ينشر المقال بالاتفاق مع منبر الحرية
بعد 65 سنة من تأسيسها، عقدت جمعية مون بيلران أول اجتماع لها في العالم العربي. هل أصبحنا أخيراً، بفضل الربيع العربي، نعيش في سياق عالمي، هل أصبحنا أمة تتقاسم كثيرًا من التصورات والرؤى مع الأمم الحديثة؟ هل ودَّعنا حقبة الديكتاتورية والتسلط إلى غير رجعة؟
لقد جاء اقتصاديون، مفكرون، سياسيون وأدباء من مختلف بقاع العالم كي يتناقشوا مع أصدقائهم في العالم العربي حول «الحرية، الكرامة والمجتمع المفتوح». طوال أربعة أيام (21-24 أبريل/ نيسان 2012) في مدينة فاس المغربية. لا أحد يستطيع أن يتجاهل أن رؤية الآخر لنا تغيرت. وأن أسئلة كثيرة تطرح عما ننتظره من المستقبل وما نحن قادرون على فعله من أجل وطن عربي حر.
يبقى واقعنا مفتوحاً على كل الاحتمالات، ومنها الرجوع إلى حقبة ديكتاتورية جديدة، تحت مسميات أخرى، لكن لا أحد يستطيع الجزم أنه ليس بإمكاننا القيام بأشياء مهمة لصالح المستقبل. إننا سنفقد الحرية والكرامة فقط لو سمحنا لديكتاتورية أخرى أن ترجع، لكن إذا كنا متيقظين بما يكفي، فلن يكون بمقدور أي ديكتاتور جديد أن يمتطي ظهورنا لفترة أخرى. هناك شبه إجماع على ذلك. ويمكننا أن نلاحظ أن الجميع يخافون الآن من الفوضى ولا يخافون من الديكتاتورية، يخافون من الأصولية ولا يخافون من أي فكر مغاير، يخافون من الجمود ولا يخافون من الدينامية والحركة.
لقد عاش الشباب العربي طوال ستين سنة في ظل ديكتاتوريات تحتكر الحديث باسم الديمقراطية والحرية والعدالة والوطنية. الآن اكتشف الجميع أن ذلك زيف. علينا أن نتأكد أن الحرية هي فقط الحرية التي يتحدث عنا الأفراد. هم فقط من يعرف إن كانوا أحراراً أم لا؟ أما ما يفسره الحاكم (الحكومة) على أنه حرية فإنه في الواقع ليس إلا انعكاساً لتسلطه؛ فالحاكم يحب دائماً أن تكون الحرية نوعاً من الصمت العام، نوعاً من الركود، بينما يريد الأفراد أن يكونوا أحراراً في التصرف، أحراراً في الفعل، ولا يمكن لذلك أن يتلاءم مع رؤية الحكام.
في خطاب افتتاح أشغال اجتماع مون بيلران تحدث الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس Vaclav Klaus، عن «كيف تنهار الأنظمة وكيف نرجع إلى الحرية؟ «إننا لا نرجع إلى الحرية بمجرد أن ينهار نظام. إن مقولة «الهدم أيسر من البناء» كانت رائجة منذ فترة طويلة، لكن لم يكن أي أحد يجرؤ على الهدم. لم يكن الشباب العربي متأكدين من هدم الديكتاتورية الصلبة المحروسة بالمخابرات والبوليس والعسكر والدعم الخارجي وجهلنا أيضاً.
إن البناء الآن أيسر بعد أن تهدم الصرح القديم. إن بناء ليبيا جديدة يجب أن يكون على أرض خالية من حكم ديكتاتور مثل القذافي. وبناء تونس حديثة وديمقراطية وتعددية لم يكن ممكناً بوجود مافيا ابن علي. لم يكن أي أحد قادراً على التصرف في هذه البلدان. إن إمكانية التظاهر ونشر الأفكار في هذه البلدان في الوضع الحالي يجعله أفضل بكثير من السابق، حيث الصمت العام والرقابة والحظر.
حضر شباب من معظم الأقطار العربية، يحملون مشاريع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. لقد رجعت روح المبادرة لشباب فقدوا لمدة طويلة أي أمل في المساهمة لبناء مجتمع حر. إن ذلك لوحده ثورة. بعد أن كانت الهجرة الشرعية وغير الشرعية حلاً وحيداً لإنقاذ الأفراد والبحث عن فرصة للعيش بكرامة في البلاد البعيدة، هاهم الآن يرجعون بمشاريع ويناضلون على طريقتهم الخاصة.
