العدد 4029 - الثلثاء 17 سبتمبر 2013م الموافق 12 ذي القعدة 1434هـ

اتفاقية "أميركية – روسية" تُحدد هدف نزع الأسلحة الكيميائية السورية

واشنطن - آي آي بي ديجيتال 

تحديث: 12 مايو 2017

يقول الرئيس أوباما إن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يمثل خطوة ملموسة باتجاه نزع برنامج الأسلحة الكيميائية الفتّاك والواسع النطاق في سوريا.

وكان الوزيران كيري ولافروف قد توصلا إلى اتفاق في 14 أيلول/سبتمبر في جنيف حول إطار العمل الدبلوماسي اللازم لنزع أحد أكبر مخزونات الأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط.

وفي بيان صدر من واشنطن في اليوم ذاته، أعلن الرئيس أوباما أن الاتفاق الذي تمَّ التوصل إليه بعد ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة "يوفر الفرصة لنزع الأسلحة الكيميائية السورية بطريقة شفافة وسريعة ويمكن التحقق منها، وهي فرصة باستطاعتها إنهاء التهديد الذي تمثله هذه الأسلحة ليس بالنسبة للشعب السوري فحسب، وإنما للمنطقة والعالم."

وأضاف الرئيس أوباما: "إن المجتمع الدولي يتوقع من نظام الأسد أن يفي بتعهداته العلنية".

وأبلغ الوزير كيري الصحفيين في 14 أيلول/سبتمبر في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع لافروف في فندق انتركونتيننتال في جنيف، أنه بموجب الشروط المعلنة في جنيف، يتعيّن على نظام الرئيس السوري بشار الأسد تقديم قائمة شاملة بالمخزون الكامل للأسلحة الكيميائية الموجودة لديه في غضون أسبوع. واتفق الاثنان على اللجوء إلى إجراءات استثنائية بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية للعام 1992، وذلك من أجل التحقق الصارم من مواقع الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها على وجه السرعة.

وأضاف الوزير كيري أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على أن نظام الأسد عليه أن يزوّد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تدير اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وموظفي الدعم فيها بإمكانية الوصول الفوري غير المقيد كي تقوم بتفتيش جميع مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا. وسوف تصل فرق التفتيش الدولية إلى سوريا بحلول شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وخلال تلك الفترة، من المفروض أن يتم تدمير جميع المعدات المستخدمة لمزج وتعبئة الأسلحة الكيميائية.

وأخيرًا، يدعو الاتفاق إلى التدمير الكامل لجميع الأسلحة الكيميائية السورية، بما في ذلك إمكانية نقل الأسلحة من سوريا إلى الخارج لتدميرها. وينبغي أن تكتمل عملية تدمير هذه الأسلحة بحلول منتصف العام 2014.

وأبلغ كيري الصحفيين قائلاً: "إننا نعتقد بأن التأكد من أن استخدام طاغية غاشم للأسلحة الكيميائية لن يمر مرة أخرى، هو أمر جدير بالسعي في سبيله وتحقيقه."

والمعروف أن سوريا تخوض حربًا أهلية طويلة بدأت منذ آذار/مارس، 2011.

تمَّ التوصل إلى اتفاق جنيف هذا عقب تنفيذ النظام السوري هجومًا بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في وقت مبكر يوم 21 آب/أغسطس في منطقة من غوطة دمشق الزراعية. وأسفر الهجوم عن مقتل 1429 شخصًا من بينهم 426 طفلاً. أعلن الرئيس أوباما بعد ذلك الهجوم أنه باشر بإصدار أمر للمباشرة برد عسكري أميركي ولتمركز السفن الحربية الأميركية في البحر الأبيض المتوسط، وطلب من الكونغرس تفويضًا باستخدام القوة.

وجاء في بيان صدر عن الرئيس أوباما في 14 أيلول/سبتمبر "إن استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان في العالم هو بمثابة إهانة لكرامة الإنسان وتهديد لأمن الناس في كل مكان. وعلينا واجب المحافظة على العالم بحيث يكون خاليًا من الخوف من الأسلحة الكيميائية من أجل أبنائنا. وإجراءات اليوم تمثل خطوة هامة باتجاه تحقيق هذا الهدف."

وبعد صدور رد الوزير كيري، اقترحت روسيا نزع الأسلحة الكيميائية من سوريا وطلب الرئيس أوباما من الكونغرس تأجيل التصويت على التفويض إلى أن يتوصل الوفدان الأميركي والروسي إلى اتفاق. بدأت المفاوضات في جنيف في 12 أيلول/سبتمبر بين الوزيرين كيري ولافروف ومع وفود مهمة مختصة بنزع الأسلحة من البلدين سوية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وأبلغ الوزير كيري الصحفيين أنه في حال لم يمتثل نظام الأسد في سوريا لشروط الاتفاق، عندئذ فإن للولايات المتحدة وروسيا إصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يجيز استخدام القوة وكذلك اتخاذ إجراءات غير عسكرية.

وأضاف: "لن يكون هناك أي تلاعب، ولا مجال للتملص أو القيام بأي شيء أقل من الامتثال الكامل من جانب نظام الأسد."

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك يوم 13 أيلول/سبتمبر أنه سيعرض في 16 أيلول/سبتمبر على مجلس الأمن الدولي تقريرًا "وافيًا" لفريق مفتشي الأسلحة الكيميائية التابع للأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية في سوريا. ومن المعروف أن سوريا تملك أكبر مخزون من الأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط، بما في ذلك غاز السارين، وغاز الخردل وغاز VX، وجميع الذخائر اللازمة لتسليمها والمواد اللازمة لإنتاجها.

وأعرب بان في بيان صدر في نيويورك عن أمله بالتوصل إلى اتفاق في جنيف من شأنه أن "يساعد في تمهيد الطريق لإيجاد حل سياسي لانهاء المعاناة المروعة التي يتعرض لها الشعب السوري."

من جهتها، أعلنت الحكومة الصينية في 15 أيلول/سبتمبر أنها ترحب بالاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا حول الأسلحة الكيميائية في سوريا. وذكرت التقارير الصحفية أن وزير الخارجية الصينية وانغ يي صرّح بعد اجتماع عقده مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يزور الصين قائلا: "نعتقد أن اتفاق إطار العمل هذا قد أدى إلى تخفيف الأوضاع المتوترة حول سوريا، وفتح فرصة جديدة لاستخدام الوسائل السلمية لحل قضية الأسلحة الكيميائية."

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في 14 أيلول/سبتمبر إن الاتفاق كان "خطوة كبيرة إلى الأمام". وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله "إذا تبعت الأفعال الأقوال، فإن فرص التوصل إلى حل سياسي سوف تتحسن بشكل ملحوظ."

إن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1992، تدعم بروتوكول جنيف للعام 1925 حول الأسلحة الكيميائية، وتتضمن تدابير واسعة النطاق مثل عمليات التفتيش في المواقع. وكان البروتوكول ثمرة لاستجابة العالم إلى الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة الكيميائية خلال الحرب العالمية الأولى في أوروبا. واعتبارًا من شهر أيلول/سبتمبر من هذا العام، تكون 190 دولة قد وقّعت على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، على الرغم من أن سوريا لم توافق سوى في الأسبوع الماضي على التوقيع والتصديق على هذه الاتفاقية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً