العدد 4029 - الثلثاء 17 سبتمبر 2013م الموافق 12 ذي القعدة 1434هـ

مركز البحرين الاجتماعي للإبداع بمخيم الزعتري يقدم الدعم والعلاج النفسي

ضاحية السيف – المؤسسة الخيرية الملكية 

تحديث: 12 مايو 2017

تعمل المؤسسة الخيرية الملكية حسب توجيهات جلالة ملك البحرين لتكون البلسم الذي يوضع على جروح المحتاجين، فجلالته حريص على أن تكون البحرين سباقة ومتميزة في تقديم المساعدات التنموية لتخفف المصاب الأليم الذي حل بالدول الشقيقة، وتعمل المؤسسة بقيادة رئيس مجلس الأمناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ هذه التوجيهات الملكية السامية بمد يد العون للأشقاء.

وبعد زيارة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لافتتاح مجمع مملكة البحرين العلمي للطلاب اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري وشعر عن قرب بمعاناة الأطفال ومشاعرهم وأحاسيسهم وتلمس احتياجاتهم، أصدر سموه توجيهاته ببناء مركز إرشاد نفسي للطلاب للتخفيف من أعراض الصدمة التي يتعرضون لها جراء الحروب والمواقف الصعبة التي تمر بهم، ولتفادي تفاقم المشاكل النفسية لدى الطلاب.

ومن هنا باشرت المؤسسة الخيرية الملكية تنفيذ هذه التوجيهات، حيث بادر سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية بتنفيذ توجيهات سموه والبدء في إنشاء مشروع مركز الإرشاد النفسي في المخيم بالتنسيق مع مركز الإرشاد النفسي والصحي التابع للمؤسسة الخيرية الملكية.

تلبية احتياجات الطلاب

وبدأت الاستعدادات والترتيبات بشكل مسبق، وفي هذا الجانب تقول رئيس مركز الإرشاد النفسي بالمؤسسة الخيرية الملكية أمينة آل بن علي : أقمنا عدة زيارات مسبقة إلى مخيم الزعتري وتحديداً إلى مجمع مملكة البحرين العلمي، والتقينا بعدد من المسئولين المعنيين بمجمع مملكة البحرين في الزعتري ووزارة التربية والتعليم الأردنية، وذلك للتحضير لتقديم برامج علمية في الإرشاد النفسي والتعرف على أهم المشكلات التي يعاني منها الطلبة وإدراجها ضمن خطط البرامج الإرشادية، كما تم الإطلاع على سير عمل المجمع والتعرف على أعداد الطلبة والمناهج التي تدرس، والتجهيزات المتوفرة تمهيدا، لتنفيذ البرامج الإرشادية النفسية للطلبة.

وأضافت: وقدم مركز الإرشاد النفسي بالمؤسسة الخيرية الملكية عدداً من البرامج هناك قبل الافتتاح الرسمي للمركز وذلك للوقوف على احتياجات الطلاب، وهدفت هذه البرامج إلى رسم الابتسامة والفرح في نفوس الطلاب، وتنمية التفكير الإيجابي في مواجهة المشكلات والأزمات، إلى جانب تدريب الطلاب على مجموعة من المهارات النفسية والاجتماعية التي تساعد في التعبير عن المشاعر والتفريغ الانفعالي، وتشكيل جماعات دعم ومساندة بما يساعد في التعامل مع الفقد بطريقة أكثر ايجابية وتقوية الصلابة النفسية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب في بناء معنى ايجابي عن الحياة والتأكيد على أهمية الإحساس بالأمل والمستقبل الأفضل.

وأشارت آل بن علي إلى أن هذه اللقاءات بينت أن غالبية الطلاب يعانون من أعراض الصدمة ممثلة بالذكريات الأليمة والصورة الذهنية المقحمة والكوابيس والحزن على فقدان الأقارب والأصدقاء والشعور بالخوف من تكرار الحدث الصدمي والفزع الليلي والشعور بالقلق وغيرها من الأعراض، كما أن أغلب الطلبة لديهم حس إيماني عميق، إذ تعتلي أصواتهم بالأناشيد الوطنية التي تدعو إلى الجهاد وتلبية نداء الله والدفاع عن الشرف والكرامة والبعض يتمنى أن يحفظ القرآن.

التأثير الايجابي

وبينت أن هذه البرامج ساعدت الطلاب في خلق الأمل ليدهم عبر جعل أحلامهم وآمالهم قابلة للتحقيق، كما ساهمت في إدخال شعور السعادة والفرح إليهم عبر تمارين الاسترخاء التخيلي، كما ساعدتهم في زيادة الشعور بالأهمية الذاتية والرفع من مستوى تقدير الذات وشعر كل طالب بأنه شخص مهم وأن الله سبحانه وتعالى هو من أعطاه هذه الأهمية وأن عليه أن يستغل إمكانياته وقدراته حتى يبرز هذه الأهمية ويرفعها، وساهمت في رسم البسمة والبهجة على وجوه، ونجح برنامج الدعم النفسي في مساعدة الطلاب على التفريغ الانفعالي لما يعانونه من مشاعر حزينة وخبرات مؤلمة وقد عبر الطلاب عن شعورهم بالارتياح والسعادة لوجود من يسمع لمعاناتهم ومن يخفف عنهم آلامهم، وتمكن من مساعدتهم في تعديل بعض أفكارهم السلبية والتي هي مصدر شعورهم السلبي وتدريبهم على التفكير الايجابي وكيفية النظر إلى النتائج الايجابية لأي مشكلة أو خبرة سلبية قد يتعرض لها الإنسان.