هذا كله لا ينفي وجود عيوب ونواقص يجب درؤها. فمستوانا الثقافي والفكري لا يسمح ببناء مجتمع حر ديناميكي، وديمقراطية متينة. علينا جميعاً أن نطور الأسس الفكرية التي ستضمن استمرارية الثورة، إذ لا تكفي ثورة واحدة لتغيير وضعنا العربي. ولا يمكننا أن نتجاهل هذه النواقص دون أن نقترف الخطيئة، التي لا تعني سوى رجوع ديكتاتورية أخرى.
أينما توجهنا في الأقطار العربية فإن الشباب يجهلون مفكريهم؛ إذ أعلنت الديكتاتوريات الحرب على المفكرين وعلى الكتب لمدة طويلة. كيف ستفرض الصمت العام لو لم يكن ذلك؟ لم تسمح سوى بانتشار كتابات وعاظ السلاطين، ثم شيئاً فشيئاً فقدنا الصلة بالفكر.
النتيجة هي أن أكثر الشباب حيوية فقد أية صلة له بمفكريه الكبار، فمعظم المصريين يكادون يجهلون الفيلسوف عبدالرحمن بدوي ولا يهتم أغلب العراقيين بعالم الاجتماع علي الوردي، أما الجزائريون فنسبة كبيرة منهم لم تسمع قط بمالك بن نبي، وهو أحد أكبر الإصلاحيين في القرن العشرين، والأكثر وفاءً لروح ابن خلدون، وأحد تلامذته المتنورين.
ينبغي تجاوز هذا الوضع، إن نحن أردنا تنمية بلداننا وإرساء أسس مجتمع حر ومفتوح. علينا أن نربط الصلة بالماضي المشرق لحضارتنا والاستفادة من كل التجارب الإنسانية. إن التاريخ يسير من دوننا لكنه وكما يقول السير كارل بوبرSir Karl Popper، وهو أول من استعمل مفهوم «المجتمع المفتوح» في كتابه «المجتمع المفتوح وأعداؤه» (1945): «إن التاريخ يضعنا دائماً أمام ثورة غير منتظرة أو غير متوقعة»، ويقول أيضاً في كتابه «خلاصة القرن» (1993): «إننا كبشر لسنا في المستوى الذي يسمح لنا بالتنبؤ بالمستقبل، إننا نتابع الاتجاه فقط، ولكن علينا ببساطة أن نتحرك، وأن نحاول جعل الأشياء أفضل وأحسن، فاللحظة الحاضرة هي اللحظة التي انتهى فيها التاريخ».
لا شك أن القطيعة مع هذا التاريخ البائس، تستوجب التفكير في أجوبة لأسئلة آنية تفرضها اللحظة التاريخية من قبيل: هل نحن مستعدون أن نجعل اختراعات المستبد العربي خلفنا؟ ألسنا في حاجة لأن ننهي تاريخ الديكتاتورية؟ ألا يجب علينا أن نتخلص من أساليبها، وأن نسترجع روح المبادرة؟ ألا تنتظرنا أشياء كثيرة، لكنها ليست مستحيلة؟ ألا يجب أن نتولى صنع مستقبلنا،وأن نسلك جميع السبل كي نجعله حراً؟
إقرأ أيضا لـ "منبر الحرية"العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ
الإستبداد والإسعباد لابد أن يستبعدوا لكن كيف؟
قيل من آمن بموسى آو آمن بعيسى وما محمد إلا رسولا قد خلت من قبله الرسل بينما قيل إن مات أو قتل إنقلبتم الى أعقابكم. هنا من ينقلب على عقبيه فقد حسر لكن متى حدث الإنقلاب ومن إنقلب ورجع الى جاهلية قريش وعادتها وأعرافها - قتل وتجارة والاعتداء على الغير دون وجه حق كما إستغلال البعض للكل أو البعض للبعض.؟ قد يقال الأمريكان لكن مال ودعم وهابي أو إرهابي لكن حرابيط الطريق وخططها رسمت كما أعلنتها كنداليسا رايس في أكثر من مؤتمر صحفي. أليس كذلك؟ فهل تحاسب الإرهابيين أو المفكرين – من خطط خرابيط طريق؟
قد يقال من الناس أو من الشعوب لكن لا يقال أمم متحدة بل حكومات متحدة على الشعوب
ليس بسر لكن خلق الله الشعوب كما خلق القبائل ليتعارفوا لا ليتعاركوا أو يستغل الإنسان أخاه أو أخته المرأه من أجل المال أو الأعمال. وصلت البشريه من التكنولوجيا وطاروا للقمر لكن نسوا أصهم من الأرض وسيعودا الى التراب وسيحاسبهم الله على أفعالهم وأعمالهم. ما توصلت اليه بعض الشركات السياحية والرفاهية - هذه عبودية وإستعباد الناس بعضها لبعض. يقال أمم أمثالكم كما يقال أمم أشباهكم. فهل اليوم الناس لا تعرف أنهم أمميون ومن أمة محمد آخر الأنبياء؟