للسياسة مداخلها ومخارجها المتنوعة، فقد ينتج عنها نصف حل أو ربع حل أو لا حل، أما حقوق الإنسان فلها مدخل واحد ومخرج واحد، ألا وهو كرامة الإنسان. السياسة وحقوق الإنسان يتداخلان إلى درجة تجعلك تظنهما وحدة متكاملة، وهما ليسا كذلك. قضية السلاح الكيماوي في مجزرة الغوطة كانت من هذا النوع، فموضوع الكيماوي هو جزء ونتيجة لحرب أهلية طاحنة راح ضحيتها بالسلاح التقليدي أكثر من 100 ألف إنسان، ولم يُثِرْ ذلك لا خطاً أحمر ولا قرمزياً.
السلاح الكيماوي أو «سلاح الرجل الفقير» أصبح في الصراع السوري أغلى سلاح، حتى من نووي إيران، فمن خلاله تحوُّل بشار الأسد من «سفاح مطلوب قانوناً إلى شريك في نزع السلاح»، وبالتالي حسب الظاهر، لم يعد مطروحاً إزاحة الأسد، أو إنهاء النزاع المسلح، أو إيقاف المأساة الإنسانية المستمرة، بل «التعاون» في برنامج طويل الأمد لنزع السلاح، بالشراكة مع الأسد ونظامه، فكيف تستقيم فكرة المطالبة برحيله مع مشاركته في برنامج نزع سلاح؟ بل حتى السيناريو اليمني صار بعيداً.
الأزمة السورية فتحت الباب على مصراعيه لملامح نظام دولي جديد قائم على التعددية القطبية، وهي مجرد ملامح كما ذكرنا، إلا أن روسيا الاتحادية، حتى بوجود بوتين، لن تحل محل الاتحاد السوفياتي، كما أن هناك ملامح لدخول إيران كعنصر أساسي في التفاوض، حسب كتابات أميركية، وسيشجع الفراغ على ظهور قوى تملأ فراغاتها الإقليمية، في إفريقيا، وآسيا بجنوبها وغربها، وبدرجة أقل أميركا اللاتينية، قد نكون في طريقنا إلى نظام علاقات دولية ما بعد الحرب الباردة.
تردُّد الرئيس أوباما وتناقضاته في موضوع الضربة العسكرية لا يعني أنه رجل سلام حتى وإن ادعى ذلك، فسجله العسكري في أفغانستان واليمن وليبيا وتفويضه لاستخدام الاغتيالات خارج الحدود، بما في ذلك لمواطنين أميركان، يدلان على أنه مستعد لدخول الحروب شريطة أن تكون مضمونة وبدون فشل. ومن الواضح أن ضربة سورية قد تخرج عن نطاق السيطرة، كما أشار أوباما في خطابه.
إلى أين من هنا؟ نحن أمام مأزق سياسي مركب، فإزالة الأسد أصبحت مؤجلة، وأصبح أمام النظام ضوء أخضر لضرب المعارضة بسلاحه الجوي، إلا أن يكون هناك اتفاق غير معلن قد يفرض نفسه ويفاجئ الجميع.
ومع أنني ضد الحروب في المطلق إلا أنني استنتجت من قراءتي الموضوعية للأحداث أنه لا حرب ستقوم وكتبت ذلك قبل أسبوعين، وتظل عيني على الأرواح التي تقتل يومياً واللاجئين الذين تتزايد أعدادهم ومعاناتهم، في ظل أنانية المنظومة الدولية التي تقلصت في نزع السلاح الكيماوي فقط لا غير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ
قيم وأخلاق وأدب لكن
قيل وقال لو كان خيراً ما سبقونا إليه – يعني تفاخر بالأموال وتجارة وتدمير بنى تحتية لإعادة بناءها وكأنما الشعوب المستهلَكة والمستهِّلكه نائمة كما جرت العادة والعرف السائد في بلاد العرب. يعني إذا مال وبنون زينة لكن بعد هم وغم فيها وفتنه وفيها شر كلما زادت نقصت الأخلاق الأمريكيه مثالاً بتمثالها وحريتها المطلقة في التصرف وبلا رادع ولا أدب وبلا أخلاق ولا قيم. فهل في أحد يرضى على نفسه يصير فيها أو يجري عليها ما جرى على الفلسطينيين؟
حروب وتجارة وخراب ودمار إسرائلي بتجار سلاح وتمويل يقال إسلامي لكن
لقد وجد العالم أو مجموعة من العلماء والباحثين أن في العالم غذة سرطانية لكن كيفية إزالتها؟
فليس بسر أن توجه السفن الحربية الروسية الى البحرالمتوسط أو قرابة سواحل سوريا ليست صدفة أو من البدع ولا من الصنع. فقد عملت إسرائيل على خلق الفتن وزرعها بين الناس على المال والحلال والحرام وما شاكل وما شابه لكن لا توجد حلول إلا بنزع السلاح وإزالة الغدة السرطانية من الوجود لكي يرجع السلام الى فلسطين ومنه الى الشرق الأوسط. فالاضافة الى إلغاء مناطق نفوذ الشركات الأوربية والتجاريه يعني حرب على التجارة العالميه.
السحرة والكهنة والمشعوذون - من ما وراء الطبيعة وإشعال الحروب
من الفضائح تم نشرها لإشعال الحروب و إدارة الإختلافات وتأجيجها- يعني وظيفة قد تبنها وزرعتها جماعات منها صهيونية أو نازيون أو حركات تكفيرية تعمل كما قيل على تطهير الأرض من الفساد. الخلافات المذهبية والعرقية أو حتى على الرأي مختلفون لكن لا يفسد الرأي للود قضية بينما الناس في خلاف دائم حتى مع نفسها وتشك وتضن في أي شيء وتقول هذا عدوها بينما عدو الإنسان إبليس والشيطان. هنا تسائل جحا عن هذه الجماعات المتطورة من البربر الجديد الذي يكفر ويقتل بإسم الدين من أعدهم؟ ومن مولهم؟ ومن أرسلهم الى سوريا؟