيان. على القاريء العزيز معرفة من ألف هذا العمل؟

    • زائر 5 | 3:23 ص

      مذاهب قد تكون كثيرة لكن إسلام وملة واحدة للمسلمين جميعا

      يقال ملة إبراهيم كما يقال ملة اليهود بينما ما ذهب اليه في بحثه العلمي ولم يتوصل إلا ما توصل اليه الأمام جعفر الصادق صلوات وسلام الله علية وعلى أبائه فهذا لا يخرج عن الملة. يعني من المذاهب المنتشره مذهب أهل البيت لكن ما ذهب اليه جمع من الباحثين وتبعتهم الناس - فهذا مذهبهم لكن الدين عند الله الإسلام والدين معاملة ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. فأين المسلمون من الإسلام والثرى من الثريا؟ وهل خلاف في الرأي يفسد للود قضية؟

    • زائر 4 | 1:28 ص

      عبد علي البصري

      هذا المؤتمر يجب ان يستمر اكثر من يوم , يوم يكون بالشعر وآخر بالالوان وآخر بالرؤى وآخر بالمراسلات الى كل المدارس العالميه , وآخر بالتمثيل وآخر بالاناشيد وآخر بدعوى رؤساء المجالس الحسينيه في كل البقاع الاسلاميه ، وآخرى لعلماء المذاهب الاخرى وهكذا ....... . ولا تنسون اخوانكم من الدعاء ,

    • زائر 3 | 1:16 ص

      عبد علي البصري

      اوصلوا صوت الحسين الى كل اصقاع الارض , لان صوت الحسين يحيي العظام وهي رميم ، صوت الحسين احيا قلب الحر القائد الاموي , وأحيا قلب زهير ابن القين ((عثماني الهوى )) احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا . ابلغوا في دعوتكم فأن لم يسمعكم ألقريب فسيسمعكم البعيد ، لان القلوب اوعيه خيرها اوعاها .

    • زائر 2 | 1:00 ص

      عبد علي البصري

      ثُمَّ أُجْلِسْتُ عَلَيْهَا، لَحَكَمْتُ بَيْنَ أَهْلَ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ، وَبَيْنَ أَهْلِ الإنْجِيلِ بِإنجِيلِهِمْ، وَبَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ، وَبَيْنَ أَهْلِ الفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ، ما خلونا يا سيد نتكلم ونعبر جان هذا المؤتمر مو بس للبحرين جان انحلي مال ما ليزيا أو مال اندنوسيا اومال الفلبين اومال الشرك والغرب احضرون بس ويش انسوي يا سيد على كد ما نكدر انمد ايدنا بنمدها أو على الله ، وألله جان خلينا كل الناس حسينون يمكن اصيرون احسن منا ,

اقرأ ايضاً