ووضحت رئيسة مركز الإرشاد النفسي أنه اتضح من هذه اللقاءات وجود حاجة ملحة لوضع برنامج للإرشاد الجمعي لطلاب المرحلة الإعدادية، والحاجة لتدريب الأخصائيين على استراتيجيات التعامل مع الصدمات النفسية الحادة مثل تقنية( (EMDRالعلاج بحركة العين، ليتسنى تطبيقها في المستقبل.

إلى جانب ذلك قالت آل بن علي أن مركز البحرين الاجتماعي للإبداع أخذ بهذه النقاط وتم التجهيز له وافتتح رسمياً في 23 اغسطس 2013، ويهدف إلى تقديم خدمة الدعم والعلاج النفسي لطلاب المركز العلمي البحريني المتضررين من الأحداث لعلاجهم من الصدمات النفسية الناتجة من الحروب وللتخلص من الصور والأفكار المُرعبة التي انطبعت في أذهان الأطفال والمراهقين، وإرشاد أُسرهم لكيفية التعامل معهم ضد الصدمات النفسية في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها ولتفادي المشاكل النفسية المستقبلية، ويتكون المركز من 5 كبائن 3 كبائن للإرشاد النفسي الفردي وكبينة غرفة إرشاد باللعب للأطفال وكبينة للإرشاد الجمعي للمراهقين وساحة لعب للأطفال، ويوجه خدماته للأطفال في المرحلة الابتدائية والإعدادية.

لقاءات ارشادية جمعية

وكان وفد الخيرية الملكية قد قدم عدداً من اللقاءات بهدف مساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم والتنفيس عن انفعالاتهم والتخفيف من حدة الضغوط نظير الظروف النفسية الصعبة التي يعيشونها بسبب الهجرة وعدم الاستقرار، حيث قدم المركز مجموعة من اللقاءات و الورش النفسية لطلاب الزعتري استفاد منها ما يقارب من 400 طالب وطالبة في المرحلة الاعدادية والثانوية و250 طالب وطالبة في المرحلة الابتدائية.

و قدم اختصاصي الإرشاد النفسي بالمؤسسة سامي المحجوب لقاء بعنوان بناء الذات، استهدف فيه طلاب المرحلة الاعدادية والثانوية، وهدف إلى زيادة الشعور بالأهمية الذاتية ورفع مستوى تقدير الذات والتعبير والتنفيس عن المشاعر والخبرات المؤلمة والاعتراف بوجودها كخطوة أولى للتخلص منها و تعديل الافكار السلبية المرتبطة، إلى جانب رفع الروح المعنوية والشعور بالأمل والمستقبل الأفضل، و تضمن اللقاء مجموعة من الأنشطة الهادفة مثل تمرين تطيق المشاعر وتمرين الاسترخاء التخيلي الذي تخيل به الطلاب أنفسهم إلى زمن حلت فيه الأزمة الحالية وتمسكهم بالمشاعر الايجابية الناجمة عن العودة إلى بلدهم ومنزلهم باعتبار أن الأزمة انتهت، ثم جلب هذه المشاعر الايجابية الى الزمن الحاضر والتمسك بها، أيضاً تضمن اللقاء تطبيق تمرين (المرآة) والذي أدى إلى رفع الشعور بالأهمية الذاتية، بالإضافة إلى تدريب الطلاب على مهارات تأكيد الذات اللفظية والجسدية.

كما قدم المحجوب اللقاء الارشادي (النجوم) والذي استهدف المرحلة الابتدائية وهدف إلى مساعدة الطلاب على التفكير الايجابي بما يمرون به من مشكلات وأزمات ويتلخص لقاء النجوم بقصة النجم الصغير الذي يسعى إلى أن يزيد من ضيائه وبريقه إلا انه يتعرض لمجموعة من المشكلات فتأتي إليه مجموعة من الشهب الظالمة وتقتل صديقة وتجبره على ترك بلده ومنزلة والذهاب الى مسكن أخر غير ملائم وغير مناسب ولم يشعر بالارتياح فيأتي اليه نجم كبير يساعده على التخلص من مشاعر الحزن والاحباط ويعيد له تفكيره بشكل ايجابي ويذكره بأهميته ويعيد له الأمل مره أخرى وقد تضمن اللقاء مجموعة من التمارين الهادفه مثل تمرين (تحويل السلبي الى ايجابي) والذي هدف الى تعلم التفكير الايجابي من خلال ذكر النتائج الايجابية لمجموعة من الخبرات السلبية التي قد يتعرض لها الانسان. كما تضمن اللقاء تمرين (البالون) والذي هدف الى مساعدة الطلاب على التخلص من الخوف من خلال معايشة خبرة الخوف بشكل تخيلي والذهاب بهذا البالون الى المكان المفضل واخذ الاشخاص الذين يرغب الطالب بمرافقتهم معه، كما تم خلال اللقاء خلق التحفيز الذاتي لدى الطلاب ورفع الروح المعنوية والسماح لهم بالتعبير عن تطلعاتهم وآمالهم من خلال تطبيق تمرين (احلامي) كما عقد الاستاذ سامي المحجوب لقاء الارشاد الجمعي لمجموعة من طلاب المرحلة الاعدادية وقد تبين خلال اللقاء ان غالبية الطلاب يعانون من اعراض ما بعد الصدمة . كما قدم الاختصاصي النفسي عبد الرحمن النهام ورشة بناء الثقة بالنفس وماهيتها والتعرف على كيفية النظر للنفس والتي تهدف إلى رفع مستوى الثقة بالنفس والنظرة الإيجابية للذات كما تخللت مجموعة من الأنشطة التدعيمية كما ركزت لاقي اللقاءات على طريقة التعبير عن مشاعرهم والتفريق بين الانفعالات عن طريق التعرف عليها من خلال رسم الوجوه

ومن جانبه قدم اختصاصي الإرشاد النفسي بالمؤسسة عبدالرحمن النهام لقاء نفسي بعنوان " قطار المرح والتعلم " عبارة عن فكرة تخيلية تمكن الطلاب من فهم ووعي بعض الجوانب النفسية والانفعالية وتشجعهم على التعبير عن مشاعرهم وافكارهم بطريقة بناءة من خلال ركوب قطار يتوقف عند عدد من المحطات وفي كل محطة يتوقف فيها هذا القطار يتعلم الطفل فكرة ايجابية وتتمثل هذه المحطات في المحطة الاولى وهي المشاعر حيث يتعلم الطفل كيف يبوح بمشاعره للأشخاص الآخرين فشعور الطفل بأنه يعيش في مخيم للاجئين يجعله يشعر بالإحباط وبأنه غير مرغوب في وطنه وبالتالي فإن تشجيع الطفل على الحديث عن مشاعره يطلق الشحنات المكبوتة في ذاته ، وفي المحطة الثانية يتعلم الطفل كيفية التخلص من الافكار السلبية التي تجعله يشعر بالحزن على فقد شخص او بسبب التهجير وتحويلها الى افكار ايجابية من خلال الثقة بالنفس ويعبر عن افكاره بطريقة بناءة كممارسة الرياضة أو الرسم او الحديث مع الشخص المقرب ، وفي المحطة الثالثة تعليم حب المهنة حيث يتعلم الطفل أن المهنة هي اسلوب وطريقة ايجابية للحياة وللأطفال احلامهم في اختيار مهنة المستقبل عن طريق تطبيق نشاط " مهنتي " حيث يسهم النشاط في اعطاء ثقة للطفل على الانجاز والاستماع لأفكاره وامنياته وتشجيعه على النظر للحياة بإيجابية.

وعبر طلاب مجمع مملكة البحرين العلمي بمخيم الزعتري عن ارتياحهم وسعادتهم بهذه اللقاءات، وما تضمنته من تمارين ساعدتهم في التعبير والتنفيس والاحساس بالتفاؤل والأمل والمستقبل الأفضل.

فتقول الطالبة كفاح أن المركز ساعدها في استعادة الثقة بنفسها بشكل أكبر، ودعم نفسيتها، كما عرفت أن ابدائها للرأي له أهمية كبيرة، وتقول الطالبة ردينة عصام: استفدت من معرفة الكثير من الأمور عبر قصة النجم، وعرفت بعض الأمور المهمة في كلامي وأسلوبي والقائي.

أما الطالبة فاطمة زياد فتعبر عن سعادتها بمشاركتها في المركز وتقول: انه يوم جميل شعرت فيه بالسعادة، واستفدت كثيراً في أن لا أفكر بالمشكلة وأن لا أبتعد عن أصدقائي وبلدي. وتشير الطالبة بتول عدنان أنها تعلمت أن تكون ايجابية وتبتعد عن السلبية، كما تعلمت أن لها دور مهم عند أهلها وأنها تعني لهم الكثير.

إلى جانب ذلك تقول الطالبة وردة محمد: المحاضرة التي قدمت لنا مفيدة جداً، علمتني الكثير واستفدت منها في تعزيز ثقتي بنفسي، كما تعلمت كيفية الاسترخاء وكيف أصبح سعيدة وأخفف الضغط والتوتر على نفسي، ومدى تأكيد ذاتي وكيفية التعبير عن المشاعر، كما تعرفت على نفسي ومن أكون. وفي الكفة نفسها تقول الطالبة جواهر أكرم: لأول مرة أفرض نفسي وأجبرها على الحديث يما يفكر به عقلي دون تردد أو خجل لما أقوله.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً